عواصم - (وكالات): اندلعت معارك عنيفة، الأحد، في شوارع صنعاء بين ميليشيات الحوثي الإيرانية وقوات حزب المؤتمر الشعبي، بالدبابات والصواريخ الحرارية، فيما أكدت مصادر أن صنعاء تشهد "حرب شوارع" بين الطرفين، فيما قصف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة السعودية مواقع للمتمردين الحوثيين قرب مطار صنعاء وفي قاعدة الدليمي.

وارتفع عدد قتلى المواجهات بين الطرفين في العاصمة اليمنية إلى أكثر من 200 وعشرات الجرحى الآخرين.

وأكدت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي، أن الانتفاضة مستمرة وطالبت بعدم الاستجابة للاشاعات والأكاذيب.



وأضافت أن إدارة التحرير المختصة بالموقع الإلكتروني للحزب جرى اختطافها، ونشرت بيانات غير صحيحة.

في غضون ذلك، سحبت ميليشيات الحوثي الإيرانية جزءا من قواتها من الجبهات في تعز والحديدة ونهم والجوف لتعزيز مقاتليها في صنعاء.

وتمكنت قوات المؤتمر الشعبي العام في اليمن، السبت، من السيطرة على المواقع الحيوية في صنعاء وعدد من المحافظات، وسط دعوات إلى انتفاضة شعبية ضد ميليشيات الحوثي الإيرانية.

وسيطرت قوات المؤتمر على دار الرئاسة ووزارة الدفاع والبنك المركزي ووزارة المالية وجهاز الأمن القومي في صنعاء القديمة.

كما سيطرت على مبنى التلفزيون الرسمي، الذي كان في قبضة الحوثيين، فيما تحاصر مطار العاصمة صنعاء، حيث تتمركز الميليشيات الإيرانية.

في غضون ذلك، اقتحمت ميليشيات الحوثي الإيرانية منزل اللواء محمد عبد الله القوسي القيادي بالمؤتمر الشعبي العام في صنعاء.

وأجبرت المواجهات التي تجددت في صنعاء الأحد المدارس والمحلات التجارية على إغلاق أبوابها.

وأعلن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح استعداده لفتح "صفحة جديدة" مع التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية.

وعلقت وزارة التعليم الدراسة الأحد خوفاً على الطلاب والمدرسين.

وأفاد شهود عيان بأن القوات الموالية للرئيس السابق قطعت عدداً من الطرقات وسط صنعاء وانتشرت بكثافة استعداداً لهجوم محتمل من الحوثيين. وحاول أنصار الرئيس السابق مجددا السيطرة على حي الجراف، معقل الحوثيين المدعومين من إيران، فيما عزز المتمردون مواقعهم باستخدام عشرات المركبات المزودة رشاشات.

وقال سكان إن الحوثيين جلبوا تعزيزات من معاقلهم الشمالية ونشروها جنوب صنعاء.

وقالت مصادر قوات صالح ان الحوثيين سيطروا على منزل وزير الداخلية المعين المقرب من صالح محمد عبدالله الوقصي وقتلوا ثلاثة من حراسه واعتقلوا آخرين.

وأضافت أن الحوثيين قتلوا الزعيم القبلي محمد الزرقا المقرب من صالح في محافظة عمران شمال العاصمة

وبلغت حصيلة القتلى وفق المصادر المختلفة في العاصمة والمطار نحو 60 قتيلاً، فيما ذكر شهود عيان أن بعض الجثث التي خلفتها مواجهات الأيام القليلة الماضية لا تزال ملقاة في الشوارع.

وأفاد سكان عدة أحياء بأنهم لزموا منازلهم تفادياً للقناصة والقصف في وقت اندلعت اشتباكات في محيط الوزارات الرئيسية حيث كان الجانبان يتعاونان قبل أيام فقط.

وانفرط خلال الأيام الأخيرة التحالف بين المتمردين الذين يسيطرون على صنعاء منذ 2014 وتحدثت مصادر أمنية عن مقتل نحو 60 مقاتلا في مواجهات بين الطرفين في أنحاء العاصمة، بما في ذلك المطار الدولي.

من جهته، اشاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بـ "انتفاضة صنعاء" معتبرا انها ستعيد "شعب اليمن الى محيطه العربي الطبيعي"، مشدداً على أن "انتفاضة اليمن الوطنية بحاجة للدعم".

ميدانياً، شن التحالف غارات فجر الأحد استهدفت مواقع للحوثيين في التلال الواقعة جنوب صنعاء.

في سياق متصل، نفت الإمارات أن يكون المتمردون الحوثيون أطلقوا صاروخاً من اليمن بلغ مجالها الجوي أو شكل تهديداً لمشروع مفاعل نووي سيفتتح العام المقبل.

وأكدت الهيئة الوطنية الإماراتية لإدارة الطوارئ والأزمات أن الدولة "تمتلك منظومة دفاع جوي قادرة على التعامل مع أي تهديد من أي نوع".

من جهته، قال نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر إن انتفاضة المدن ردّ فعل طبيعي لانتهاكات الانقلابيين بدعم إيراني. وأضاف في مقابلة مع قناة "العربية" أن إيران تدعم الانقلابيين الحوثيين بكل الوسائل. وأضاف أن الدولة تقف مع كل من يقوم بواجبه ضد الانقلابيين الحوثيين، مضيفاً: "ندعو الشرفاء في الأمن وكافة قوى المجتمع لمواجهة الحوثيين". وشدد الأحمر على أهمية توحيد الصف اليمني لمواجهة اعتداءات الحوثيين، مؤكداً أن المرجعيات الثلاث المعترف بها لا تزال هي أساس أي حل في اليمن. وقال نائب الرئيس اليمني إن الحوثيين يكرسون الاستبداد والفوارق الطبقية في المجتمع.