صرح المستشار د. حمد الحمادي المحامي العام رئيس نيابة الجرائم الإرهابية أن المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة أصدرت، الخميس، حكمها على أحد المتهمين في قضية تأسيس جماعة إرهابية والانضمام إليها وقتل أحد أفراد الشرطة أثناء وبسبب تأديته لواجبه وقتل شخص مدني وإحداث تفجير واستعمال وحيازة المتفجرات والأسلحة تنفيذاً لأغراض إرهابية وجمع أموالاً لجماعة إرهابية والتجمهر والشغب وحيازة المولوتوف بمعاقبته بالإعدام وبإسقاط الجنسية عنه.

وكان قد سبق الحكم على 23 متهما في الدعوى المذكورة بمعاقبة المتهم الأول بالإعدام وبالسجن المؤبد إلى باقي المتهمين عما أسند اليهم وبإسقاط الجنسية عن جميع المتهمين وتغريم المتهمين الثالث والرابع مبلغ 200 ألف دينار بحريني.

وتم تأييد الحكم بمحكمة الاستئناف وبنظر الدعوى أمام محكمة التمييز بشأن المتهم المحكوم بالإعدام فقد قضت بنقض الحكم المعروض بالنسبة له وإعادة القضية إلى محكمة أول درجة للفصل فيها من جديد والتي قضت بحكمها سالف الذكر.

وتعود تفاصيل الواقعة إلى ورود بلاغ عن قيام أشخاص مجهولين بتاريخ 08/12/2014 بزرع جسم متفجر بالقرب من المعسكر التابع لقوات الأمن الخاصه بمنطقة دمستان واستدراج أفراد الشرطة لمكان زراعة ذلك الجسم بأحداث أعمال شغب وتفجيره بهم ومهاجمتهم بزجاجات المولوتوف، ما أدى إلى إصابة أحد أفراد الشرطة بإصابات نتيجة التفجير أودت بحياته، وكذلك البلاغ الوارد عن انفجار جسم غريب بالقرب من مسجد زين العابدين بمنطقة كرزكان أدى إلى إصابة رجل بحريني كبير بالسن بإصابات بليغة توفي على إثرها، إضافة إلى إصابة آسيوي تم نقله إلى المستشفى.

يشار إلى أنه إثر تلك الوقائع تم عمل التحريات وجمع المعلومات وتبين أن المتهمين هم ذاتهم من ارتكبوا الواقعتين.

كما تبين من خلال التحريات إنهم قاموا بتشكيل خلية إرهابية تخصصت في تصنيع المتفجرات المحلية الصنع لاستهداف رجال الشرطة ومن خلال التحريات الجدية تبين أن المتهمين شاركوا في تأسيسها، وكان هدفهم من تشكيل تلك الخلية الإرهابية هو استهداف رجال الأمن بالأساس وإحداث أكبر قدر من الخسائر بهم وبمركباتهم، بهدف بث الرعب والفزع فيهم، وبث الرعب بين المواطنين والمقيمين وإشاعة الفوضى في البلاد وأن أحد المتهمين يقوم باستغلال المناسبات الدينية لجمع التبرعات لدعم نشاطهم الإرهابي.

ودلت التحريات على أنهم قاموا بتجنيد العديد من الأشخاص للانضمام لتلك الخلية الإرهابية ومعاونتها على تحقيق نشاطها الإرهابي مع علمهم بذلك.

وبينت التحريات أن المتهمين وآخرين من ضمن الأشخاص الذين انضموا إلى ذلك التشكيل الإرهابي، حيث إن معظم المتهمين من سكنة منطقة دمستان، ومن خلال تكثيف التحريات عن الوقائع التي حصلت بمنطقة دمستان وكرزكان دلت أن المتهمين قاموا بالاتفاق فيما بينهم والتخطيط لعملية قتل أفراد الشرطة بمنطقة دمستان، حيث قام متهمان بصناعة قواذف محلية الصنع يتم تفجيرها عن بعد باستخدام هواتف نقالة، وكانت خطتهم هي زراعة ذلك القاذف بالقرب من معسكر الشرطة والاستعانة بالمتهمين الذين تم تجنيدهم بالاتفاق معهم لإحداث أعمال شغب بالمنطقة ومهاجمة معسكر الشرطة بمنطقة دمستان بزجاجات المولوتوف التي قاموا بإعدادها مسبقاً، حيث تقوم مجموعة من المتجمهرين بمهاجمة برج المراقبة بالمعسكر بواسطة المولوتوف، فيما تقوم المجموعة الأخرى باستكمال مهاجمة أفراد الشرطة لاستدراجهم لمكان زراعة القاذف.

وذكرت التحريات أن المجموعة الثالثة قامت بمراقبة الطريق ومعاونة المجموعات على مهاجمة الشرطة، ثم يتم تفجير القاذف عند اقتراب أفرادها منه، منبهة إلى أنه بالفعل قاموا بتنفيذ مخططهم الإرهابي على ذلك الشكل مما أدى إلى إصابة أحد أفراد الشرطة بإصابات بليغة عند تفجير القاذف الذي قام المتهم الأول بزراعته بالقرب من المعسكر، وأدت إلى وفاته.

كما لفتت التحريات أنهم كانوا يخططون أيضاً لزراعة قاذف آخر بمنطقة كرزكان تمت صناعته مسبقاً من قبل متهمين، حيث كانت الخطة هي بذات الأسلوب الاول باستدراج رجال الشرطة بمهاجمتهم بزجاجات المولوتوف لمكان القاذف. وبالفعل تمت زراعة ذلك القاذف من قبل المتهم الأول بالقرب من مسجد زين العابدين بمنطقة كرزكان، وكان من المفترض بعد انتهائهم من العملية الأولى أن يقوموا بالعملية الثانية إلا أنه بعد تفجير القاذف الأول ووفاة أحد افراد الشرطة تم تطويق المنطقة من قبل قوات الأمن وقام المتهمون بتأخير تنفيذ العملية الثانية، ولكن لم تتم إزالة القاذف المتفجر من منطقة كرزكان، وفي صباح اليوم التالي انفجر ذلك القاذف نتيجة ورود رسالة من شركة الاتصال على الهاتف المثبت عليه وقد أدى ذلك الانفجار إلى مقتل أحد الأشخاص المدنيين بعد إصابته بإصابات بليغة، كما تمت إصابة آسيوي ونقل إلى المستشفى لإسعافه.