* الحمر: جماعات في البحرين قامت بتسجيل أشرطة وتهريبها عبر قادة الطائرات القطرية

* المقاطعة العربية كبدت الدوحة خسائر مالية واقتصادية فادحة

* الدوحة دفعت مليار دولار لجماعات إرهابية لتحرير مواطنيها المختطفين في العراق



* البنوك القطرية فقدت 40 مليار دولار من التمويلات الأجنبية منذ قرار المقاطعة العربية

أبوظبي – صبري محمود

أكد خبراء وسياسيون أنّ "مملكة البحرين من أكثر الدول التي عانت من قناة "الجزيرة" ومن التحريض الذي مارسته من خلال إعلام مسيس وغير مهني"، مضيفين أن "قطر دفعت مليار دولار لجماعات إرهابية لتحرير مواطنيها المختطفين في العراق"، مشيرين إلى أن "الدوحة دعمت وموّلت، ولا تزال، الجماعات المتطرفة والإرهابية في المنطقة".

وذكر الخبراء والسياسيون في حلقة نقاشية حول الأزمة في قطر بعنوان "عام من المكابرة قراءة استراتيجية في مخرجات المقاطعة" والتي نظمها مركز الإمارات للسياسات في أبوظبي الإثنين أن "المقاطعة العربية لقطر كبدتها خسائر مالية واقتصادية كبيرة، بفعلِ تخارج ودائع وتراجع الإيرادات المالية"، لافتين إلى أن "البنوك القطرية فقدت نحو 40 مليار دولار من التمويلات الأجنبية منذ قرار المقاطعة العربية".

من جانبه، قال نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام، خلال مشاركته في الحلقة النقاشية، ان "مملكة البحرين من أكثر الدول التي عانت من قناة الجزيرة ومن التحريض الذي مارسته من خلال اعلام مسيس وغير مهني". وأوضح أن "قناة الجزيرة كانت تحرض ضد المملكة، كما سعت إلى خلق وفبركة تقارير غير صحيحة عن مملكة البحرين"، مشيراً إلى أن "إعلام البحرين واجه افتراءات الجزيرة بشكل مهني من الإعلام البحريني التميز". وكشف مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام أن "بعض الجماعات في البحرين كانت تقوم بتسجيل أشرطة وتقوم بتهريبها عبر قادة الطائرات القطرية، وتم إلقاء القبض على العديد من المتورطين، وكان ردهم أنهم موظفون ومطلوب منهم توصيل هذه التسجيلات".

وأوضح أن "الجزيرة عندما انطلقت جاءت لتنفذ استراتيجية حمد بن خليفة، حيث سخر لها كل الإمكانيات المالية والاستخباراتية لتنفيذ أجندة إعلامية ضد الدول التي تختلف مع قطر".

وأكد أن "الحملات القطرية ضد مملكة البحرين باءت كلها بالفشل"، مشيراً إلى أن "الإعلام الخليجي نجح أن يعكس الرؤية الصحيحة لسياسة دول مجلس التعاون المعتدلة التي ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول". وأضاف أن "قناة الجزيرة لعبت دوراً سيئاً في تعكير صفو العلاقات العربية".

وقال الحمر إن "قطر بدأت مناوشاتها مع الدول الأخرى اعتماداً أولاً على قناة الجزيرة، وكانت ميزانيتها خيالية، أما الذراع الثاني فهو الجماعات غير الربحية العالمية". وأكد أن "الجزيرة بدأت هجومها أولاً على البحرين، وكان هناك تدخل من دول الخليج"، مشيراً إلى أن "المعطيات الحالية لا تبشر بالخير".

وأعرب عن سعادته بالمشاركة في الحلقة النقاشية، وأوضح أنه "تم تخصيص جلسة كاملة لمناقشة القضايا الإعلامية المتعلقة بأزمة قطر، وما تمارسه قطر وإعلامها من تدخلات بأسلوب غير مهني"، مؤكداً أن "المهنية هي الأساس في العمل الإعلامي والصحفي".

من جانبها، أكدت رئيسة مركز الإمارات للسياسات، د. ابتسام الكتبي، خلال كلمتها في افتتاح المؤتمر، أن "قطر تُقِيم علاقةً خاصة بإيران". وأوضحت أن "التقارير التي نشرتها وسائل إعلام عالمية، خلال الفترة الماضية، كشفت إنفاق قطر مليار دولار على الجماعات إلإرهابية لتحرير مواطنيها المختطفين في العراق، وهو دليل آخر على أن اتهام دول المقاطعة لقطر بالتورط مع الجماعات الإرهابية لم يأتِ من فراغ؛ فالشواهد التي ذكرتها الصحف العالمية وغيرها تثبت ذلك".

وأضافت "لقد تسبّبت المقاطعة العربية لقطر، في تكبّد الأخيرة خسائر مالية واقتصادية كبيرة، بفعلِ تخارج ودائع وتراجع الإيرادات المالية، ما دفعها للبحث عن مصادر تمويل مختلفة. والتقارير الدولية تقول بتراجع الأصول الاحتياطية الأجنبية لقطر، ويفيد صندوق النقد الدولي، قبل شهرين، بأن البنوك القطرية فقدت نحو 40 مليار دولار من التمويلات الأجنبية منذ قرار المقاطعة العربية".

وتناولت الجلسة الأولى أثر المقاطعة على الاقتصاد القطري، وتحدث فيها الدكتور حمد التويجري من جامعة الملك سعود والمهندس عمر باحليوه. وأكد المشاركون "تأثر تجارة قطر بمقاطعة "الرباعي العربي"، وبدأ الميزان التجاري بالانخفاض كما شهدناه في الربع الثاني والثالث من عام 2017". وأشاروا إلى "انخفاض في الحساب الجاري لقطرعقب المقاطعة، ووصل إلى 35%". وأكد المشاركون أن "قطر أصبحت طاردة لرؤوس الأموال الأجنبية بعد المقاطعة، ومن الملاحظ أن معدل الاستثمارات الأجنبية المباشرة في انخفاض".

وأضاف المشاركون في الجلسة انه "قبل المقاطعة حققت قطر نمواً اقتصادياً بمعدل 6%، إلا أن النمو في عام 2017 تراجع إلى 2.5%، وفي عام 2018 أصبح نحو 1.8%، أي النمو الاقتصادي القطري خسر 60% بالرغم ارتفاع أسعار الغاز والنفط في عام 2017 مقارنة بعام 2016".

كما تأثر قطاع السياحة في قطر، فنحو 50% من السياحة إلى قطر تأتي من دول الخليج، وبعد المقاطعة انخفضت السياحة الخليجية إلى قطر 70%، كما أن جميع تقارير وكالات التصنيف الائتماني تعطي تقييماً سلبياً للاقتصاد القطري، مؤكدين ان استمرار المقاطعة لا يبشر بخير لمستقبل الاقتصاد القطري.

وتناولت الجلسة الثانية الكلفة السياسية للمقاطعة وتراجع الدور القطري وانحسار قوتها الناعمة وشارك فيها أساتذة العلوم السياسية والخبراء محمد بن هويدن، وعبدالخالق عبدالله، وسالم اليامي، وعبد العزيز الخميس.

وأكد محمد بن هويدن أن سمعة قطر كلاعب ووسيط سياسي تراجعت، فلم يعد أحد يلجأ إليها لحل النزاعات، بعد أن كانت تلعب دور الوسيط في اليمن والسودان ولبنان أصبحت طرفاً في المشكلات ولم يعد أحد يثق في قطر كلاعب سياسي أو وسيط، مؤكداً أن المواجهة مع الدوحة كانت حتمية لوقف قطر عن حدها لتعود إلى رشدها.

وقال الدكتور عبدالخالق عبدالله إنه "بعد مرور عام على المقاطعة تبدو قطر إنها متعبة ومنهكة سياسياً، ولكنها مكابرة ومستعدة لدفع فاتورة المقاطعة، وكذلك تحمل الكلفة السياسية والنفسية والاقتصادية، ويبدو إنها قررت أن لا ترفع راية الاستسلام وتستمر في التغريد خارج السرب لسنوات قادمة".

وأكد أن "المقاطعة حق سيادي لأي بلد يشعر أن هناك طرفاً يؤذيه، والدول الأربع لم تمارس هذا الحق بدون دليل. ولا توجد دولة أكثر رغبة وقدرة واطلاع على ملف الأزمة من الكويت، وهي الطرف الوحيد الذي أقر الجميع بأنه طرف مقبول".

وقال الباحث السعودي الدكتور سالم اليامي إن "المقاطعة هي الطريق الوحيد لدفع قطر لتقديم تنازل وتغيير موقفها، وهي بسبب تعنتها من يجب أن يُلام. والدور الكويتي محمود، وهناك إصرار على أن الوساطة يجب أن تكون خليجية".

وأكد عبدالعزيز الخميس أن "وسائل الإعلام القطرية انكشفت، وأصبحت "الجزيرة" مثل غيرها مجرد تعبير عن النظام القطري.

وتناولت الجلسة الثالثة، "إعلام قطر خلال الأزمة"، وتحدث فيها نبيل الحمر، مستشار جلالة ملك البحرين لشؤون الإعلام، والدكتور علي راشد النعيمي رئيس دائرة التعليم والمعرفة، والإعلامي عضوان الأحمري، ومحمد الحمادي رئيس تحرير جريدة الاتحاد.

وقال علي النعيمي "المال السياسي والأعلام هما مرتكزات السياسية والنفوذ القطري، وكان ذلك وفق استراتيجية، ونحن مع الأسف لا نملك ذلك"، مشيراً الى "ضرورة أن نقود المعركة الإعلامية، ونركز على مواجهة قطر دون تشتت، يكون منها تمويل ومساندة الإرهاب".

وقال عضوان الأحمري "تقوم قطر بإعادة التدوير الأخبار وهي معركة استنزاف اعلامي"، مؤكداً أن "المشكلة التي تعانيها قطر تأتي من مصادر غربية تنشر أخبار تخفيها قطر على مجتمعها، حيث تريد إيهام الشعب القطري أنها لا تتأثر بالمخاطر الاقتصادية والسياسية، ومع الأسف دول المقاطعة لم تستثمر في هذه الإخفاقات القطرية".

وقال محمد الحمادي "نحن في الإمارات لا ننشر الأخبار الكاذبة والمفبركة، وعلينا التعاون مع زملائنا الإعلاميين الغربيين ونستفيد منهم". وأوضح أنه "لا يجب أن ننزل إلى مستوى قطر، فهناك اعلاميين غربيون مرتزقة وآخرين غير مطلعين، وعلينا التعامل معهم حالة بحالة".

وتناولت الجلسة الرابعة المسارات المستقبلية وتحدث فيها الإعلاميان عبدالرحمن الراشد وعبدالرحمن الجنيد.وقال الراشد "لا تزال قطر تنزف مالياً واقتصادياً، والتكلفة عليها بسبب المقاطعة عالية جداً، وقدرتها على التأمين وإقناع الشركات للاستثمار لديها تتراجع، كما أنها لا تزال تعاني إعلامياً وسياسياً، وبينما كانت في السابق تُهاجِم باتت الآن تُهاجَم".

وقال عبدالرحمن الجنيد "يجب الاستثمار في دراسة مصادر التهديد المستقبلية خصوصاً مع تشكل قوى قادمة من الشرق، أخذاً في الاعتبار أن قطر توظف التناقضات على المسرح الدولي في خدمة مصالحها"، معتبراً أن "بقاء مجلس التعاون الخليجي في شكله الحالي لا يخدم مصالح دوله، ولا بد من امتلاك الجرأة للتفكير وطرح بدائل أخرى".

وفي ختام الحلقة النقاشية القت الدكتورة ابتسام الكتبي أهم التوصيات والخلاصات والاستنتاجات المستمدة من المداخلات والنقاشات التي أثيرت في الجلسات الأربع.