* "الأونروا" و"تيكا" توقعان اتفاقية صيانة مدرسة إناث مخيم عمان الإعدادية

عمان - غدير محمود، (أ ف ب)

أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بيير كرينبول، أنه "يأمل في مساهمات مالية عربية وأوروبية لحل ما وصفه بالأزمة المالية "الأسوأ" في تاريخ الوكالة بعد القرار الأمريكي بوقف تمويلها، فيما وقعت الوكالة الأممية الدولية المعنية بشؤون اللاجئين الفلسطينيين اتفاقية تعاون مع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" لتنفيذ صيانة شاملة وتأثيث مدرسة إناث مخيم عمان الإعدادية الأولى والثانية، بحضور السفير التركي في الأردن، مرات كراغوز.



وأكد كرينبول في مؤتمر صحافي في القاهرة الاثنين أن "الوكالة مرت بالعديد من الأزمات (...) وقد تعتبر هذه الأزمة هي الأسوأ من الناحية المالية" بعد قرار واشنطن وقف مساعدات بقيمة 300 مليون دولار كانت تقدمها للوكالة سنويا.

وتابع أن بعض دول الخليج "أعلنت تقديم دعم للوكالة مثل السعودية والإمارات" التي تعهدت كل منها بتقديم مساعدات قدرها 50 مليون دولار، وأشار إلى زيادة الدعم المقدم من بعض الدول الآسيوية مثل الهند واليابان والصين بعد القرار الأمريكي.

ونهاية الشهر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة، التي طالما شكلت المساهم الأول في ميزانية الأونروا، وقف تمويل للمنظمة متهمة إياها بأنها "منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه".

وأثار القرار استياء وغضباً في الشارع الفلسطيني كونه يهدد مشاريع حيوية من التعليم إلى الصحة يستفيد منها ملايين اللاجئين الفلسطينيين.

وكانت الولايات المتحدة خفضت أساساً بداية العام الحالي من مساهمتها للأونروا، ولم تقدم سوى 60 مليون دولار مقابل 370 مليون دولار في العام 2017.

ومن المقرر أن يحضر كرينبول الاجتماع الدوري نصف السنوي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية الذي يعقد الثلاثاء في القاهرة ويتضمن بندا على جدول الأعمال حول "حشد الدعم لوكالة" الأونروا.

من جهته، قال الامين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط في بيان الإثنين عقب لقائه كرينبول، إن الدول العربية "لن تسمح بتفكيك الأونروا أو الاستعاضة عنها بكيانات بديلة كما تسعى إلى ذلك إسرائيل والولايات المتحدة خلال الفترة الحالية".

وأوضح كرينبول أن الوكالة التي تساعد ما يزيد عن خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، "لا زالت تحتاج إلى نحو 200 مليون دولار لسد العجز هذا العام".

وبالرغم من صعوبة تعويض الولايات المتحدة كأحد المانحين الكبار للوكالة، أكد كرينبول أن الأونروا تمكنت حتى الآن من الحصول على تعهدات بتأمين "أكثر من نصف الموارد المطلوبة".

وأضاف أن المساهمات الخاصة أيضاً "مرحب بها" وأن الفترة الماضية شهدت تفاعلاً مع حملة الوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم "الكرامة ليس لها ثمن". وقال المفوض الأممي إن "الأمر لا يتعلق بالأونروا وإنما بـ526 ألف صبي وفتاة من اللاجئين الفلسطينيين في مدارسنا وأكثر من ثلاثة ملايين مريض في عياداتنا".

وعلّق بكل الأسى "لا يمكن أن أتخيل أنني ابلغ الأطفال انهم لا يستطيعون استكمال الدراسة بسبب نقص التمويل".

في سياق متصل، وقعت الوكالة الأممية الدولية المعنية بشؤون اللاجئين الفلسطينيين اتفاقية تعاون مع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" لتنفيذ صيانة شاملة وتأثيث مدرسة إناث مخيم عمان الإعدادية الأولى والثانية، بحضور السفير التركي في الأردن.

وتشمل أعمال الصيانة المدرسة بأكملها من الغرف صفية، والمقصف المدرسي والمرافق الصحية، بحيث تصبح هذه المرافق داخلية، هذا بالإضافة لتأثيث المدرسة بكافة مستلزماتها. وتعمل مدرسة إناث مخيم عمان الإعدادية بنظام الفترتين الدراسيتين، صباحية ومسائية، حيث يرتادها ما يقارب 1500 طالبة من الصف الرابع وحتى العاشر.

وأكد سفير تركيا في الأردن، مرات كراغوز أن دور "الأونروا" ليس مقصوراً على خدماتها الانسانية لتلبية احتياجات لاجئي فلسطين، وإنما يكمن دور "الأونروا" أساساً كعامل للحفاظ على الاستقرار السياسي في المنطقة".

وأشار كراغوز إلى "الدور الذي تلعبه بلاده في حشد الموارد لتجاوز الأزمة المالية التي تعانيها "الأونروا""، قائلاً "كون تركيا أحد الأعضاء المؤسسين للأونروا، وكرئيس للجنة الاستشارية للوكالة، ستواصل تركيا بذل كل جهد للمساعدة في التخفيف من أوجه القصور المالية لـ "الأونروا" والعمل على تلبية احتياجاتها من خلال مؤسساتها ذات المصداقية ، مثل "تيكا"، ومع الأصدقاء ذوي التوجهات المماثلة، مثل الأردن".

بدورها أكدت إسين آجار إرغين، منسقة الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا"، "أهمية التعليم كركن أساسي للتعاون في وكالة "تيكا"، حيث قالت إن "التعليم مفتاح التنمية الشاملة والمستدامة، وتهدف "تيكا"، إلى دعم المبادرات التي توفر للأجيال المستقبلية أفضل بيئة تعليمية تمكن هذه الأجيال من وصول إلى أحدث المعارف وتحقيق إمكاناتها الكاملة"، مشيرة إلى "أهمية تعليم وتمكين الفتيات بشكل خاص، حيث بينت في كلمتها ان "تيكا" دعمت بناء وتجديد مئات من المدارس والمكتبات ومختبرات الكمبيوتر، وقدمت المعدات لهذه المرافق، وساهمت في تدريب المعلمين ودعم الطلاب مع المنح الدراسية في جميع أنحاء العالم".

وأعرب روجر ديفيز، مدير العمليات في الأردن لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى "الأونروا"، عن امتنانه العميق لوكالة "تيكا"، ولتركيا التي تترأس حاليا اللجنة الاستشارية لـ"الأونرواط"، على الدعم المقدم مؤكداً أهمية دعم "تيكا" في هذا الوقت الذي تهيمن عليه مخاوف تداعيات الأزمة المالية على خدمات التعليم، قائلا "يأتي هذا الدعم السخي في وقت صعب تعيشه "الأونروا" ولاجئي فلسطين، ويعد هذا المشروع خطوة أساسية تكمل جهود شراكتنا المستدامة مع تيكا". وأشار ديفيز إلى "أهمية التوقيت في هذا الدعم السخي في طمأنة مجتمع لاجئي فلسطين في الأردن، والتأكيد على أهمية حماية حق التعليم لهم"، حيث قال "شهدنا منذ أيام استقبال العام الدراسي الجديد في مدارس "الأونروا" في الأردن، وها نحن اليوم نوقع اتفاقية صيانة شاملة للمدرسة، لتصبح بعد أشهر قليلة وكأنها خلقت من جديد".

وحضر حفل التوقيع أعضاء الطاقم الدبلوماسي في السفارة التركية في عمان، وعدد من ممثلي المكتب الإقليمي للوكالة التركية للتعاون والتنسيق، بالإضافة إلى لجنة مخيم الوحدات وعدد من الطاقم الإداري للمدرسة. وشمل البرنامج جولة في مرافق المدرسة اطلع فيها المعنيون على آلية العمل وخطوات التنفيذ.

وتعتبر "تيكا" وكالة للتنمية الدولية وتركز على التعاون من أجل التنمية.أنشأت عام 1992، وتعمل في 140 دولة، بما في ذلك تلك الدول الـ60 التي يوجد لها فيها مكاتب. وفي عام 2016 تم الافتتاح الرسمي لمكتب تيكا في عمان. ويقوم المكتب بمتابعة تطبيق برامج المساعدات الفنية والمنح التركية في الأردن وضمان دعم تركيا لتطبيق المشاريع. وتقوم تركيا بتبادل المعرفة والخبرات من خلال "تيكا" مع الكثير من الدول من المحيط الهادي إلى أسيا الوسطى، ومن الشرق الأوسط إلى أفريقيا والى البلقان ومن القوقاز إلى أمريكا الجنوبية. وتقوم "تيكا" بلعب دور آلية التعاون لمؤسسات الدولة، والمنظمات، والجامعات، والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، إضافةً إلى ذلك، تقوم "تيكا" بلعب دور المنصة لجمع تلك الجهات الفاعلة معاً، وتقوم بتوثيق المساعدات التنموية المقدمة من تركيا.