آمنة علي


الأسعار حتى 40 ديناراً بالمراكز.. وبين 10 و15 ديناراً في المنازل

فروق بين الحجامة الرطبة والجافة.. و«التجميلية» منتشرة

الترخيص من «نهرا» لا يحتاج تجديداً وجمعية تمثل الحجامين

فروق بين الحجامة الرطبة والجافة.. و«التجميلية» منتشرة


85 حجاماً مرخصاً من الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية «نهرا»، هو الإحصاء الحالي المتعلق بمهنة الحجامة التي انتشرت في البحرين على مستوى واسع، ما استلزم إيجاد تراخيص لها أسوة بالعيادات الطبية، في وقت يبدو أن القائمة مازالت مفتوحة لمزيد من التوسع، خاصة وقد باتت لأصحاب مهنة الحجامة جمعية تتحدث باسمهم وهي الجمعية البحرينية للحجامة.

وكان من اللافت، خلال اطلاع «الوطن» على قائمة الحجامين في البحرين، رصد اسم عائلة يتكرر متبوعاً بأسماء عديد الحجامين، إلا أن بعضهم نفى وجود علاقة قرابة مع حجامين آخرين يحملون اسم العائلة ذاته، ومن بينهم علي عباس عبدالله الذي أكد أن كثيراً من أسماء العائلات المتشابهة لا ترتبط بصلة قرابة.

الحجّامة المختصة أم صالح والمرخصة من قبل «نهرا»، كانت تدرس دبلوم تمريض ومارست المهنة فترة قصيرة لكنها قررت التوقف عن التمريض والاتجاه نحو الحجامة بعد أن سمعت من جارتها عن فوائد الحجامة وتجربتها الشخصية لأثرها على صحتها، ونصحتها باستخدام الحجامة، وقد تطور الأمر عندها وأحبت الفكرة فقررت الانضمام إلى دورة تدريبية عملية ونظرية من قبل طبيب في إمارة الشارقة يدعى «هيمن النحال».

وقالت أم صالح إن الدورة شملت محاور عدة منها الإسعافات الأولية والوقاية من انتقال العدوى ودورة التخلص من النفايات الطبية.

وأشارت إلى أن ترخيص ممارسة الحجامة الصادر من «نهرا» هو ترخيص دائم لا يحتاج إلى تجديد كل سنة أسوة بتراخيص العيادات والأطباء، لافتة إلى أن د. مريم الجلاهمة كان لها دور في هذا القرار الذي سهل على الحجامين ممارسة المهنة.

وتقول أم صالح إنها تحرص على الالتزام بجميع الشروط التي اشترطتها «نهرا» في أداء الحجامة ومنها، الامتناع عن أدائها للأشخاص المصابين بالفشل الكلوي، ومرضى الكبد، ومرضى السرطان وسرطان الدم، ومن يتعاطون العلاجات الكيماوية والإشعاع وسيولة الدم مثل (الهيموفليا)، والذين يستخدمون أدوية سيولة الدم ومن يستخدم جهاز تنظيم دقات القلب والأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الدم (التهاب الكبد الوبائي، نقص المناعة المكتسبة الإيدز)، ومريض السكري الذي لديه اعتلال بالأعصاب الطرفية.

ووفقاً لأم صالح، فإن التعليمات تمنع عمل الحجامة على الأطفال أقل من عمر (8) سنوات، وفي الجوع أوالشبع، والخوف الشديد، كما يمنع وضعها على دوالي الساقين مباشرة، ولا يسمح بها للمرأة الحامل في الأشهر الثلاثة الأولى، وبعدها يسمح ولكن بالامتناع عن أدائها في (أسفل الظهر، أسفل البطن، والركبة ومشط القدم) ويمنع مباشرة أدائها على الدمامل أو التهاب جلدي شديد، والمتبرع بالدم لمدة ستة شهور بعد التبرع، والذين لديهم ارتفاع في درجة الحرارة بسبب قلة المناعة.

ولفتت أم صالح إلى أن معظم المحتجمين يهتمون لكمية الدم المستخرج في الجلسة، فبعضهم يعتقد أن الاستفادة تقل إذا قلت كمية الدم، حيث نفت تماماً هذا الاعتقاد، مستدلة على هذا بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال إن «الشِّفَاء فِي ثَلَاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةِ نَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ».

وشبهت أم صالح الشخص الذي لا يعمل الحجامة بـ«جدر على النار وهو مغلق وإذا تم فتحه فالبخار كله يخرج فيرتاح الجسم».

وقالت إن فئة من الناس لا يؤمنون بأن الحجامة فيها شفاء، مؤكدة أن الشخص الذي ينوي عمل الحجامة يجب أن يقتنع بأنها سبب في شفاء أو تقليل الأعراض التي يعاني منها.

وحول الفرق بين الحجامة الجافة والرطبة أجابت أم صالح أن الحجامة الجافة عبارة عن تجميع الخلايا الميتة في الجسم وهي تساعد في تخفيف الآلام، بينما الحجامة الرطبة تخرج كريات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية ووصفتها بأنها أخلاط ضارة تخرج من الجسم وأيضاً تساعد في تنشيط الدورة الدموية.

وعن الحجامة التجميلية خاصة للوجه، والتي لا يعلم كثيرون تفاصيلها، توضح الحجامة مريم الكوهجي، إنها عُرفت منذ فترة ليست بالطويلة، ولكنها أخذت في الانتشار منذ أكثر من 10سنوات ولكن قد بدأ الاهتمام بها بعد لمس النتائج منها.

وأوضحت أنها تمارس الحجامة التجميلية في البحرين منذ 7 سنوات، لتصبح أول امرأة بحرينية تمارس وتعالج بهذا النوع من الطب التكميلي.

وتقول مريم الكوهجي إن هذه الحجامة التجميلية اجتذبت مرضى خارج البحرين بعد عرضها للبحث العلمي الأول في مؤتمر الإبداعات والابتكارات في الطب البديل والذي أقيم في تركيا سنة 2019، حيث عرضت مريم تجارب المرضى الناجحة ومدى فعالية هذا العلاج في المساعدة في تحسين بعض مشاكل البشرة لتنال هذه التقنية الإعجاب وتبدأ في الانتشار.

ووفقاً لمريم الكوهجي، الحاصلة على الدكتوراه الفخرية في مؤتمر العلوم والمعرفة، فإن الحجامة التجميلية للوجه هي تقنية قد تكون علاجية تجميلية أو علاجية بحتة لبعض الأمراض يتم فيها استخدام أدوات الحجامة الخاصة للوجه قد تكون مصنوعة من السليكون أو البلاستك، حيث يتم وضع بعض الزيوت أو السيرومات الخاصة في الوجه، ومن ثم استخدام هذه الأدوات في عمل حجامة مساجية للوجه بهدف تنشيط الدورة الدموية وشد البشرة مع مراعاة نوعية البشرة مثل الحساسة جداً.

وتضيف أن فوائد كثيرة تبينت للحجامة التجميلية من حيث مساعدة البشرة في نواحي كثيرة، منها تحسين الدورة الدموية ، تنشيط عضلات الوجه، تهدئة التهابات الجيوب الأنفية، تقليل حجم مسامات البشرة، كما أنها تحل بعض مشاكل البشرة، وتساعد في الحصول على بشرة نضرة ومشرقة، وتزيد من إفراز الكولاجين، وتفيد جداً لمشاكل التوتر العصبي ومشاكل الفك.

وحول فوائد الحجامة التجميلية العلاجية، تقول مريم الكوهجي، إنها تساعد في التخفيف من مشاكل الجيوب الأنفية، والتهاب العصب الخامس أو السابع، ومشاكل أمراض العين مثل ارتفاع ضغط العين وأيضاً مشاكل التهاب الفك فقد تخفف من الأعراض المصاحبة لهذه الأمراض بالحجامة في الوجه.

وحذرت مريم الكوهجي من إجرائها عند غير الأخصائيين علماً بأنها جديدة على الساحة وتجرى بحذر شديد وذلك خشية حصول الكدمات ولا تصلح لكل أنواع البشرة التي تم التدخل بها من قبل عبر الفيلر أو البوتكس أو تقنيات تجميلية أخرى.

وفيما يخص الأسعار أوضح الحجام أحمد عبدهللا أنها تتفاوت وفقاً لكثير من الظروف، فهناك حجامون يعملون من منازلهم، وآخرون يعملون من خلال مراكز مرخصة يكون المسؤول فيها طبيباً أو ممرضاً، كما أن هناك ممرضين لجؤوا إلى فتح مراكز لإجراء الحجامة بعد ازدياد الطلب عليها.

وقال عبدهللا إن المراكز تضع تكاليف أكثر على تسعيرة الحجامة بسبب الإيجار وفواتير الكهرباء والماء والديكورات ورواتب الموظفين والأدوات التي يستخدمونها، وتترواح الأسعار ما بين 25 إلى 40 ديناراً للجلسة الواحدة.

من جهته، ذكر الحجام عبدهللا حمد أن المراكز المتخصصة تتعاقد مع شركات للتخلص من النفايات الطبية، بينما ذكرت أم صالح أن الحجامين العاملين من المنزل يحرصون على أن تكون الأسعار في متناول الجميع، ولكن قد يتباين السعر في بعض الأحيان بسبب استخدام أدوات خاصة بالحجامة والتي يتراوح سعرها ما بين 10 إلى 15 ديناراً بحرينياً.

من جانبه، أكد الحجام فهد محمد أن الحجامين البحرينيين متمكنون أكثر، وباتوا يحجمون الناس من دول أخرى.

وأوضح أن للحجامة دوراً كبيراً في تخفيف الآلام ولكن لا يغني لجوء المريض إلى العلاج الطبي الاعتيادي.

وقال إن بإمكان المختصين بالحجامة المرخصين الانضمام للمراكز الصحية التابعة لهم لمزاولة المهنة وأما المرخصون المهنيون كالممرضين والأطباء بإمكانهم إنشاء عيادة خاصة بهم لمزاولة مهنة الحجامة، وكل هذا أدى إلى ازدياد الطلب على فتح المراكز.