دمشق - رامي الخطيب، وكالات

حققت قوات الرئيس بشار الأسد تقدماً محدوداً على حساب الفصائل المعارضة في محافظة درعا جنوب البلاد حيث تستمر الاشتباكات بوتيرة عالية منذ أيام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. واستمر نظام الأسد وحلفائه في حملتهم الشرسة على ريف درعا في محاولة للتمهيد لاجتياح المنطقة ما ينهي بذلك اتفاقية خفض التصعيد المتفق عليها دولياً.

في الوقت ذاته، أقامت قوات المعارضة في الجنوب غرفة عمليات مشتركة تضم كافة فصائل درعا تحت اسم "العمليات المركزية في الجنوب"، وشكلوا مكتباً إعلامياً موحداً وشكت هذه الفصائل من عدم تقديم أي دعم عسكري من الدول الصديقة وهو ما يهدد ثبات ومقاومة الجيش الحر للحملة الشرسة على مواقعهم".



وقالت غرفة "العمليات المركزية في الجنوب" في بيان لها "قامت وحدات المشاة والإسناد الناري في غرفة عمليات اللجاة، بإفشال محاولة تقدم لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية على محور الدلافة وحران شرق درعا، وتمكنت من قتل 5 عناصر منهم".

وأردفت "العمليات المركزية"، "معارك عنيفة تخوضها وحدات المشاة والإسناد الناري في عمليات اللجاة، لصد محاولات قوات الأسد والميليشيات الإيرانية التقدم باتجاه عدد من المحاور في المنطقة، حيث تمكنت وحداتنا من التصدي لأكثر من 5 محاولات اقتحام باتجاه محور الشياح والداما، في ظل قصف مدفعي وصاروخي عنيف تشهده المنطقة، فضلاً عن الاستهداف المتكرر لمحاور القتال ومنازل المدنيين من قبل الطيران الحربي والمروحي بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة، ولاتزال قواتنا تشتبك مع المجموعات المهاجمة حتى اللحظة".

ونددت باستخدام نظام الأسد لأسلحة محرمة دوليا حيث قالت "النَّابالم الحَارِق سِلاحُ الأسَدِ المُتهالِك، قنابل حارقة فتَّاكة محرَّمة دوليا، يستخدمها نظام الإجرام مستهدفا المناطق السَّكنيَّة في الجنوب السوري، تمهيدا لعمليَّاته العسكريَّة، تحت مرأى ومسمع العالم الذي يعيش اتفاقيَّات زائفة وادعاءات كاذبة، الأطفال والأبرياء ضحيَّتها.. إجرام ممنهج لن يزيدنا إلا ثباتاً وعزيمةً وإصراراً وتمسٌّكاً بالثَّورة ومبادئها".

وبدأت قوات النظام الثلاثاء تكثيف قصفها على ريف محافظة درعا الشرقي ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة ضد الفصائل المعارضة في المحافظة الجنوبية.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "حققت قوات النظام أول تقدم لها في المنطقة منذ التصعيد العسكري الثلاثاء بسيطرتها على قريتي البستان والشومرية في ريف درعا الشرقي".

ويتركز القصف والاشتباكات حالياً عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، وتحديداً في ريف درعا الشرقي وأطراف السويداء الغربية.

وتهدف قوات النظام، على حد قول عبدالرحمن، إلى فصل الريف الشرقي بين شمال وجنوب "ما يسهل عملياتها ويزيد الضغط على الفصائل المعارضة ويتيح لها التقدم بشكل أسرع".

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "وحدات من الجيش خاضت خلال الساعات القليلة الماضية اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين في منطقة اللجاة" الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء، كما "حققت تقدماً على هذا المحور بعد القضاء على العديد من الإرهابيين".

وتكتسب المنطقة الجنوبية خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع اسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق.

وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على الغوطة الشرقية وأحياء في جنوب العاصمة، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية. وتستقدم منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.

وأفاد المرصد السبت بـ"تصعيد مستمر للقصف والاشتباكات في ريف درعا الشرقي والشمالي الشرقي"، وقد استهدف القصف الجوي والمدفعي قرى وبلدات عدة.

وأسفرت الاشتباكات السبت، وفق حصيلة للمرصد، عن مقتل 8 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وإصابة 20 آخرين بجروح. كما قُتل في المقابل عشرة مقاتلين على الأقل من الفصائل المعارضة.

وتسبب قصف قوات النظام منذ الثلاثاء بمقتل 18 مدنياً، وفق المرصد، الذي وثق أيضاً نزوح أكثر من 12 ألف مدني خلال ثلاثة أيام فقط غالبيتهم من ريف درعا الشرقي.

وطال القصف الصاروخي السبت مدينة درعا التي تتقاسم الفصائل المعارضة وقوات النظام السيطرة عليها.

وقد استهدفت قوات النظام، وفق المرصد، "بلدة حراك بالبراميل المتفجرة، لتكون المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا السلاح في درعا منذ عام".

وتعد محافظات درعا والقنيطرة والسويداء إحدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أمريكية أردنية في يوليو الماضي، لتشهد منذ ذلك الحين توقفاً كاملاً في الأعمال القتالية.

وتسيطر الفصائل المعارضة على 70% من مساحة القنيطرة الحدودية مع إسرائيل وكذلك محافظة درعا التي تعد مهد الاحتجاجات السلمية التي انطلقت ضد النظام في عام 2011. ويقتصر وجودها في السويداء على أطرافها الغربية المحاذية لريف درعا الشرقي.

وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على سلامة مئات الآلاف المدنيين، وتقدر وجود نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب البلاد.