من التجارة بالجثث، إلى الحديث عن مستقبل الرواية العربية.. الكاتب الشاب محمد لوري يؤكد أننا نعاني نقصاً شديداً في الكتّاب البحرينيين، ولكن مع وجود المحافل الثقافية نتمنى أن يبرز الكتاب البحرينيون بشكل أكبر. وفي ما يلي نص الحوار:

الرواية العربية إلى أين تتجه الآن بعد الأحداث التي يمر بها العالم العربي؟

في ظل الأحداث السياسية التي يمر بها العالم العربي يجد الروائيون مادة خصبة لرواية الأحداث التاريخية والسياسية في القالب الروائي، والتي ستكون مرجعاً تاريخياً للأجيال القادمة.



سيكون الطابع العام للروائيين في هذا العصر، هو الطابع السياسي بسبب الأجواء التي نعيشها، فكل يوم هناك ثورة أو مظاهرة، وهناك قتل وقصف في ضفة أخرى، وخلافات سياسية بين الأشقاء بين تارة وأخرى، وكل هذا سينعكس على طابع الرواية التي ستكتب عن هذه الحقبة.

هل اقتباس قصص من الأحداث العربية الحالية يمكن أن يوصف الرواية برواية تاريخية في السنوات القادمة؟

طبعاً، ما يحدث الآن هو تاريخ سيدرس ويسطر للأجيال القادمة، فنحن الآن نعيش في حقبة تاريخية مهمة شهدنا فيها الكثير من التغيرات والتطورات والثورات التي أعادت تشكيل سياسات مختلفة في العالم وفي الدول العربية بشكل خاص.

ومهما كان التاريخ مليئاً بالأحداث، فإن الرواية تعد أحد الأساليب المرغوبة لكتابة التاريخ عن طريق تجسيد الأحداث والشخصيات ونقل صورة متكاملة للجيل الذي سيقرأ هذه الرواية.

وتعد الرواية أحد المصادر الجميلة لقراءة التاريخ بسبب العزوف الكبير عن القراءة والتي نشهدها في عصرنا الحالي، فمن الصعب أن تجد شاباً في مقتبل العمر سيتمكن من قراءة تاريخ مؤرخ عن طريق أحد المؤرخين المعروفين وذلك لعمق الطرح والأسلوب، ولكن ما أن تضع التاريخ في قالب روائي ممتع فإن الإقبال على قراءته سيزداد لدى الطبقة الشابة.

كتابة النصوص بنظرة الكاتب وتسييرها بحسب أيديولوجيته هل يمكن أن يفقد الرواية شيئاً من المصداقية؟

لكل كاتب وجهة نظر، ولكل أجندته الخاصة وأيديولوجيته، فالكاتب سيروي الرواية من وجهة نظره الخاصة وبدون أن يشعر سيتطرق لبعض أفكاره الخاصة ويدسها بين السطور، وهذا حق مكتسب كون الذي يكتبه هو كتابه الذي خطه من الصفر.

فهناك فرق بين إدخال رأيك الخاص بين ثنايا الرواية، وبين أن تزور الحقائق وتفبركها بما يتناسب مع توجهاتك السياسية أو الفكرية، يجب أن تبقى الحقائق كما هي لأن تزويرها هو عبث في التاريخ.

هل يمكن أن نحتكر مسمى الكاتب ضمن عمر محدد؟

ليس للكتابة عمر محدد، فرب كاتب صغير يوصل فكرة عجز عن إيصالها كبار الكتاب، ويرجع سبب ذلك إلى لغة الشباب الذين لا يفهمون لغة كبار المثقفين.

فكبار المثقفين لا يريدون النزول إلى مستواهم في الاستيعاب والقراءة فتجدهم يستخدمون مصطلحات صعبة لا يفهمها إلا الخاصة. أما صغار السن فإنهم يكتبون بلغة جيلهم ويستخدمون اللغة البسيطة والسهل الممتنع وذلك ما يؤدي إلى قبولهم من قبل الشريحة القارئة.

الرواية البحرينية إلى أين تتجه في وسط زخم الكتّاب الخليجيين؟

نعاني من نقص شديد في الكتاب البحرينيين، ولكن مع وجود المحافل الثقافية كمعارض الكتاب وما يشبهها فإن الإقبال على الرواية بات واضحاً، وتبين ذلك من خلال المشاركة الكبيرة في مسابقة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة للروائيين الخليجيين والتي امتلأت بالشباب البحريني الطامح في عالم الرواية، لذلك نأمل بظهور كتّاب شباب جدد للرواية البحرينية.

أين يصنف محمد نفسه في هذا المجال المتشعب والغني بالمواد على مدار العام؟

سيكون هناك ترجمة لأحد إصداراتي باللغة الإنجليزية. كما سيكون لدي إصدار جديد للموسم القادم سيدشن في معرض الشارقة.

ما الخطط المستقبلية لتوسعه قاعدتك الجماهيرية واحتراف الكتابة بطريقة تؤهلك للمنافسة على جوائز الرواية؟

الرقي بمستوى كتاباتي والتفوق على نفسي في كل إصدار، فكل جديد يجب أن يكون أفضل مما سبقه سواء على مستوى اللغة أو الأسلوب، وبتوفيق من الله ودعم الأصدقاء سنشق طريقاً للوصول للمحافل الثقافية المختلفة على المستوى المحلي والخارجي.