دعا عاملون في القطاع الصحي بغزة، إلى إدخال اللقاحات المضادة لفيروس شلل الأطفال، إلى القطاع، بأسرع وقت، بعد تسجيل أول حالة لفيروس شلل الأطفال فيه، منذ 25 عامًا.

والجمعة الماضي، رُصدت إصابة تتعلق بطفل يبلغ من العمر 10 أشهر من المنطقة الوسطى في غزة.

وأوضحت مصادر طبية فلسطينية، أن الطفل لم يكن تم تطعيمه ضد الفيروس، وقد أكدت فحوصات أجريت في الأردن، الإصابة. وقف إطلاق نار إنساني

مسؤول الصحة الأولية بوزارة الصحة في غزة الدكتور موسى عابد، أوضح أن هذا التطور أثار قلقًا كبيرًا بين الأوساط الصحية، خصوصًا في ظل الظروف الإنسانية المتدهورة في غزة نتيجة الحرب المستمرة.

وقال لـ"إرم نيوز": "كانت منظمة الصحة العالمية، واليونيسف خططتا لحملات تطعيم واسعة النطاق لنحو 640 ألف طفل ضد الفيروس، إلا أن استمرار القتال يجعل من تنفيذ هذه الحملات تحديًا كبيرًا".

وأوضح، أن "خطورة الفيروس تكمن في أنه قد يؤدي إلى الشلل وحتى الوفاة، خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة، ويُعتقد أن سوء الأحوال الصحية في غزة، بما في ذلك تلوث المياه والصرف الصحي السيئ، أسهم بعودة ظهور هذا الفيروس الخطير".

وأشار المسؤول الطبي، إلى أن الأمم المتحدة تسعى إلى الحصول على وقف إنساني للقتال لمدة أسبوعين لتتمكن من تطعيم الأطفال والحد من انتشار المرض، إلا أن الاستجابة لهذا الطلب لم تتحقق حتى الآن.

تدهور النظافة

من جهته قال الناطق الرسمي باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران: "أثار ظهور أول حالة شلل أطفال، الذعر بين أوساط المواطنين خوفًا على أطفالهم من انتقال العدوى إليهم، ولا سيما مع عدم وجود بروتوكول علاجي خاص بالتطعيم ضد فيروس شلل الأطفال".

وأضاف الدقران في حديث لـ"إرم نيوز"، أن هذا الفيروس الخطير الذي يمكن أن يؤدي إلى شلل دائم أو الوفاة، يشكل تهديدًا إضافيًّا في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها المواطنون لا سيما النازحين منهم، كما يشعر الأهل بالعجز والضعف أمام هذه التهديدات الصحية، خاصةً في ظل نقص الإمكانيات الطبية وعدم القدرة على الحصول على التطعيمات بشكل كافٍ".

ولفت إلى أن القلق يتزايد بسبب الظروف المتدهورة في القطاع، حيث يعاني السكان من تدهور في خدمات المياه والصرف الصحي؛ ما يزيد خطر انتشار الفيروس، إذ يشعر الأهل بالخوف من عدم قدرتهم على حماية أطفالهم من المرض في ظل غياب الرعاية الصحية الأساسية واستمرار حالة الحرب.

وأشار إلى حالة من اليأس بين كثير من سكان غزة؛ "بسبب تكرار الأزمات الصحية والإنسانية، وهو أمر يزيد الضغوط النفسية عليهم. في المقابل، يحاول البعض الآخر التمسك بالأمل بأن المنظمات الإنسانية ستتمكن من تقديم الدعم اللازم لحماية أطفالهم".

الحد من الفيروس

وقال مدير مستشفى كمال عدوان للأطفال الدكتور حسام أبو صفية، إنه لحماية النازحين في قطاع غزة من فيروس شلل الأطفال، يجب اتخاذ بضع خطوات وقائية ضرورية، من شأنها أن تقضي على انتشار الفيروس لا سيما في ظل وجود مراكز الإيواء واكتظاظ السكان في أماكن النزوح.

ودعا أبو صفية في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى إعطاء اللقاح للأطفال دون سن الخامسة في أسرع وقت ممكن.

وأضاف أن تحسين النظافة العامة جزء أساس من الحد من انتشار الفيروس، والذي ينتقل غالبًا من خلال المياه الملوثة، "لذا تحسين النظافة الشخصية والعامة، بما في ذلك غسل اليدين بانتظام، وتعقيم المياه، واستخدام الصابون في أماكن الإيواء، يعتبر أمرًا بالغ الأهمية".

وشدّد المسؤول الطبي على ضرورة ضمان الوصول إلى المياه النظيفة، حيث يحد توفير مياه شرب نظيفة ومعالجة الصرف الصحي من انتشار الفيروس، كما يجب تعزيز البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في مناطق النزوح لتقليل خطر العدوى.

وأشار إلى أهمية إنشاء مراكز صحية متنقلة أو نقاط رعاية صحية في أماكن النزوح لمراقبة الحالات الصحية وتقديم الرعاية اللازمة بسرعة.