الجزائر - جمال كريمي

يحصي جهاز الدفاع المدني الجزائري أزيد من 70 ألف منتسب، لكن من بين العدد الهائل لأصحاب الخوذة الفضية، لا يردد الجزائريون سوى ثلاثة أسماء، هم "عقبة" و"نور الدين" و"شمس الدين"، هذا الثلاثي صنعوا "ملحمة" خلدت أسمائهم، بعدما دفعوا حياتهم ليعيش آخرون.

أول بطولة رسمها الخمسيني عيساني نور الدين، والذي كان في مهمة بجبال محافظة سطيف في الرق الجزائري، بداية شهر أغسطس، لإخماد حرائق كبيرة اندلعت في المنطقة، لكن الموت كان سباقا، حيث انقلبت شاحنة الإطفاء التي كان على متنها، وتوفي في عين المكان، وجُرح اثنين من مرافقيه، وعزى وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي عائلة الراحل وجهاز الدفاع المدني على الشجاعة الكبيرة التي أبانها الراحل طيلة مسيرته المهنية.



ومنتصف الشهر، فجع الجزائريون برحيل بطل آخر من الدفاع المدني يدعى "قناوي شمس الدين"، والذي تدخل لإنقاذ أحد الشبان بمحافظة عين تموشنت أقصى غرب البلاد، كان يحاول الانتحار بإلقاء نفسه من منحدر جبلي، وعندما تقدم منه البطل شمس الدين لثنيه عن الانتحار، انزلق من علو 15 متراً إلى الأسفل، ونقل على جناح السرعة إلى المستشفى حيث صارع الموت لأكثر من أسبوع، ثم توفاه الأجل.

ونهاية الشهر، فقد الدفاع المدني أحد أعوانه بعد أن سقط وجرفته مياه الوادي بمحافظة بسكرة جنوب البلاد، أثناء تدخله مع مجموعة من زملائه خلال القيام بعملية إنقاذ ناجحة لـ 6 شبان أعمارهم.

وذكر جهاز الدفاع المدني، أن شهيد الواجب العون عقبة ازريبي صاحب الـ 31 ربيعا المنضم إلى الجهاز دفعة 2009 - 2010 توفي بعد تعثره بين الصخور ثم سقوطه في مجرى الوادي بعد أن فاجأته قوة المياه وهو يؤدي واجبه المهني قبل أن ينتشل جثة هامدة من قبل زملائه من أعوان الجهاز في مشهد مؤثر ومؤلم جمع بين الفرحة بإنقاذ 6 شبان من الموت المحقق والحزن والحسرة لفقدان أحد أبرز أعوان الدفاع المدني الذي شهد له الجميع بحسن الخلق والمعاملة وتفانيه في عمله إلى غاية آخر لحظة من عمره.