بشأن معالجة الظلم التاريخي وتعزيز تمثيل أفريقيا الفعال في المجلس

أكدت المجموعة العربية في نيويورك على الحاجة إلى إصلاح حقيقي وشامل لمجلس الأمن، الجهة المسؤولة عن صون السلم والأمن الدوليين بموجب ميثاق الأمم المتحدة، في ظل ما يشهده العالم من نزاعات وانعدام الأمن والاستقرار، خاصة في بعض أجزاء المنطقتين العربية والأفريقية، وضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى تحقيق الإصلاح المنشود.

جاء ذلك خلال كلمة المجموعة العربية التي ألقاها سعادة السفير جمال فارس الرويعي، المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة بنيويورك، بصفته منسق المجموعة لمسألة إصلاح مجلس الأمن، في الاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي بشأن معالجة الظلم التاريخي وتعزيز تمثيل أفريقيا الفعال في المجلس، والذي ترأسه فخامة الرئيس الدكتور جوليوس مادا بيو، رئيس جمهورية سيراليون.

وقال المندوب الدائم أن القمة العربية الثالثة والثلاثين التي عقدت في مملكة البحرين في شهر مايو الماضي طالبت مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، والعمل على تنفيذ قراراته المتعلقة بالوقف الدائم لإطلاق النار في غزة، والحيلولة دون تفاقم الأزمة وتوسع رقعة الحرب في منطقة الشرق الأوسط، موضحًا بأن المجموعة العربية ترى أن الهدف الرئيسي والأشمل لعملية إصلاح مجلس الأمن هو ضمان أن تكون كافة المجموعات الجغرافية والإقليمية ممثلة بشكل عادل ومناسب في عضوية مجلس الأمن الموسع، مجددا التأكيد على أهمية تركيز عملية الإصلاح على رفع الظلم الواقع على الدول النامية، وخاصة الدول العربية والدول الأفريقية غير الممثلة على الإطلاق بفئة المقاعد الدائمة بمجلس الأمن، فضلاً عن أن عدالة التمثيل تتطلب تمثيلاً متناسبًا في فئة المقاعد غير الدائمة في مجلس الأمن الموسع.

ونوه المندوب الدائم بالعلاقات التاريخية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية واللغوية الأزلية التي تربط بين الشعوب العربية والأفريقية، والتي شكلت أساس إقامة الشراكة الاستراتيجية العربية الأفريقية التي تسعى إلى الحفاظ على العدل والسلام والأمـن الدوليين، لافتًا إلى أن إعلانات وبرامج عمل مؤتمرات القمة العربية الأفريقية أكدت على التزام الجانبين القوي بالإصلاح الشامل لمنظومة الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن، بغية عكس الواقع العالمي الحالي وجعله أكثر تمثيلاً وأكثر توازنًا إقليميًا وأكثر ديمقراطية وفعالية، وتنسيق مواقفهما في هذا الصدد، أخذًا في الاعتبار توافق إيزولويني وإعلان سرت للاتحاد الأفريقي والقرارات ذات الصلة الصادرة عن جامعة الدول العربية تحقيقاً لمصالحهما المشتركة.

وجدد المندوب الدائم الإعراب عن التقدير لدور لجنة العشرة من رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الأفريقي لدعم وتعزيز الموقف الأفريقي حول إصلاح الأمم المتحدة في إطار توافق إيزلويني وإعلان سرت، مؤكدًا أهمية تعزيز مشاركة البلدان العربية والأفريقية المساهمة بقوات في صياغة قرارات الأمم المتحدة في مجال حفظ السلام، ومواصلة تنسيق الجهود العربية والأفريقية على جميع المستويات فيما يتعلق بأعمال مجلس الأمن، وخاصة بين الأعضاء غير الدائمين الذين تتداخل عضويتهم في المجلس، بهدف تعزيز مصداقية مجلس الأمن، والتأكد من معالجة جميع المسائل المدرجة على جدول أعمال المجلس بطريقة متوازنة، وخاصة تلك المتصلة بأفريقيا والشرق الأوسط ولا سيما القضية الفلسطينية.

وأعاد المندوب الدائم تأكيد التزام المجموعة العربية بتعزيز التعاون مع أفريقيا، وعزمها على العمل بشكل جماعي لكل ما من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق إصلاح حقيقي وشامل لمجلس الأمن ليصبح أكثر قدرة وفعالية على مواجهة التحديات والتهديدات الراهنة والناشئة وضمان منع نشوب الصراعات في إطار أكثر تمثيلاً وشفافيةً وحيادية ومصداقية.