إرم نيوز


قال مدير الحرب الإلكترونية المتقاعد من الجيش الأردني اللواء المهندس عاطف الطواهي، إن ما جرى في من تفجير لأجهزة "البيجر" اللاسلكية ينطوي في إطار الحرب الإلكترونية التي سوف تشهد مزيدًا من استخداماتها في قابل الأيام في الصراع الدائرة بين إسرائيل من جهة، وإيران وأذرعها في المنطقة من جهة أخرى، وأشار إلى أن التفجيرات تكشف عن وجود اختراق كبيرا للحزب.

"إرم نيوز" أجرى مقابلة مع اللواء الطواهي، تحدث فيها عن كيفية وقوع عمليات التفجير في أجهزة البيجر، وإمكانية تصاعد الحرب السيبرانية في المنطقة، وكذلك قدرات أطراف الصراع وإمكانياتها في مجال الحرب الإلكترونية والأسلحة الممكن استخدامها ومدى قدرتها على حسم الحروب.

وتاليًا نص الحوار

حدثت عملية غير مسبوقة بتفجير أجهزة البيجر الخاصة بحزب الله، باعتقادك كيف تمت العلمية؟

أجهزة البيجر الخاصة بحزب الله، هي شحنة جديدة تسلمها الحزب، ومن دون شك وضعت جهة ما متفجرات في كل جهاز، سواء أداخل الجهاز في مكان ما، أم على البطارية، وهذه الأجهزة من المعلوم أنها صعبة الاختراق.

ولذا عمد الطرف الذي وضع هذه المتفجرات اليسيرة داخل كل جهاز على ربطها بإشارة منه، إذ تقوم بعملية تسخين يسيرة لدى تلقيها الإشارة، ثم ينفجر جهاز البيجر.

والمؤكد أن طرفًا ما في أثناء عملية التجهيز للشحنة قد وضع المتفجرات فيها، وحزب الله وحده القادر على كشف خيوط اللعبة، عبر تتبع مسار الشحنة ومصدرها ووكيلها.

حزب الله لجأ إلى استخدام أجهزة البيجر بعد حادثة اغتيال القيادي البارز في الحزب فؤاد شكر، ومن الواضح أن الحزب حذر، أو منع منتسبيه من استخدام الأجهزة الخلوية، وهي فكرة جيدة يصعب معها اختراق تلك الأجهزة.

ولكن الذي حدث من تفجير يكشف عن اختراق كبير كانت عواقبه أكبر من عمليات التنصت أو التجسس المعتادة، فقد تضرر الآلاف منها، فضلًا عما أحدثته من خلخلة في صفوف الحزب وتفكيك تواصل أعضائه، الأمر الذي ينذر بما هو أكبر ربما لدى إسرائيل عبر القيام بعمليات عسكرية في جنوب لبنان، وقد يكون هذا في وقت قريب.

هل سبق أن جرت عمليات مشابهة، سواء أمن قبل إسرائيل أم دول أخرى في العالم؟

بالتأكيد حدثت عمليات مشابهة، أبرزها في حادثة اغتيال يحيى عياش المعروف بأنه مهندس التفجيرات في حركة حماس، فقد اغتالته إسرائيل تقريبًا بطريقة مشابهة، وكذلك استخدمت الأمر في استهداف أكثر من قيادي فلسطيني، واستخدمتها أيضًا في إيران، ولكن بالحجم الذي جرى مع حزب الله، يعد الأمر سابقة خطرة، نظرًا لحجم الأضرار والمكاسب التي حققتها إسرائيل.

باعتقادك ما هي إمكانية اندلاع حرب سيبرانية بالمنطقة؟

يجب الإدراك بأن مكاسب إسرائيل من هذه العملية تتعدى مسألة الإصابات أو زعزعة الحزب، فإسرائيل بالتأكيد لديها الآن بنك معلومات عن المصابين وطبيعة عملهم، ومستوياتهم داخل الحزب، وإذا كانوا من كوادر الوسط أو القيادة، وبالتالي هذا يعطيها نقاط قوة إذا ما بدأت بشن هجوم كبير في قابل الأيام.

وأتوقع أن عملًا عسكريًّا سوف يحصل في وقت قريب، فعملية تفجير أجهزة البيجر ليست هدفًا بحد ذاتها بقدر ما هي تمهيد لعمل أكبر.

هل يعكس الهجوم تصاعدًا في الحرب الإلكترونية بين إسرائيل وحزب الله؟

الحرب السيبرانية التي يُتحدث عنها اليوم هي جزء من الحرب الإلكترونية، وهي عنصر أساس في نجاح الجيوش، وهي مستخدمة منذ اندلاع أحداث، وإسرائيل تعتمد اليوم على الذكاء الاصطناعي الذي يحدد أماكن الجهات المستهدفة، ولذلك لاحظنا في أكثر من مرة استهداف مبانٍ كاملة في غزة، إذ إن الذكاء الاصطناعي يعد أكثر ضررًا من البشر في العمليات العسكرية.

كذلك الأمر، نعتقد أن إسرائيل تقوم بعمليات تشويش وتغيير وتلاعب في خرائط google map.

وحين استُهدف إسرائيل بصواريخ من اليمن لم يسقط معظمها بفعل القبة الحديدة، إنما باستخدام تكنولوجيا الحرب التي حيدت مسار كثير من الصواريخ، مثلما أن الحرب الإلكترونية قادرة على التشويش على مسار الطائرات.

ما هي قدرات أطراف الصراع وإمكانياتها في مجال الحرب السيبرانية؟ وما هي الأسلحة الممكن استخدامها، ومدى قدراتها على حسم الحروب؟

نظرًا لقوة حلفاء والممثلين بالولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية ودعمهم، فإن التفوق يميل إلى صالح إسرائيل، من دون أن ننكر مقدرتها الذاتية بإنفاقها العسكري الضخم على الحرب الإلكترونية، في المقابل فإن إيران تلجأ إلى حليفها الروسي الذي خالف التوقعات بمحدودية مقدرته الإلكترونية في حربه مع أوكرانيا.

والحقيقة أن إسرائيل متقدمة كثيرًا على إيران وحلفائها، وكفتها راجحة في هذا الإطار، وهذا عامل معهم في انتصار الجيوش وتفوقها في الحروب، وإذا أردنا معرفة قدرات إيران، فيكفينا فقط استذكار حادثة اغتيال إسماعيل هنية ومن قبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.