شرعت كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي بتطبيق خطة رقمية لمواصلة نشاطاتها الأكاديمية ومواصلة إجراء مناقشات الأطروحات التي يناقشها طلبة الدراسات العليا من الدارسين بمختلف البرامج الأكاديمية على مستوى الماجستير والدكتوراه عن طريق المناقشة عن بُعد، وذلك تماشياً مع الظروف الصحية والاجتماعية الراهنة.

وقال عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي د.محمد الدهماني إن مناقشة رسائل الدكتوراه والماجستير بدأت بكلية الدارسات العليا مطلع الشهر الجاري وذلك عبر استعمال أحدث تقنيات التواصل الاجتماعي، حرصاً من الجامعة على مواصلة سير العمل الأكاديمية من تدريس وإشراف على البحوث والتي تندرج ضمن متطلبات الحصول على الدرجات العلمية كالماجستير والدكتوراه، موضحاً أن كلية الدراسات العليا سعت لمواكبة الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم في ظل جائحة فيروس كورونا، وبالتحديد في دول مجلس التعاون الخليجي التي ينتمي إليها طلبة الدراسات العليا بمختلف التخصصات الربوية والتقنية والطبية بالكلية وذلك لتمكين الطلبة الذين استكملوا كل الشروط من مناقشة رسائلهم عن بُعد من دون الحضور الشخصي للجامعة، خصوصاً في ظل رجوع معظم الطلاب إلى مقر إقامتهم ببلدهم الأصلي.

وأفاد الدهماني: "بعد الرجوع إلى مجلس الجامعة، أصدر مجلس الجامعة قراراً يسمح للكليات القيام بمناقشة الرسائل عن بُعد، حرصاً على عدم تأخير مصالح الطلبة، وإكمال المتطلبات الأكاديمية في وقتها، حيث واصلت الجامعة نشاطها التدريسي عن طريق التعليم عن بُعد منذ 29 مارس الماضي، أي بعد أسبوعين من بدء تطبيق الحجر الصحي"، معزياً ذلك إلى التجربة والإمكانيات التقنية بالجامعة والتي تمكنها من إجراء امتحان الطلبة عن بُعد بتمكن ودون صعوبات تذكر.



وفي هذا السياق، قامت كلية الدراسات العليا بتطوير خطة استثنائية لتأمين عملية التدريس أشرف عليها نائب عميد كلية الدراسات العليا في المجال التربوي أ.د.علاء الدين أيوب، شملت تدريس 64 مقرراً دراسياً مع تقديم الخدمات التعليمية الأخرى برسم معالم واضحة لإجراءات تكفل الانتقال من إعداد مقترحات البحوث ومراجعتها وصولاً لاعتماد خطط البحوث من قبل اللجان الأكاديمية عن بُعد، إلى جانب مناقشة الرسائل الجامعية بدءاً من متابعة تحكيم الرسائل الجامعية من قبل الممتحنين الخارجيين والداخليين وتحديد مواعيد إجراء مناقشة الرسائل الجامعية افتراضياً.

وأشار قائلاً: "بعد التواصل مع الممتحنين الخارجيين من دول الخليج العربي وخارج بلدان الخليج تم الاتفاق معهم على الجوانب التقنية والأكاديمية التي تضمن جودة المناقشات العلمية للأطروحات، وتم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية مناقشة أربع رسائل وأطروحات جامعية على مستوى الدكتوراه والماجستير باستخدام تطبيق "سكايب"، حيث جرت المناقشات بصورة ناجحة تماماً".

وأضاف الدهماني: "على الرغم من بعض الصعوبات التقنية البسيطة، تمكنت الكلية من معالجتها فوراً بدعم من قبل قسم تقنية المعلومات بالجامعة، حيث تمكن الطلبة المناقشون وأعضاء لجنة التحكم من إنجاز عملية المناقشة بكافة أبعادها حيث اشتملت على عروض لأبحاث الطلبة ومناقشة الطالب في أعماله والاستماع إلى الردود على الأسئلة المطروحة، فضلاً عن تحرير محضر جلسة المناقشة، إذ تمت هذه المناقشات الافتراضية بين الطلبة والممتحنين الخارجيين من البحرين والكويت والسعودية".

وأكد الدهمانى أن الكلية تحظى بدعم كبير من إدارة الجامعة التي نجحت في تحويل الجانب السلبي لهذه الأزمة الصحية إلى فرصة ومنحة لترسيخ الثقافة الرقمية في كل الجوانب الأكاديمية والإدارية في ظل التغير الجذري الذي يعيشه قطاع التعليم العالي في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أنه تمت جدولة عدد من المناقشات في الشهرين المتبقيين من السنة الدراسية 2019/2020، مشيداً بنجاح هذه التجربة التي تعكس العمل المؤسسي للجامعة وإصرارها على المضي قدما في تطبيق استراتيجيتها الخماسية منذ العام 2017 لتحويل الجامعة إلى جامعة مبتكرة .

من جانبه، قال نائب عميد كلية الدراسات العليا للمجال التقني أ.د.محمد عبيدو إن شروع كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي بالتعليم عن بُعد إبان هذه الجائحة العالمية يعكس مدى تقدم الجامعة ومواكبتها لطرق التدريس المبتكرة، موضحاً أن للتعليم عن بُعد جوانب إيجابية كثيرة، لكن الأمر لا يخلو من جوانب سلبية خصوصاً في المقررات التي تتطلب أعمالاً ميدانية أو مختبرية في ظروف التباعد الاجتماعي والإجراءات الوطنية التي تتخذها الدول، وقال: "إلا أن جامعة الخليج العربي بامتلاكها القدرة المهنية والتقنية على تقديم التعليم عن بُعد، وحرصها على مصالح الطلبة والعناية بشؤونهم الأكاديمية ودعماً لعملية التنمية الوطنية لم تدخر جهداً في تيسير عملية التعلم والدفع بها إلى الحد الأقصى"، متوقعاً أن تشهد الأيام والأشهر القادمة تطويراً مستمراً في تحسين الأداء وزيادة كفاءة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصال بهدف ضمان حسن سير العملية التدريسية عن بُعد وضمان جودة مخرجاتها من خلال تقييم موضوعي للأساليب والأدوات المستعملة فضلاً عن تقييم أداء الطلبة والمدرسين معاً.