ياسمين العقيدات

توافق نواب وقانونيون ومعنيون على فوز فوزية زينل برئاسة مجلس النواب، كأول امرأة بحرينية تصل لهذا المنصب، مؤكدين أنها علامة بارزة في تاريخ البحرين والخليج.

ولفتوا إلى أن الفوز بهذا المنصب الرفيع عبر الاقتراع الحر المباشر يمثل علامة فارقة وبارزة في تاريخ البحرين والخليج العربي، ويثبت صواب رؤية الإرادة السياسية الداعمة والواثقة بالمرأة، ويبرز جهود المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى في دعم المرأة منذ إنشائه قبل 17 عاماً، ويؤكد نضج المجتمع والرجل البحريني المتحضر والواثق بالمرأة، ويعكس قدرة المرأة البحرينية وجدارتها في الحصول على ثقة قيادتها ومجتمعها.



وأضافوا أن أصداء فوز السيدة فوزية زينل برئاسة مجلس النواب في مملكة البحرين ترددت في معظم وسائل الإعلام، والأوساط النسائية الحكومية والأهلية التي تعنى بالمرأة في المنطقة والعالم، والبرلمانات، ودوائر التأثير وصنع القرار، ومراكز الأبحاث، والمؤسسات والمنظمات حول العالم، لافتين إلى أنه العالم بات ينظر باحترام أكبر لمملكة البحرين وللمجتمع البحريني عندما يرى امرأة تصل بالتصويت الحر المباشر إلى رئاسة السلطة التشريعية، ومؤكدين أن من حق البحرين والشعب البحريني أن يفخر أمام العالم بذلك.

وأشاروا إلى أن فوز زينل يؤكد أن الطريق ممهد أمام جميع النساء البحرينيات من أجل الوصول إلى أعلى المناصب في بيئة داعمة تضمن المساواة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق والواجبات.

وأكدوا أن وجود سيدة على رأس الهرم التشريعي في مملكة البحرين يوفر فرصة غير مسبوقة من أجل الإسراع في تطوير منظومة التشريعات الخاصة بالمرأة، إضافة إلى ضمان ادماج كامل احتياجات المرأة في برنامج عمل الحكومة للأعوام 2019-2022.

تراكم إنجازات

الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية د.مريم الجلاهمة، قالت إن مملكة البحرين من الدول السباقة التي كفلت للمرأة ممارسة حقها في المشاركة الفاعلة على مختلف الأصعدة.

وأضافت "حظيت المرأة البحرينية بدعم كبير من قيادتها، من خلال منحها حقوقها السياسية كاملة، تصويتاً وترشحاً لانتخابات مجلس النواب والمجالس البلدية،فيمام تمكن المجلس الأعلى للمرأة من ترجمة الرؤية السامية لجلالة الملك في مجال دعم المرأة وزيادة إسهامها في نهضة وطنها ومسيرة الازدهار المنشودة".

الجلاهمة، التي كانت عضوا في أول مجلس شورى يشكله جلالة الملك في العام 2000، اضافت بالقول "بعد تجربة برلمانية ثرية بدأت منذ العام 2000 وحضرت فيها المرأة بقوة، أصبح الجميع على يقين بقدرة المرأة على التشريع، ومراقبة أداء الحكومة، والدفاع عن مصالح المواطنين"، مشيرة إلى أن فوز السيدة زينل في الانتخابات يأتي محصلة طبيعية لكل تلك العوامل.

التمتع بكامل الحقوق

من جانبها قالت رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ماريا خوري، إن فوز فوزية زينل برئاسة مجلس النواب يعتبر نتاجاً طبيعياً للجهود الأصيلة في احترام وتقدير وضمان حقوق المرأة ومشاركتها الفعالة في شتى المجالات لاستمرار بناء الدولة المدنية الحديثة وفق الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، ودعماً محورياً مهماً من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، التي وجهت ودعمت وأسست ونفذت استراتيجيات تتيح أمام المرأة الاستفادة الفاعلة من المهارات والإمكانيات وبذلك أصبحت إنسانة هادفة، ولها أعمال مختلفة، وإبداعات وأنشطة واضحة.

وأضافت خوري: "في رأي المتواضع، لقد تخطينا موضوع قدرة المرأة على تولي المناصب بجانب الرجل، والواقع أكبر برهان، فالمرأة في كل مكان، المرأة البحرينية الأم، والأخت والزوجة والابنة والوزيرة وفي مجال قطاع الأعمال المتعدد والرئيس التنفيذي للبنوك وإدارة الأعمال الحرة وصاحبة الابتكار والإبداع والأفكار التنموية والاقتصادية والمخرجة والإعلامية والمدافعة عن حقوق الانسان والمربية الفاضلة والمدرسة وتقود الطائرات وتحوز على الميداليات في مجال الرياضة، ولها دور كبير وبارز في مجال الأمن والعدالة والأبحاث والطب، وهذا على سبيل الذكر وليس الحصر".

وكما ذكرت الموضوع لم يعد قدرة فالقدرة موجودة ومنها تأتي القدوة للأجيال القادمة، والفرصة موجودة والمرأة البحرينية بفضل الرؤية والثقة والدعم والتشجيع والمساندة أصبح لها دور ومكانة لا تقل شأنا عن الرجل، ولا يمكن حصر إمكانيات إبداعها وقدرتها على الإبداع والعطاء في كونها امرأة".

وأشارت إلى أن ثقة الناخبين وزملاء الأستاذة فوزية في انتخابها لعضوية مجلس النواب أولا ومن ثم الرئاسة تأتي من الثقة والتقدير لما يمكن أن تقدمه المرأة البحرينية في المجتمع البحريني والدولي، وان انتخابها رئيسا للمجلس وعضوا فيه أتى بتصويت من المرأة والرجل، أليس هذا أكبر دليل على الوعي والنضج؟". فلقد فازت السيدة زينل بالرئاسة بحصولها على 25 صوتا، ولو فرضنا أن جميع النائبات صوتن لها، وعددهن 6 نائبات، فهناك 19 نائبا صوتوا لزينل.

دعم تشريعات و"إدماج" المرأة

بدوره أكد الشيخ صلاح الجودر أن جميع فئات المجتمع البحريني باتت اليوم على قناعة تامة بأن المرأة البحرينية مؤهلة لأن تشارك أخيها الرجل في الدفع بمسيرة التنمية إلى مستويات متقدمة، وكذلك بأن تكون قادرة على رعاية أسرتها وأطفالها ومؤدية لدورها بكل اقتدار.

واعتبر الجودر أن وجود سيدة على رأس الهرم التشريعي في مملكة البحرين يوفر فرصة غير مسبوقة من أجل ضمان ادماج كامل احتياجات المرأة في برنامج عمل الحكومة للأعوام 2019-2022، جنبا إلى جنب مع الإسراع في استكمالمنظومة التشريعات الخاصة بالمرأة، خاصة ونحن نرى أن تطور المنظومة التشريعية والاجتماعية أتاح الفرصة أمام العديد من الكفاءات النسائية في البلاد لتتبوّأ أعلى المراكز محلياً وإقليمياً ودولياً، ومن ذلك قوانين مثل قانون الأسرة وقانون الحماية من العنف الأسري، ومبادرات مثل محاكم الاسرة ومكتب التوفيق الأسري، وغيرها الكثير.

فوز وطن

إلى ذلك قالت النائبة فاطمة القطري إن فوز السيدة زينل برئاسة مجلس النواب عبر التصويت الحر المباشر إنما يؤكد بالدليل القاطع أنه ما من عوائق اليوم، لا تشريعية ولا مجتمعية، أمام وصول المرأة البحرينية إلى أعلى المناصب، حيث بات ذلك ممكنا بكل المقاييس في بيئة ديمقراطية أرسى قواعدها جلالة الملك المفدى، ولا يوجد حدود لإنجاز وعطاء المرأة ما دامت تتلقى دعما من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.

وأضافت القطري "لا شك أن لهذا الفوز دلالات كثيرة لا يسع المجال لحصرها هنا، إلا أننا إذ نؤكد بأن الدعم الذي تتلقاه المرأة البحرينية التي بات يشار لها بالبنان بأنها هي الأولى على المستوى المحلي والخليجي بفوزها بمقعد رئاسة المجلس النيابي بالاقتراع الحر المباشر بنسبة تجاوزت 62.5% لم يأتِ ذلك عن فراغ.

وأكدت أن المجتمع البحريني بات مختلفا عن سابق عهده، فهو اليوم يعيش الوعي السياسي بحجم ما يتمتع به من نضج في تحليل الأرضية الديمقراطية، ومن ذلك زيادة نسبة الثقة بالمرأة البحرينية في قدرتها على الإنجاز والعطاء.

المرأة ساهمت بفاعلية بوصولها للكرسي النيابي

النائب أحمد صباح السلوم، كشف أنه كان للمرأة في دائرته دور إيجابي فعال في نجاحه بالانتخابات، معتبرا أن ذلك دليل على ارتفاع مساهمة المرأة في العملية الديمقراطية بمملكة البحرين، وقدرتها على اتخاذ قرارها بنفسها بعيدا عن أي تأثير للرجل في محيط العائلة أو العمل.

وأشار إلى أن إقبال المرأة على المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية كان واضحا وفعالا وترك أثرا إيجابيا على مجمل العملية الانتخابية، كما كان له أثرا ظاهرا في النتائج بوصول ست مرشحات لأول مرة إلى قبة البرلمان.

وقال "المرأة والرجل واحد في مملكة البحرين، والاعتبار هو لمن يعمل بجد ويخدم وطنه وأهله، وقد أعلنت صراحة عن دعمي لفوزية زينل كرئيسة مجلس النواب، ليس لأنها امرأة، بل لأنني أدركت أنها الأجدر لهذا المنصب"، وأعرب عن تفاؤله بقدرة السيدة فوزية زينل على النهوض بهذه المسؤولية الوطنية الكبيرة.

وقال "واثقون من أهلية السيدة فوزية زينل للقيام بالمهمات الصعبة التي يطلبها منصب رئيس النواب، ومن بينها العمل التشريعي الرقابي بالتعاون مع 39 نائبا يمثلون أفكارا وتوجهات مختلفة والتوفيق بينهم لما فيه خدمة الوطن بالمقام الأول، وإدارة الجلسات، واستخدام الحسم واللين كلٌ في موقعه، وتمثيل مملكة البحرين داخليا وخارجيا، وغير ذلك من المهام الفعالة".

تقلد أعلى المناصب القيادية

في الأثناء قالت الرئيس التنفيذي لشركة سيكو للأوراق المالية، نجلاء الشيرواي، "أثبتت المرأة البحرينية من خلال سجلها الحافل بالعطاء قدرتها على الإسهام الفاعل في مسيرة التنمية والازدهار التي تشهدها المملكة في شتى المجالات، وحضرت المرأة بقوة في الحياة العامة وقضايا المجتمع والاقتصاد والسياسة وغيرها".

وأكدت أن نجاحات المرأة البحرينية أكسبتها الريادة والسبق على مستوى الخليج لما وصلت إليه من مناصب وظيفية متعددة وقيادية.

وأضافت الشيراوي أن فوز السيدة زينل برئاسة مجلس النواب بحصولها أولا على ثقة الناخبين ثم على ثقة زملائها النواب يؤكد مرة أخرى أن المرأة البحرينية اليوم تقف على أرضية صلبة مكنتها من تجاوز مرحلة التمكين إلى مرحلة المشاركة الحقيقية في صنع القرار وبناء مستقبل وطنها، حيث سبقت الكثير من نساء العالم في تقلد أعلى المناصب القيادية، من خلال دعمها وفتح آفاق المستقبل أمامها على كل الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمهنية، إيماناً بدورها الفاعل والمؤثر في بناء الوطن وتنشئة أجيال المستقبل.

مبعث فخر

رئيسة جمعية الأطباء البحرينية، د.غادة القاسم قالت، "ها نحن اليوم نقطف ثمار الجهود التي بذلها المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي قرينة العاهل المفدى على مدى الأعوام الـ17 الماضية، والتي أسهمت في تعزيز حضور المرأة البحرينية في مختلف القطاعات، الحكومي والخاص والأهلي، وترأست هيئات ووزارات ومؤسسات وجمعيات كبرى، وأدارت فرق العمل والموظفين والعاملين من رجال ونساء بكل جدارة واقتدار.

وأشارت إلى أن فوز السيدة فوزية زينل برئاسة مجلس النواب يمثل مبعث فخر لكل امرأة بحرينية، ويبرز مملكة البحرين كدولة عصرية متقدمة تصل فيها المرأة إلى أعلى المستويات، ويؤكد مرة أخرى نضج المجتمع البحريني الذي يمنح ثقته للأجدر والأكفأ سواء أكان رجلا أو امرأة.

اهتمام عالمي

من جانبه قال رئيس جمعية ألواني البحرين عمار عواجي، إن "أصداء فوز السيدة زينل برئاسة مجلس النواب في مملكة البحرين ترددت في معظم وسائل الإعلام، والأوساط النسائية الحكومية والأهلية التي تعنى بالمرأة في المنطقة والعالم، والبرلمانات، ودوائر التأثير وصنع القرار، ومراكز الأبحاث، والمؤسسات والمنظمات حول العالم.

وأضاف "لا شك أن العام بات ينظر باحترام أكبر لمملكة البحرين وللمجتمع البحريني عندما يرى امرأة تصل بالتصويت الحر المباشر إلى رئاسة السلطة التشريعية، ومن حقنا أن نفخر أمام العالم بذلك".

وأكد عواجي أهمية مبادرة وسائل الإعلام العالمية لتسليط ضوء أكبر على هذا الحدث الكبير في مملكة البحرين، والذي يعتبر علامة بارزة في مسيرة العملية الديمقراطية في المملكة، ودراسة مقوماته وأسبابه، وإيلائه الأهمية التي يستحق، مشددا في الإطار ذاته على أهمية ذلك في تعزيز مكانة البحرين على مؤشرات التنافسية العالمية كدولة رائدة داعمة لمختلف قضايا المرأة.

وأوضح أن هذا النجاح الكبير للسيدات في الانتخابات النيابية وصولا إلى فوز السيدة زينل برئاسة مجلس النواب لم يكن ليتحقق لولا وجود العديد من العوامل التي مهدت له، في مقدمتها وجود إرادة سياسية داعمة للمرأة وواثقة بها، ووضع المجلس الأعلى للمرأة قواعد متينة للانطلاق نحو ما تريده المرأة البحرينية، إضافة إلى دعم الرجل.

وقال "بينما نرى أن المرأة في عدد من دول العالم تكافح من أجل انتزاع حقوقها من الرجل، نجد أن الرجل البحريني، الأب والأخ والابن والزميل والمدير في العمل، داعم للمرأة".

مصدر إلهام للنساء البحرينيات

فيما قالت رئيسة لجنة تكافؤ الفرص في جمعية البحرين للتدريب د.حورية عباس، إن انتخاب الشعب البحريني لستة نائبات، ووصول واحدة منهم إلى رئاسة المجلس النيابي، يشكل مصدر إلهام كبير لكثير من البحرينيات، والشابات منهن تحديدا، ويدفعهن لمزيد من العمل والعطاء، والاعتماد على ذواتهن في تحقيق أكبر الإنجازات.

واعتبرت عباس، أن الغاية ليست في حصول المرأة على حقوقها السياسية فقط، بل في تقلدها لمناصب رفيعة، وقالت "الدستور كفل حقوق الجميع في المشاركة السياسية، لكن تلك المشاركة لم تكن لتحقق على أرض الواقع لولا ثقة المرأة البحرينية بنفسها، وطموحها الذي لا يحده حد، جنبا إلى جنب مع تطور المجتمع البحريني، إيماناً بدورها الوطني واعترافاً بما تبذله من جهد، ما أهلها لكي تصبح رئيسة برلمان وقاضية ووزيرة وسفيرة، إلى جانب تبوئها مناصب في منظمات إقليمية ودولية".

وقالت إن المرأة البحرينية تمكنت من التفاعل بإيجابية مع تجارب وثقافات العالم والاستفادة منها بما يتلاءم مع خصوصيتها وشخصيتها وهويتها العربية والإسلامية، وانتمائها الوطني والتزامها بتعاليم دينها، فضلاً عن تمسكها بالعادات والتقاليد الأصيلة المتوارثة ما أكسبها تقدير العالم واحترامه.