محمد نصرالدين


جهود حثيثة للمملكة لتعزيز السلام والتعايش

قالت عضو مجلس الشورى عضو الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية سبيكة الفضالة إن القمة العربية التي تستضيفها مملكة البحرين الخميس المقبل محطّ أنظار واهتمام العالم العربي في ظلّ ما تشهده المنطقة من ظروف استثنائية، حيث يتطلّع الجميع إلى ما ستثمر عنه القمة من نتائج وتوصيات وقرارات للتعامل مع التحديات الحالية التي تواجه البلدان العربية وشعوبها.

وأكدت في حوار مع «الوطن» الثقة الكبيرة لدى البلدان والشعوب العربية بالقيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، لترؤس أعمال القمة العربية لكل ما فيه خير وصلاح الأوطان والشعوب العربية.

وفيما يأتي نص الحوار:
كيف ترون أهمية استضافة مملكة البحرين للقمة العربية لأول مرة؟

- بداية، نحن على يقين راسخ بحكمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم في رئاسة أعمال هذه القمة المهمة، والتي بلا شك ستكون محطّ أنظار واهتمام العالم من حيث الموضوعات التي ستناقشها في ظلّ ما تشهده المنطقة من ظروف استثنائية، فالجميع يتطلّع إلى ما ستثمر عنه هذه القمة من نتائج وتوصيات وقرارات ستكون موضع اهتمام الجميع، لما لها من انعكاسات مهمة على الظروف الحالية للبلدان العربية وشعوبها.

ولا ننسى الجهود الحثيثة التي بذلتها وتبذلها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، من خلال تسخير كافة الإمكانات الحكومية لإنجاح استضافة أعمال القمة العربية، والترحيب بالوفود واستقبالهم في بلدهم الثاني مملكة البحرين.

وقد أطلقت مملكة البحرين وجامعة الدول العربية استعداداتها التحضيرية المشتركة لاستضافة أعمال القمة العربية منذ أشهر، وجاء ذلك خلال استقبال جلالة الملك المعظم، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، لدى زيارته للمملكة نهاية شهر يناير، حيث جرى بحث استعدادات مملكة البحرين لاستضافة القمة، ووجه جلالته بتشكيل لجنة الإعداد والتحضير للقمة المقبلة.

ومازالت مملكة البحرين تبذل جهوداً متواصلة لإنجاح القمة بأعلى المستويات، حيث يرأس اللجنة التحضيرية للإعداد للقمة وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، للوقوف على الجهود التحضيرية الوطنية والإجراءات التنظيمية اللوجستية والموضوعية، وعقد الاجتماعات التنسيقية والتشاورية المكثفة مع الأمانة العامة لمجلس جامعة الدول العربية، والتي بدورها شكلت لجنة عامة للإعداد للقمة. وبدأت منذ يوم السبت الاجتماعات التحضرية لمجلس جامعة الدول العربية، والتي تناقش أجندة أعمال اجتماع القمة. وفي ظل هذه الجهود، ندرك جيداً حجم الأهمية التي تمثلها القمة العربية، وكلنا ثقة بقدرة جلالة الملك المعظم على أن يقود دفة هذه القمة إلى كل ما فيه خير وصلاح للأوطان والشعوب.

بصفتكِ عضواً في الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ما هي الأبعاد التي تجدون أن القمة العربية ستضعها ضمن أولوياتها؟
- القمة لا تنحصر موضوعاتها في الشأن السياسي فقط باعتبارها الأكثر أهمية، بل تنعقد في ظل ظروف اقتصادية استثنائية فرضتها حالة الاضطراب وعدم الاستقرار الأمني في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى التأثيرات المتسارعة للتغيرات المناخية وانعكاساتها على مجمل الملفات الاقتصادية والتنموية الأخرى المطروحة والتي من المأمول طرحها أمام قمة البحرين.

تعتبر «قمة البحرين» استثنائية، وكذلك احتضان المملكة لأعمال هذه القمة يعتبر استثنائياً، كيف تعلّقين على ذلك؟
- مملكة البحرين على امتداد تاريخها لها دور سياسي محوري على المستويين الإقليمي والدولي، وتقوم بجهود حثيثة على مستوى السياسات والعلاقات الخارجية لتحقيق السلام والتنمية المنشودة في كل دول العالم بلا استثناء، وهذا بطبيعة الحال يعكس القيم والمبادئ النبيلة التي عُرفت بها المملكة على امتداد عقود طويلة من الزمن، ويؤكد النهج القويم الذي يتمسك به آل خليفة الكرام في بناء العلاقات والشراكات، والتعاون والعمل المشترك مع الدول الصديقة والشقيقة، على النحو الذي جعل المملكة محط احترام وتقدير العالم، ومثالاً ونموذجاً يُحتذى على صعيد السياسات والممارسات الداخلية والخارجية العادلة والمتزنة، وعملها الدؤوب لتحقيق كل ما فيه خير وصلاح للأوطان والشعوب.

ومن هذا المنطلق تأتي أهمية انعقاد القمة في مملكة البحرين خلال المرحلة الحالية الحساسة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً على مستوى الوطن العربي تحديداً، بحيث يجتمع قادة الدول العربية، لمناقشة أبرز القضايا الراهنة بمسؤولية وعناية عاليتين، وتوحيد الجهود نحو إيجاد الحلول الفاعلة التي تصبّ في وقف الصراعات والحروب، والدعوة إلى مبادرات السلام والحوار والتفاوض البنّاء، وفتح آفاق أرحب للعمل المشترك على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفقاً لمستجدات المرحلة الحالية.

بالنظر إلى الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة، كيف يبرز الموقع الجغرافي والسياسي لمملكة البحرين في تحقيق الدور الإيجابي والمؤثر إقليمياً ودولياً؟
- لعلّ الإجابة ببساطة تكمن في انعقاد «قمة البحرين»، فهي أقرب مثال للإجابة على السؤال، وأضيف في هذا الجانب أن مملكة البحرين انطلاقاً من موقعها الجغرافي، وكذلك موقفها السياسي المتزن والعادل، لطالما قامت عبر مبادرات وجهود حثيثة بالدعوة المستمرة للسلام والتعايش ووقف الصراعات والحروب، والجلوس على طاولة الحوار للنقاش الجاد والمفضي إلى نتيجة إيجابية، وبناء الشركات والتعاون المثمر سواء في الجوانب السياسية أم الاقتصادية أم الاجتماعية وغيرها.

وكما نتلمس الأهمية من الموقع الجغرافي والمكانة المرموقة لمملكة البحرين، التي تلقى قبولاً واسعاً من كل الدول الإقليمية والدولية، كونها عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي، وذلك بفضل ما تشهده المملكة من سياسة خارجية حكيمة انعكاساً للمشروع الإصلاحي الكبير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، ولما تزخر به المملكة من تطور ونماء وازدهار في مختلف الجوانب.

وإن أهمية مملكة البحرين تتنامى من خلال انعقاد القمة نظراً إلى حاجة المرحلة الراهنة للرأي والموقف والمبادرات الجماعية الداعية للهدوء وضبط النفس والممارسات المتزنة، والدفع نحو اتباع الأساليب الحضارية لحلّ النزاعات والخلافات، والاستفادة من فرص النجاح المتاحة ليس على الصعيد السياسي والعسكري فقط، بل حتى على المستويات الاقتصادية والاجتماعية وهي الأهم.

حدثينا عن أبرز مواقف البحرين في دعم العمل العربي المشترك؟
- لعل استضافة مملكة البحرين لعقد القمة العربية في دورتها الـ33 للمرة الأولى خلال الظروف السياسية والأمنية الاستثنائية التي تشهدها المنطقة حالياً هو أبرز مثال لمواقف المملكة في دعم العمل العربي المشترك وتوحيد الصف العربي، كما أن اللقاءات الثنائية والمشتركة التي يقوم بها جلالة الملك المعظم مع قادة الدول العربية والإسلامية، والتي تستهدف مناقشة القضايا والمصالح ذات الاهتمام المشتركة، تؤكد ما توليه المملكة في ظلّ القيادة الحكيمة لجلالة الملك المعظم من دعم ورعاية لمسيرة العمل العربي المشترك، ولكل ما من شأنه أن يحقق التضامن والتكافل العربي، وتعزيز القدرات العربية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.