يهدد استمرار أزمة المحروقات في لبنان عددا من القطاعات الحيوية، لا سيما الأفران والمستشفيات التي حذرت من أن مخزونها وصل إلى الحافة.

وحذر نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون، من أن مخزون المستشفيات من المازوت بات قليلا جدا، ووصل إلى الحافة، وأن المستشفيات تشتري المازوت بشكل يومي من دون أن يكون لديها المخزون الكافي لأكثر من يومين، في حين أنه يجب أن يكون لأسبوعين في الظروف الطبيعية.



وأشار إلى أن عدم تأمين المازوت يعرض حياة المرضى للخطر، وكشف أن المستشفيات تضطر إلى شراء المازوت من السوق السوداء في بعض الأحيان، وأنها تواصلت مع وزارة الطاقة التي وعدت بحلحلة الأمور.

وتستمر أزمة المحروقات المتمثلة بشح مادتي المازوت والبنزين على الرغم من رفع وزارة الطاقة أسعار المحروقات بأكثر من 40% خلال الأسبوع الأخير في إجراء يهدف إلى حلحلة الأزمة.

وفي الإطار نفسه، حذر نقيب الأفران علي إبراهيم، من أن مخزون المازوت لدى الأفران يكفي ليوم غد (الإثنين) فقط، مطمئنا بأن الأفران ستفتح أبوابها اليوم (الأحد)، وستكون هناك كميات من الخبز، وذلك بعدما قدم الجيش اللبناني جزءاً من مخزون المازوت لديه للأفران، فيما عمدت أفران أخرى إلى شراء المازوت من السوق السوداء حتى لا تتوقّف عن العمل.

وشدد إبراهيم على أنه في حال عدم توافر المازوت يوم الإثنين، ستكون الأفران أمام مشكلة كبيرة.

وأقدم عدد من المواطنين في لبنان، يوم الجمعة الماضي، على قطع الطرقات في عدد من المناطق بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

وشهدت محطات الوقود في شمال البلاد وجنوبها مشاجرات على خلفية تعبئة البنزين بعد انتظار المواطنين في طوابير لساعات أمامها.

يذكر أن بعض محطات الوقود في عدد من المناطق توقفت عن العمل منذ أيام بسبب عدم توفر مادة البنزين، فيما شهدت محطات أخرى اصطفاف المواطنين بسياراتهم في طوابير أمامها لتلبية احتياجاتهم بما لديها من مخزون.

بالرغم من رفع سعر المحروقات بعد أن أعطى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب منذ أيام موافقة استثنائية على اقتراح وزير المالية بالسماح بتمويل استيراد المحروقات على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية بدلا من 1500 ليرة لبنانية لدولار الواحد، لفترة ثلاثة أشهر المقبلة، إلا أن أزمة توافر المحروقات متواصلة.

واتخذ أصحاب المولدات الخاصة للكهرباء قراراً بإطفاء مولداتهم في معظم المناطق اللبنانية لحوالي 8 ساعات في اليوم بسبب نفاذ مادة المازوت من خزانات المحطات، في حين بلغت ساعات انقطاع التيار الكهربائي الذي تؤمنه مؤسسة كهرباء لبنان نحو 22 ساعة يوميا في معظم المناطق اللبنانية.

ويوم الخميس الماضي، أصدرت السلطات اللبنانية جدولا جديدا لأسعار المحروقات بزيادة تصل إلى 15%.

وارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان بواقع 9000 ليرة، و98 أوكتان بواقع 9300 ليرة والمازوت بواقع 8300 ليرة والغاز 4000 ليرة .

وأصبحت أسعار البنزين 95 أوكتان 70 ألفا و100 ليرة، والبنزين 98 أوكتان 72 ألفا و200 ليرة، والمازوت 54 ألفا و400 ليرة، والغاز 41 ألفا و600 .

وتعد هذه الزيادة الثانية خلال 48 ساعة حيث صدر الثلاثاء الماضي، جدول أسعار تبين خلاله ارتفاعها بنسبة تجاوزت 30%.

ويشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة أدت إلى ارتفاع سعر صرف الدولار حيث لامس عتبة الـ 14800 ليرة لبنانية وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة إلى تراجع قدرة مصرف لبنان على تلبية قرار الحكومة بدعم الأدوية والمواد الأساسية المدرجة على لوائح الدعم، ما أدى إلى انخفاض مخزون الأدوية وحليب الأطفال في الصيدليات وعدم توفر بعضها وتراجع مخزون المستلزمات الطبية في المستشفيات، وعدم توفر المواد الغذائية المدعومة.