* الجيش اللبناني يؤكد على حماية المتظاهرين وفتح الطرقات المقطوعة

* أسبوع من الاحتجاجات وخوف "البلد المعلقة" يتنامى

* الحريري يتمسك بفتح الطرق وبري يلوح بفزاعة الفراغ



بيروت - بديع قرحاني، (وكالات)

سجل اليوم السابع من التظاهرات التي انطلقت في لبنان في 17 أكتوبر، للمطالبة برحيل الحكومة واحتجاجاً على فساد الطبقة السياسية، توترات في عدد من المدن. ووقعت توترات واعتداءات في منطقة النبطية جنوب لبنان، حيث عمد عناصر من البلدية إلى الاعتداء على المتظاهرين، دون تدخل الجيش اللبناني.

وكشفت مصادر أن عناصر تنتمي إلى ميليشيات "حزب الله" وحركة "أمل" قامت بالاعتداء على المتظاهرين في النبطية وصور.

وأظهرت فيديوهات متداولة قيام عناصر بلدية بتفكيك حواجز كان المتظاهرون قد وضعوها. وأفاد ناشطون في النبطية بوقوع 25 جريحاً في مواجهات مع أفراد البلدية.

إلى ذلك، توجهت مسيرة حاشدة باتجاه ساحتي رياض الصلح والشهداء، في وسط بيروت، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، قبل أن يعمد الجيش اللبناني إلى إقفال مداخل "ساحة الشهداء". بدورها شهدت مدينة صور تظاهرة حاشدة.

لبنان.. الحريري يتمسك بفتح الطرق وبري يلوح بفزاعة الفراغ

وفي الوقت الذي أكد فيه الجيش اللبناني التزامه بحماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إغلاق الطرق، شدد رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار والحرص على فتح الطرق وتأمين انتقال المواطنين بين المناطق كافة.

وأوضح المكتب الإعلامي للحريري أن رئيس الحكومة تابع التطورات الأمنية في البلاد، وأجرى سلسلة اتصالات مع القيادات الأمنية والعسكرية واطلع منها على الأوضاع الأمنية في مختلف المناطق.

بدوره، أكد زعيم تيار المردة، السياسي اللبناني سليمان فرنجية على "تويتر"، أن "التظاهر السلمي حق كما حرية التعبير، إلا أنه رفض إقفال الطرقات وعرقلة أشغال الناس"، بحسب تعبيره. وقال، "نؤكد على الالتزام بتوجيهات الجيش اللبناني وتحديد نقاط التظاهر".

في المقابل حذر رئيس البرلمان، نبيه بري، من "دخول البلاد في دوامة الفراغ". وقال، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، "إن لبنان لا يتحمل أن يبقى معلقاً".

وأضاف بري لكتلته البرلمانية خلال اجتماعها الدوري، الأربعاء، "البلد لا يحتمل أن يبقى معلقاً ونخشى من الفراغ".

كما اعتبر أن مطالب الحراك الشعبي كانت ضمن البنود الـ22 التي وافق عليها اجتماع بعبدا. وقال، "كررنا صرختنا منذ عشرات السنين لمعالجتها ونسجل للحراك الشعبي تحقيقها تحت الضغط، ولأن النصيحة كانت بجمل أصبحت بثورة".

من جانبها، أكدت قيادة الجيش اللبناني "وقوفها الى جانب المتظاهرين في مطالبهم، والتزامها حماية حرية التعبير". وقال البيان، "الجيش يقف إلى جانبكم في مطالبكم الحياتية المحقة، وهو ملتزم حماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إقفال الطرق والتضييق على المواطنين واستغلالكم للقيام بأعمال شغب".

وتابع، "نفتح الطرق لأجلكم ولأجل تسهيل وصول الحاجات الأساسية للمواطنين من مواد طبية ومواد غذائية ومحروقات وغيرها".

وأضاف، "جنودنا منتشرون على الأراضي اللبنانية كافة على مدار الساعة لمواكبة تحرككم السلمي وحمايتكم في هذه المرحلة الدقيقة وهم بين أهلهم".

واشار الى ان "الجيش لم يألُ جهداً في الأيام الماضية في التواصل مع كل الأفرقاء المعنيين للحؤول دون حصول احتكاك أو تصادم بين المواطنين".

وتمنى الجيش على المواطنين "التعاون معه من أجل إبقاء الطرق سالكة تسهيلاً لتنقل المواطنين واستقامة الدورة الحياتية"، مؤكداً "التزامه الدفاع عن حماية الوطن أرضاً وشعباً".

وأفاد مصدر مواكب للاحتجاجات في مدينة النبطية لـ "موقع جنوبية"، بأن "الشرطة البلدية للمدينة المكونة من عناصر تابعة لحزب الله وحركة أمل قامت بشكل مفاجئ بالهجوم على مركز الاحتجاجات في المدينة قرب السراي حيث تم نصب مسرح كمنبر للمحتجين تُلقى من على خشبته الخُطب والمطالب".

وفي التفاصيل، فإن تلك العناصر الحزبية التابعة لبلدية النبطية قامت بتحطيم كاميرا تلفزيون الجديد فور هجومها، ثم بدأت بتحطيم المسرح المذكور، لترتد تلك العناصر على من يحاول مخاطبتهم أو منعهم من المحتجين فيأكل هؤلاء نصيبهم من الضرب والدفع والتهديد. والجدير ذكره أن رئيس بلدية النبطية د. أحمد كحيل ينتمي إلى "حزب الله"، وقد فازت لائحته قبل ثلاثة أعوام التي يدعمها أيضاً ويشارك فيها أعضاء من حركة أمل. وقد نشر موقع النبطية على صفحته "فيسبوك"، شريط فيديو يوثق هذا الاعتداء.

وقد حاول الجيش مراراً فتح بعض الطرقات الرئيسة التي تربط الشمال ببيروت وبصورة خاصة في منطقة جل الذيب ومنطقة الذوق، إلا أن إصرار الأهالي وتجمعهم وافتراشهم الأرض حال دون ذلك، ولكنه أصبح واضحاً أن القرار قد اتخذ في فتح كل الطرقات في لبنان، وفي اليوم السابع اتخذ القرار في زج الجيش في وجه المتظاهرين "لا طرقات مقطوعة. يجب فتحها مهما كلف الأمر".

وبهذه الأوامر نزلت وحدات من الجيش إلى الطرقات لإعادة فتحها، فتصدى لهم المواطنون وحالوا بإصرارهم على البقاء حيث هم دون تمكين هذه القوى من تنفيذ الأوامر التي أعطيت لهم، في حين هتف المتظاهرون "الله، الأرزة، الجيش وبس"، مؤكدين أن لا مشكلة بين الأهالي وجيشهم، بل المشكلة مع السلطة السياسية التي زجت بعناصره في مواجهة المواطنين، الذين تزايدت أعدادهم بكثافة، وبالأخص عند نقطتي تجمع جل الديب. وعند إصرار المواطنين بعدم إخلاء الساحات اضطرت عناصر الجيش للتراجع، بعد حصول هرج ومرج وبعض التدافع، الذي لم ينتج عنه احتكاك مباشر بين هذه العناصر والمواطنين.

ولليوم السابع على التوالي يستمر المتظاهرين في التجمع بساحة رياض الصلح وساحة الشهداء ببيروت وساحة النور في طرابلس شمال إلى جل الديب والذوق ومناطق الجنوب بصور والنبطية الذين يتعرضون إلى القمع والترهيب إلا أن المواطنين من بيروت وطرابلس انضموا أيضاً المواطنين في صور لإعلان التضامن معهم.