أكد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب، أن مملكة البحرين، أدركت مبكراً أهمية الانفتاح على النظم الرقمية والتقنية الحديثة، وتفعيل أدوات الذكاء الاصطناعي، وإدماجها بخطى التقدم التنموي الشامل، وذلك استنارة بالرؤية الحكيمة، لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ونظرة جلالته الاستشرافية الثاقبة، والتي شكلت الانطلاقة من أجل وضع خطة وطنية شاملة تُأمّن الاستعداد الكامل للتعامل مع متطلبات الاقتصاد الرقمي، بتبني وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في كافة القطاعات، من خلال وضع الأنظمة اللازمة، واستكمال البنى التقنية، وتشجيع الاستثمارات النوعية، لضمان الاستفادة القصوى من مردودها على الاقتصاد الوطني.

وأضاف المسلم أن التطلعات الملكية السامية شكلت خارطة طريق، وبرنامج عمل لكافة سلطات الدولة ومؤسساتها، حيث عملت السلطة التنفيذية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وبالتعاون مع السلطة التشريعية على جعلها ركيزة من ركائز برنامج الحكومة 2022 – 2026، حيث نتج عن ذلك إطلاق عدة مبادرات نوعية، وظفت تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة في مجالات حيوية مثل النفط والغاز والصناعة والبيئة، الأمر الذي ساهم في تحسين مستوى الإنتاجية وخفض التكاليف وانعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي لمملكة البحرين.

وأشار رئيس مجلس النواب إلى وضع مجلس النواب البحريني خططاً تشريعية متخصصة تضم الاستخدام الأخلاقي الفعّال للتكنولوجيا، بالاستعانة بالخبرات الوطنية المتخصصة، لضمان الاستفادة من التقنيات بطريقة مسؤولة وآمنة، وإيجاد التوازن بين التقدم التقني واحترام حقوق الأفراد ومصلحة المجتمع ككل.

جاء ذلك خلال كلمة رئيس مجلس النواب، في المؤتمر السادس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، وبعنوان: "رؤية برلمانية لتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي"، الذي عقد (اليوم السبت)، بجمهورية مصر العربية الشقيقة.

مشيرا إلى إن الذكاءَ الاصطناعيَّ، وفي مساراتِ العملِ المختلفةِ، أصبحَ قوةً مؤثرةً، تتطلبُ معها توظيفَ الجهودِ والإمكانياتِ، والتحركَ على نحوٍ يتسقُ مع التسارعِ في النُظُمِ والآلياتِ والصناعاتِ الذكيةِ. وقد أولى الاتحاد البرلماني الدولي أهمية بالغة لهذا الموضوع بإصدار ميثاق الاتحاد بشأن أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا، وسيكون للبرلمانيين دوراً مهماً في هذا الإطار خلال مشاركتهم في أعمال المنتدى التاسع للأمم المتحدة حول العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والذي سينعقد افتراضياً بتاريخ ٨ مايو٢٠٢٤، ومثمنا معاليه جهود الاتحاد البرلماني الدولي في التعامل مع تحديات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على أدوات وآليات العمل البرلماني على المستويين الوطني والدولي.

وأوضح المسلم إن بلوغ أهداف المؤتمر في الوصول إلى "رؤية برلمانية لتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي"، يتطلب وضع استراتيجيات وبرامج تهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية الذاتية، عبر تطوير هياكل مؤسسية متخصصة، وتوطين صناعة الذكاء الاصطناعي، وتعزيز دورها في العمل البرلماني، وصياغة تشريعات محكمة، تسهم في استثمار الفرص الرائدة التي يحققها الذكاء الاصطناعي، والتي من أهمها تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتشجيع الاستثمارات النوعية في هذا المجال، وتحسين جودة الحياة، كما تسهم أيضاً في معالجة التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي من تهديدات مرتبطة بالأمن السيبراني، وانتهاك خصوصية الأفراد، وزعزعة الأمن المجتمعي، والتأثير السلبي على سوق العمل وريادة الأعمال، وكذلك إساءة استخدام هذه التقنية في أغراض غير مشروعة.

وأكد الحاجة المُلِحّة لإقرار بنية تشريعية متطورة للذكاء الاصطناعي، تضمنُ وضع ضوابط وقواعد تنظم استخدام هذه التكنولوجيا على نحو آمنٍ، وفي الوقت ذاته تُشَجِّع على الاستثمار والبحث العلمي وإدماج هذه التكنولوجيا في جميع مجالات التنمية الوطنية الشاملة، وبنحو يتسق مع ما توصلت إليه التجارب العالمية الفعّالة والمتقدمة في هذا المجال.

وفي ختام الكلمة، تقدم رئيس مجلس النواب، بخالص التقدير إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، على جهود فخامته البارزة في دعم العمل البرلماني العربي، ومهنئا جمهورية مصر العربية الشقيقة بذكرى عيد تحرير سيناء.

كما وهنأ رئيس مجلس النواب، معالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، بمملكة البحرين، بمناسبة منحه (وسام رواد التنمية)، تقديرا لإسهاماته الرفيعة، ودوره المتميز في تعزيز التعاون المثمر بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية.

ومعربا عن الشكر والامتنان لمعالي الأخ الفاضل المستشار حنفي علي جبالي، رئيس مجلس النواب بجمهورية مصر العربية الشقيقة، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، والشكر إلى البرلمان العربي، برئاسة معالي الأخ الفاضل عادل بن عبدالرحمن العسومي، على حسن التنظيم والإعداد للمؤتمر.