- أخصائيو التغذية: جميع أغذية الباعة الجائلين ترتبط بالأمراض الخطيرة

- أغذية الباعة المتجولين مصدر لنقل مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي

...

عماد المختار

مع بداية العام الدراسى ينتشر الباعة الجائلون أمام المدارس بمأكولات ومشروبات تهدد الأطفال بالإصابة بالأمراض المعدية، حيث تتموقع سيارات "الفان" عند منتصف كل نهار من أيام الدوام المدرسي، على الأرصفة المحيط بالمدارس وبزواياها.. ولا تغادر أماكنها إلا مع انصراف كامل الطلاب إلى بيوتهم.. بعد أن لهفوا في بطونهم مما ابتعاوهم من مثلجات بألوان صناعية، ومجمدات في أكياس بلاستيكية، وسندويدشات معروضة تحت أشعة شمسية.. وتطول قائمة معروضات الجوالين الذين خبروا ميولات طلاب صغار وأدركوا أذواقهم وحاجاتهم.. فالمساكين بهم ظمأ شديد عند الظهيرة.. بعد دوام مدرسي حافل بالنشاط الذهني والبدني..حيث يتجمهر عدد من التلاميذ حول عربات "الفان" بمشروباتها ومبرداتها، دون أي مبالاة منهم للنظافة سواء من حيث الصحون والأقداح التي يقدم بها وطريقة غسلها بماء غير صالح.

أضرار صحية

أخصائيو التغذية أكدوا أن جميع أغذية الباعة الجائلين ترتبط بالعديد من الأمراض الخطيرة، كما ترتبط بنوع من أنواع البكتيريا الخطيرة، وبالتالي ارتفاع المخاطر التي تتهدد سلامة أبنائنا، وزيادة التكلفة على وزارة الصحة. ووجهوا إلى أن التغذية الصحية والجيدة هي التي تحتوي على الكربوهيدرات، الدهون، الماء، الفيتامينات والمعادن، العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم بكميات ضئيلة، والألياف. ويقولون إن الحصول على هذه المواد الغذائية يضمن صحة جيدة وقيام الجسم بأداء وظائفه بشكل صحيح.

إلى جانب أن الأغذية التي يبيعها الباعة المتجولون على درجة عالية جداً من الخطورة، بدءا من ظروف تصنيعها، وقيمتها الغذائية، ومكان عرضها وظروف بيعها، وفي كل طور من هذه المراحل تتعرض الأغذية للإتلاف.

وقد حذر د. مرتضى الشرقاوي أستاذ وحدة الكبد بمستشفى قصر العيني بالقاهرة من الباعة الجائلين ومشروبات الشارع، لافتاً أنهم مصدراً لنقل مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي "أ" الذي بدأ ينتشر مؤخراً بشكل ملحوظ ويصاب به سنوياً 1,4 مليون شخص بالعالم.

وأوضح الشرقاوي أن وجود اصفرار بالعين وتحول لون البول إلى الاحمرار مع فقد الشهية للطعام من أهم علامات الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي "أ"، ومن أهم أعراضه ارتفاع درجة الحرارة والقيء وفقدان الشهية وتحول لون البول للاحمرار، مشيراً إلى أن فترة حضانة المرض تستغرق شهر ونصف لكى تظهر أعراض الإصابة على الشخص.

وحذر الشرقاوى من أن الأطعمة غير المطهية مثل السلطة الخضراء من الأشياء التي تعتبر مصدر نشط لنقل الفيروس، وذلك إذا لم تغسل جيداً ويتم نقعها فى ماء وخل قبل تناولها، بالإضافة إلى شرب عصائر من محلات ليست لديها شهادات صحية وغير مرخصة.

مسؤولية من؟

حملت منال محمد (معلمة وولية أمر) أولياء الأمور مسؤولية مضاعفة، وكان عليهم حسب رأيها تبليغ الجهات الصحية والأمنية بالمخالفات التي تهدد صحة الصغار، أن يقوموا بما فيه الكفاية لرفع درجة وعي هؤلاء بالمخاطر الصحية، والامتناع عن إعطائهم مصاريف زائدة عن الحاجة،ما يشكل خطوة للحد من انتشار ظاهرة الجوالين وحماية الصغار.
وتساندها في ذلك أم تقوى المشرفة الإدارية بمدرسة خاصة، قائلة: أرجو من أولياء الأمور مساعدتنا على نشر الوعي بالمضار الصحية لمأكولات الشوارع ومشروباتها،لأنه كلما تعززت الثقافة الصحية في الوسط الطلابي والتلمذي، يكون أحسن وأفضل في حياة الأبناء.

ومن جهته دعا عضو أمانة العاصمة مجدي النشيط بوضع خطوط ساخنة واضحة ومعروفة لدى المواطنين للتبليغ عن الباعة الجائلين، لدى الجهات المعنية من وزارة الصحة، وزارة الداخلية، هيئة تنظيم سوق العمل، وكافة البلديات، متمنياً التعاون بين الجهات المعنية بالموضوع لحل المشكلة، وأن يشكلوا عيونا ساهرة لسلامة وصحة المواطن على أن يكون شريكاً معهم.

بينما قال الأستاذ أيوب متقاعد من التربية الذي كان ينتظر حفيدته أمام المدرسة معلقاً على ظاهرة الجوالين: إنها ظاهرة غير حضارية ولابد من رفع هذه التجاوزات التي تمتد أذرعها مثل الأخطبوط، مبدياً امتعاضه وأسفه على تشجيع بعض أولياء الأمور للصغار من خلال شراء وتناول الأطعمة المكشوفة بسبب رخصها.

وأضاف الأستاذ أيوب: إن الكثير منهم لايعبأ للأوساخ والمكروبات التي تحتويها، لاسيما أن الجو ملوث بالغبار المتطاير ودخان السيارات وغيرها داعياً كل طرف مسؤول إلى القيام بدوره الرقابي والقانوني حماية للطفولة.

ويذكر في الختام أنه يجب الإسراع في علاج مشكلة الباعة الجوالين أمام المدارس والتصدي لها من كل الأطراف المعنية قبل أن تصبح مرضاً مستعصياً ومرضاً خطيراً.. خطوته الأولى نشر الوعي في الوسط المدرسي والأسري وخطوته الثانية منع انتصاب هؤلاء الباعة في محيط المدارس.