كشفت مقررة اللجنة الوطنية للتحقق من انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن (حكومية)، إشراق المقطري، أن عناصر ميليشيا الحوثي ارتكبوا 28 ألف انتهاك موثق، ذهب ضحيتها 49 ألف مواطن، منذ انقلابهم على السلطة الشرعية.

وقالت المقطري، في حوار مع "إرم نيوز"، إن محافظة تعز سجلت أعلى نسبة من الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون بحق اليمنيين وحقوقهم وجميعها تم توثيقها.

وتشمل هذه الانتهاكات "تدمير الممتلكات ونهبها، والإخفاء القسري، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، وجرائم الحرب، واستهداف المدنيين والمؤسسات الطبية، والأعيان الثقافية، وضحايا الألغام، وتجنيد الأطفال"، بحسب المتحدثة ذاتها.

وأشارت إلى أن "الانتهاك الوحيد الذي يظهر بنسبة أقل في محافظة تعز هو تجنيد الأطفال، والذي يعود إلى ارتفاع مستوى الوعي لأبنائها.

وأوضحت أن الحوثيين انتهكوا القانون الدولي الإنساني، والذي يعرف بـ"جرائم الحرب" وهي انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، يتصدرها قتل واستهداف المدنيين والتجمعات السكانية، وتدمير الممتلكات والمنازل".

وكشفت المسؤولة الحقوقية أن من ضمن هذه الانتهاكات الجسيمة "زراعة الألغام في محافظات: تعز والحديدة ولحج والبيضاء ومأرب"، إلى جانب الاستهداف المنهجي للمؤسسات التعليمية (مدارس، ومعاهد، وجامعات، وكليات) بقصفها أو استهداف المعلمين والطلاب فيها بالقتل.

وسجلت اللجنة الوطنية الحكومية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022 وهي فترة هدنة غير معلنة، استهدافات بشكل كبير جدًّا للطواقم الطبية، وسيارات الإسعاف، والمستشفيات، والمراكز الطبية.

وقالت المقطري إنه "في محافظة تعز تم استهداف وقصف المستشفيات الحكومية التي لا تزيد على ثلاث داخل المدينة، وإخراجها بالكامل عن الجاهزية".

وكشفت أن "اللجنة وثقت وجود آلاف المعتقلين، والمختفين قسرًا في عموم البلاد، سواء كانوا في سجون الميليشيات أو مراكز احتجاز غير قانونية، بالإضافة إلى استخدام المدارس والمؤسسات الحكومية والحدائق للاحتجاز".

ووثقت اللجنة أيضًا "اختطاف وتعذيب معلمين وصحفيين وطلاب وباحثين عن عمل كانوا يتنقلون بين المحافظات"، مشيرة إلى أن بعض هؤلاء توفوا تحت التعذيب.

وبينت أن الحوثيين فجروا 1300 منزل في عموم البلاد، وشردوا ساكنيه وحرموهم من الأمن والاستقرار.

وأفادت مقررة اللجنة الوطنية للتحقق من انتهاكات حقوق الإنسان بأن الحوثيين مارسوا "محاولات غسل أدمغة الأطفال وتعبئتهم بفكر متطرف يقوم على الكراهية والتدمير، وزيادة الاحتقان في الأوساط الاجتماعية، ويهدد الأجيال القادمة بالكثير من النزاعات والخلافات".

وأشارت إلى أنه "تم حرمان عدد كبير من الأطفال من التعليم، سواء بالزج بهم في الجبهات، أو بقصف المدارس وإغلاقها وعدم توفير المرتبات للمعلمين والاستيلاء عليها في مناطق سيطرة الحوثيين".

ولفتت إلى "عدم توفير الرعاية الصحية للأطفال في مناطق سيطرتهم، وإغلاق المستشفيات الكبيرة وتحويلها لثكنات عسكرية أو لصالح المجهود الحربي لهم".