حوراء يونس

أقبل العديد من المتطوعين على المشاركة في البرنامج الصيفي للتوحديين بعد الإعلان عنه إذ شارك أكثر من 30 متطوعاً من مختلف الفئات العمرية بدءاً من 16 وحتى أكثر من 30 عام. وتم تأهيلهم قبل بدء المعسكر عبر ورش أساسيات التعامل مع التوحديين بحضور ذوي التخصص. ويكمن دور كل متطوع في أن يكون مسؤول عن طفل عبر مرافقته ومراقبته وتلبية احتياجاته.


وذكرت ميثاق أحمد (18 عاماً) بأنها استمرت مع الجمعية وتحولت من مجرد متطوعة إلى عضو، وأن الهدف من تطوعها يكمن في الشراكة المجتمعية وتبادل خبراتها في التعامل مع التوحديين كون أخاها الأصغر مصاب باضطراب طيف التوحد، فقد شاركها التطوع بقية أخوتها بدءاً من أخيها ذو الثمانية أعوام، وأختها ذات الثالثة عشر عاماً وأخيها ذو السابعة عشر سنة. وقالت: التجربةأضافت لي خبرة أكثر في التعامل مع التوحديين وفتحت لي المجال في التعرف عليهم بصورة أكبر كون عددهم 30 شخص من مختلف الأعمار، فبذلك امتلكت خلفية واسعة عن طرق التعامل معهم، إلى جانب أن التجربة ستفيدني في مجال دراستي كوني طالبة تمريض فستتيح لي الفرصة في التخصص بعد البكالوريوس في الدراسات العليا في مجال التربية الخاصة، بالإضافة إلى امتلاكي خبرة أكثر في تعاملي مع المرضى الأطفال ومعرفتي لطرق ووسائل لجذب وتفاعل أكثر. وأضافت ميثاق بأن البرنامج أدى لاندماج الأطفال مع بعضهم ومع المتطوعين، وبحسب خبرتها مع أخيها فإن معظم الأطفال التوحديين لا يتقبلون الأماكن الترفيهية بسبب الزحمة وصراخ بقية الأطفال، ولكن ادماجهم مع بعضهم قد حقق سعادتهم وارتياحهم.

واتفق علي الفرج (26 سنة) والذي قال: الفكرة المتداولة عن التوحديين أنهم أشخاص تصرفاتهم طبيعية ويحبون العزلة فقط، وقد أفادني البرنامج بتصحيح المفهوم الخاطئ فهي حالة أكثر تعقيداً وتتطلب الكثير من الاهتمام، وأشار أنه رغم كونها التجربة الأولى التي يتعامل فيها مع التوحديين إلا أنها كانت ناجحة تماماً فقد استطاع التعامل مع الأطفال بسلاسة بسبب الورشة التعليمية، بالإضافة إلى جميع كوادر الجمعية المتواجدين طوال الوقت للإرشاد. وأضاف: لم نواجه أي صعوبات في التعامل مع التوحديين، في وجهة نظري الصعوبة كانت تكمن عند أولياء الأمور إذ يشعر بعضهم أحياناً بالإحراج بسبب سلوكيات أطفالهم وذلك لعدم اعتيادهم على مخالطتهم للعالم الخارجي، ومن هذا المنطلق يجب زيادة الوعي لكي يتقبل المجتمع تصرفات التوحدي بدون النظر إليها كسلوكيات غريبة.

وقالت إحدى المتطوعات ساجدة كريمي (19 عام) أن الهدف من تطوعها يكمن في حبها للانخراط في النشاطات المتعلقة بالتوحديين وذوي التربية الخاصة، إذ أنها طالبة صحة فم وأسنان وتأمل أن تصبح فنية أسنان متخصصة للتوحديين. ولفتت إلى أن البرامج الخارجية الترفيهية كرحلة خيمة نخول وحديقة "واهو المائية" هي أكثر نشاطات تفاعل فيها الأطفال. واتفق المتطوعون على أنهم أصبحوا يستطيعون فهم وقراءة سلوكيات التوحدي ومعرفة ما يحتاجه بسبب مرافقتهم الدائمة لهم، وأن وجوههم باتت مألوفة بالنسبة لهم فقد صاروا قادرين على التعرف عليهم والمسارعة باحتضانهم ومحبتهم والتعلق بهم.