وليد صبري


مخرجات «القمة» شاملة ووافية لكل قضايا وتحديات العرب
الدعوة لنشر قوات سلام حتى تنفيذ حل الدولتين مطلب عادل
مصر تبني مواقفها على أساس المصلحة العربية


أكد مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية السفير محمد مصطفى عرفي، أن «القمة العربية الـ33 التي استضافتها مملكة البحرين كانت قمة توافقية ناجحة بامتياز وتلبي طموحات الشعوب العربية، ولم تشهد القمة أية خلافات أو تحفظات، وهذا قلما يحدث في اجتماعات القمم العربية».
وأضاف في حوار خص به «الوطن» على هامش انعقاد القمة، أن «مملكة البحرين دولة تحمل معها كل ما هو إيجابي، فهي دولة دائماً محل توافق، ومحل ترحيب، وتساند القضايا العربية، ليس الأمر متعلقاً بتنظيم القمة العربية فقط، لكن أيضاً، فيما سلف، وهذا شيء إيجابي، نحن أتينا إلى دولة شقيقة وصديقة، ولم تقصر يوماً في الوقوف مع قضايانا الرئيسية سواء جمهورية مصر العربية أو كل الدول العربية، وهذا يعطي شعوراً بالارتياح، فنحن أتينا إلى دولة هذه هي طبيعتها وتوجهاتها وتكوينها مساند للقضايا العربية».
وأضاف عرفي أن «القمة العربية عقدت في وقت صعب، بل من أصعب الأوقات التي مرت على منطقة الشرق الأوسط، ووسط مخاطر غير مسبوقة وبالتالي كل هذا حمل وفود الدول العربية إلى العمل سريعاً والتكاتف مع رئاسة مملكة البحرين للقمة من أجل الخروج بمخرجات طيبة وجيدة تخدم المصلحة العربية».
وفي رد على سؤال حول المبادرات التي طرحتها مملكة البحرين، أفاد مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية بأن «المبادرات التي طرحتها مملكة البحرين كانت محل توافق ولم يكن هناك أي اعتراض عليها، ونحن نعلم أنه ربما في الغرف المغلقة تكون هناك مناقشات واختلافات في وجهات النظر، لكن فيما يتعلق بمبادرات مملكة البحرين كانت محل توافق كامل لأنها مطلوبة، خاصة ما يتعلق بالإغاثة، والتعليم عن بُعد، وانعقاد المؤتمر الدولي المتعلق بفلسطين، وبالتالي نحن نعتبر أداء الأخوة في البحرين أداء ممتازاً، واستطاعت مملكة البحرين تنظيم قمة توافقية وكانت السمة السائدة هي روح التوافق، وبالتالي نحن نؤكد أن قمة البحرين تعتبر قمة توافقية ناجحة تلبي طموحات الشعوب العربية، ولم تشهد القمة أية خلافات أو تحفظات».
وتطرق السفير عرفي، إلى الحديث عن جهود الدبلوماسية البحرينية، وكيف استطاعت مملكة البحرين لم شمل العرب، مؤكداً أن «الأخوة في مملكة البحرين يراعون الأصول خاصة ما يتعلق بقواعد العمل العربي المشترك، حيث قاموا بجولات في جميع الدول العربية، وناقشوا مع الوزراء مخرجاتها بشكل مسبق، وبالتالي قاموا بجهد غير طبيعي من أجل نجاح تلك القمة، حيث اجتمعوا مع الوزراء وقاموا بمباحثات ومناقشات وتمت تفاهمات حول بعض الموضوعات، وكان هناك مستوى آخر من التواصل من خلال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم من خلال التواصل مع قادة وملوك ورؤساء الدول العربية».
ونوه، إلى أن «مخرجات القمة العربية كانت شاملة ووافية لكل القضايا والتحديات التي تواجه الشعوب العربية، خاصة ونحن نتحدث عن كافة المجالات والمستويات، وهذا نلاحظه أن القمة خرجت بدون أي تحفظ من أي دولة على أي بند من بنودها، وكانت شاملة، حيث تم التطرق إلى قضية الصومال، وانتهاك أراضيها من قبل إثيوبيا، وكذلك مسألة سد النهضة الإثيوبي، وكان موقف البحرين مشرفاً في هذا الملف، كما تناولنا الأوضاع في سوريا والعراق والسودان».
وفي رد على سؤال حول دعوة القمة العربية إلى نشر قوات سلام أممية لحماية الفلسطينيين حتى تنفيذ حل الدولتين، أوضح عرفي أن «الظروف هي التي تحكم فعندما يستشهد أكثر من 35 ألف فلسطيني أغلبهم من المدنيين وبعض التقديرات تتحدث عن استشهاد 15 ألف طفل، وعندما يفقد 1400 طفل فلسطيني أطرافهم، فماذا ننتظر؟! وهنا نتحدث عن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي قال «إن غزة أصبحت مقبرة للأطفال»، فماذا ننتظر؟! وهناك شعب يذبح ويقتل أطفاله ونساؤه بهذا الشكل؟ لذلك علينا أن ننظر إلى هبة الشباب الأمريكي فهذا أمر غير مسبوق، وأنا شخصيا لم أرى ما يحدث في غزة طوال حياتي، يقظة الضمير في جامعات أوروبا والشباب حالياً خاصة من هم في أوائل العشرينيات من العمر استيقظوا وأدركوا فداحة الجرم الذي يرتكب فماذا ننتظر بعد ذلك، لذلك أنا أعتبر أن مطلب نشر قوات سلام أممية لحماية الفلسطينيين حتى تنفيذ حل الدولتين هو مطلب عادل ومشروع».
وفيما يتعلق بموقف مصر من القضية الفلسطينية، أوضح مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية أن «مصر موقفها ثابت تجاه القضية الفلسطينية ولا حياد عنه ودائماً القضية الفلسطينية لها الأولوية منذ عقود، حيث تقف مصر دائماً مع الجانب الفلسطيني، لأن القضية الفلسطينية ليست سياسية فقط بل هي قضية أخلاقية، لأننا نقف مع شعب اغتصبت أرضه، فهذا الشباب الأمريكي الذي انتفض ربما لم يزر منطقة الشرق الأوسط ولم يعرف أين تقع فلسطين على الخارطة ولكنه يشاهد أن هناك شعباً يذبح، وهنا يأتي تأثير وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي و»السوشال ميديا»، والجرائم التي كانت ترتكب آنفاً ولم يتم إلقاء الضوء عليها ولا تسمع ولا ترى، أصبحت عن طريق ضغطة زر في الهاتف تصل إلى جميع أنحاء العالم، ولذلك من هنا نجد أن الشباب الواعي انتفض في الجامعات لتنتقل الرسالة إلى جميع أنحاء العالم، وهذا الجيل سوف يغير الكثير من مخرجات السياسة الغربية».
وشدد على أن «الموقف المصري ثابت تجاه القضايا العربية، حيث تبني مصر مواقفها على أساس المصلحة العربية، وهذا ممتد عبر عقود، ودائماً هناك توافق وتطابق بين مصر والبحرين في مختلف القضايا، وفي كل موقف نجد المساندة موجودة بين البلدين الشقيقين».