أنس الأغبش

أثبتت الانتخابات النيابية والبلدية 2018 في البحرين نجاح عرسها الديمقراطي بشكل فاق التوقعات، امتزج معه احتفال البحرين بيوم المرأة تحت شعار "المرأة في المجال التشريعي والعمل البلدي"، ليتعانق ذلك الفرح المشترك أمام الملأ في مشهد أكد روح المواطنة والولاء والانتماء والالتفاف حول حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.

إن ما يؤكد نجاح هذا العرس الديمقراطي الكبير، تجاهل الشعب البحريني الواعي بكل أطيافه لدعوات المقاطعة التي فشلت في التأثير على سير الانتخابات، بدليل ارتفاع نسبة المشاركة وهي الأكبر في تاريخ الانتخابات.



المتتبع لسير العملية الانتخابية - التي اتسمت بالنزاهة والشفافية - بالتزامن مع يوم المرأة البحرينية واحتفالات المملكة بأعيادها الوطنية في يومي 16 و17 ديسمبر، يرى أن المشهد العام تطغى عليه روح المواطنة بين أبناء شعب هذا البلد المعطاء، حيث ترسم الصورة لوحة هدفها غرس القيم النبيلة التي اتسم بها البحرينيون.

واللافت للنظر المشاركة الشبابية الكبيرة لدخول قبة البرلمان، ما يؤكد مدى استعداد هؤلاء الشباب لخوض العمل الوطني بمسؤولية كبيرة، وما يدل على ذلك تأكيد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، خلال استقبال جلالته وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف رئيس اللجنة العليا للإشراف على سلامة الانتخابات، بأن "شباب البحرين حققوا نجاحاً لافتاً ونتائج مشرفة تمثلت في وصول العديد من الوجوه الشابة إلى قبة البرلمان".

فتزامن الانتخابات مع يوم المرأة البحرينية يرسم صورة واضحة تؤكد دورها وإنجازاتها العظيمة في عملية التنمية الشاملة والتي تخطت حدود البحرين لتنتقل إلى العالمية، ناهيك عن نجاحها بوصولها إلى السلطة التشريعية حيث استطاعت 10 سيدات الفوز بالانتخابات منهن 6 لعضوية مجلس النواب و4 نساء لعضوية المجلس البلدي.

فالإشادات والتهنئات المحلية والإقليمية والعالمية الواسعة التي حصلت عليها المملكة وما زالت تتلقاها حتى اليوم بنجاح الانتخابات وما تلقته المرأة البحرينية من تهنئات بيومها، يؤكد من جديد أن البحرين نجحت وبشهادة الجميع في ترسيخ وتعزيز وغرس قيم المواطنة لدى أبناء الشعب.

والآن تستعد البحرين لإكمال أفراحها المتواصلة، بالاحتفال بأعيادها الوطنية في يومي 16 و17 ديسمبر إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى 47 لانضمامها إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 19 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه لمقاليد الحكم، لتواصل البحرين بذلك نهجها في تعزيز مسيرتها الديمقراطية.