العربية.نت


سجلت الذكرى السنوية الأولى للحراك الذي انطلق في أكتوبر الماضي بالعراق، اليوم الأحد اشتباكات وصدامات بين عدد من المتظاهرين في بغداد وقوى الأمن.

فقد شهدت مناطق العلاوي وجسر السنك وجسر الجمهورية في العاصمة مواجهات أسفرت عن إصابة 37 مدنيا، و14 منتسبا بينهم ضابط برتبة عقيد وآخر برتبة ملازم أول، بحسب ما أفاد مصدر أمني للعربية.

"انتفاضة تشرين".. صرخات العراقيين تتجدد


كما أوضح أن معظم الإصابات في صفوف المدنيين نجمت عن العصي التي تستخدمها قوات مكافحة الشغب، فيما كانت أغلب إصابات عناصر الأمن ناجمة عن الحجارة التي رماها المتظاهرون.

وفي وقت سابق عمدت قوات الأمن إلى اطلاق الغاز المسيل للدموع على جسر الجمهورية وسط بغداد، كما منعت المتظاهرين من عبور جسر الشهداء.

رمي حجارة.. ومندسون

في حين دعت القوات الأمنية المتظاهرين إلى عدم السماح لبعض المحسوبين عليهم في ساحة التحرير برمي الحجارة والقناني الحارقة على عناصر الأمن، مؤكدة التزامها بحماية التظاهرات والتعامل المهني معها.

بدوره، حث وزير الداخلية، عثمان الغانمي، المتظاهرين إلى التعاون مع القوات الأمنية في الكشف عن المندسين، مؤكداً في الوقت عينه على أهمية حماية المتواجدين في ساحات التظاهر.

اعتقال متظاهر "حدث"

بينما أفاد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول باعتقال متظاهر "حدث" كان يسعى لافتعال أعمال شغب بين المتظاهرين والقوات الأمنية قرب منطقة العلاوي وسط العاصمة العراقية.

كما كشف عن تعرض منزل أحد الناشطين في البصرة إلى استهداف، معتبراً أن هذا يأتي لمحاولة بعض الجهات جر التظاهرات نحو اللا سلمية وإرباك الوضع الأمني في المحافظة الجنوبية.

جنوب العراق ينبض.. مستعيدا حراكه

وكانت 9 محافظات جنوب البلاد شهدت اليوم إحياء لذكرى "ثورة تشرين"، حيث توافد الآلاف إلى ساحات التظاهر في مختلف المدن لا سيما في ساحة الحبوبي في الناصرية.

ونزل آلاف العراقيين اليوم في تحد لسلطات بلادهم التي يعتبرونها عاجزة عن إصلاح الأوضاع ومعالجة البطالة وتحسين الخدمات الأساسية والحد من تزايد نفوذ الفصائل المسلحة الموالية لإيران.

وأكد أحد المتظاهرين من مدينة الناصرية التي تعدّ أحد المعاقل الرئيسية للاحتجاجات، لوكالة فرانس برس "ما زلنا مصرين على مواجهة التسلط والفساد من أجل تغيير الوجوه التي تدير زمام الأمور من فشل إلى فشل". كما قال "نريد حل البرلمان واجراء انتخابات شفافة وحصر السلاح بيد الدولة ومحاكمة قتلة المتظاهرين".

من جانبه، كرر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي وصل لمنصبه على أمل إنقاذ البلد من التدهور، بأنه أمر قوات الأمن بعدم استخدام السلاح ضد المتظاهرين، لكن هذا الأمر يعد صعبا للغاية في بلد عاش صراعات وحروبا متلاحقة منذ أربعة عقود.

كما تواصل جماعات مسلحة فرض نفوذها في هذا البلد الذي تنتشر فيه الأسلحة وفصائل تتحدى سلطة الحكومة في البلاد، وأحياناً في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد.

يذكر أن الأول من أكتوبر 2019 اشتعلت الشرارة الأولى للاحتجاجات التي بدأت بشكل عفوي للمطالبة بتغيير الطبقة السياسية في العراق، ثم توسعت بشكل واسع في 25 أكتوبر، وعمت معظم المحافظات.