حوراء يونس

كثيراً ما يظن الناس بأن التوحد ما هو إلا عبارة عن كلمة تصف الشخص المنعزل أو غير الاجتماعي، كما يستخدمها البعض في حديثه اليومي بداعي السخرية بالشخص الذي لا يرغب بالحديث كقول "شفيك فيك توحد"! في حين يعتقد آخرون أن التوحدي هو شخص وجوده قد يضر الآخرين ويسبب خطراً عليهم ويجب عزله عن العالم الخارجي.

هذا النقص في الوعي المجتمعي تجاه التوحد هو نتيجة عدم التفات الجهات الرسمية وتقديمها الدعم الكافي بما يخص اضطرابات التوحد، مما ترتب عليه عزل الكثير من الأسر لأبنائهم التوحديين بسبب النظرة المجتمعية الخاطئة. فالتوحد (Autism) هو أحد الاضطرابات النمائية المعقدة التي تصيب الأطفال وتعيق تواصلهم الاجتماعي واللفظي وغير اللفظي واللعب التخيلي الإبداعي.


وفي ظل نقص التوعوية وارتفاع تكاليف البرامج المقامة للتوحديين في المراكز الخاصة، جاءت المبادرة الأولى من نوعها على مستوى البحرين من قبل المحافظة الشمالية بالتعاون مع جمعية التوحديين البحرينية ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية عبر تدشين أول معسكر صيفي مجاني يحتضن التوحديين فقط بجميع الفئات العمرية ببرامج مختلفة تلائم جميع الأعمار، والذي ساهم بشكل كبير في تخلص أولياء الأمور من عقدة عزل أبنائهم وانخراطهم مع المجتمع، إلى جانب تفاعل التوحديين وتخلصهم من الرهبة عبر هذه التجربة الفريدة. بالإضافة إلى زيادة الوعي وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الكثيرين ومن ضمنهم المتطوعين الذي شاركوا في البرنامج ولازموا التوحديين.

ولا يخفى الدور الكبير التي تقوم به جمعية التوحديين البحرينية في التوعوية والتثقيف والتي تحمل شعار "لأجلهم نتوحد".

نحن بحاجة إلى تسليط الضوء على التوحديين عبر دعم الجهات الرسمية وتكاتف مؤسسات المجتمع لتنفيذ جميع مطالب أولياء أمور التوحديين لتخفيف الأعباء عليهم من جميع النواحي الخدماتية وإنشاء مراكز خاصة لاحتضانهم وتدشين عدد أكبر من البرامج الخاصة لهم فقط على مستوى مملكة البحرين.