"كورونا" تقلص عدد السياح 47% والإيرادات 55% بالربع الأول

تحتفي البحرين باليوم العالمي للسياحة، الذي يصادف 27 سبتمبر من كل عام، في ضوء إدراكها المتزايد لأهمية هذا القطاع الحيوي في تنويع مصادر الدخل ودعم التنمية المستدامة، في ظل تميزها بموروث ثقافي وحضاري وبيئي متنوع، جعلها وجهة مثالية للسياحة العائلية وعاصمة للسياحة العربية في ظل الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين .



ويأتي الاحتفاء بيوم السياحة هذا العام تحت شعار "السياحة والتنمية الريفية" مناسبة دولية مع استمرار تداعيات جائحة "كوفيد- 19"، وفي ظل توقعات المنظمة العربية للسياحة والاتحاد العربي للنقل الجوي في سبتمبر الجاري انخفاض الإيرادات السياحية عالمياً 68% خلال العام الحالي، مقارنة بعام 2019 بخسائر قيمتها 474 مليار دولار، وعربياً بنسبة 69.1% أي بنحو 28 مليار دولار في ظل تطلع دول العالم قاطبة إلى استعادة حركة السياحة والسفر العالمية مستوياتها ما قبل جائحة فيروس كورونا، ومواصلتها واستئنافها بشكلها الطبيعي كهدف رئيس نظراً إلى أهميتها في الاقتصادات العالمية.

إن مملكة البحرين، وهي تحتفي باليوم العالمي للسياحة، لقادرة على مواجهة التحديات، وتعزيز مكانتها المرموقة كوجهة سياحية إقليمية وعالمية من خلال منتوجها السياحي التراثي والتاريخي العريق، وإمكاناتها السياحية والحضارية الراقية، حيث تتميز المملكة بتوافر كافة المقومات لتعزيز مكانتها كوجهة إقليمية ودولية للسياحة المستدامة، وتنوع خدماتها ومنتجاتها السياحية والحضارية والأثرية والطبيعية، إضافة إلى موقعها المميز وتعدد منافذها بين جوية وبحرية وبرية بارتباطها مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية عبر جسر الملك فهد. وسجلت البحرين ارتفاعاً في عدد السياح القادمين إلى المملكة خلال العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى من 2.2 مليون سائح عام 1999 إلى أكثر من 11.1 مليون ‏سائح عام 2019 عبر مختلف المنافذ، 88% منهم عن طريق جسر الملك فهد، و11% عن طريق المطار، و1% عبر الموانئ البحرية، وأقاموا 13.2 مليون ليلة سياحية، بإيرادات سياحية قيمتها 1.5 مليار دينار، وارتفاع حجم الإشغال إلى 52% في فنادق الخمس نجوم، و45% في فنادق الأربع نجوم.

وتشير إحصاءات هيئة البحرين للسياحة والمعارض بسبب الظروف الاستثنائية الراهنة والقيود المفروضة على حركة السفر العالمية إلى تراجع عدد السياح بنسبة 47% والإيرادات بنسبة 55% خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وتسعى البحرين من خلال خططها لتنشيط القطاع السياحي ودوره في تنويع الاقتصاد الوطني، من خلال الحوافز التي تتيحها للاستثمارات، وتسهيل إقامة مختلف المشاريع، ومنها القطاعات المتصلة بدعم السياحة والترفيه، ومواصلة الهيئة جهودها الوطنية في تطوير النشاط السياحي، وفق إستراتيجية متقدمة أساسها "الوعي، والجذب، والوصول، والإقامة"، بما يخدم أهداف الترويج الاستثماري والسياحي للمملكة، بالتوافق مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030.

وتعول المملكة كثيراً على موقعها الجغرافي الإستراتيجي، وبنيتها التحتية الحديثة، وامتلاكها شبكة متكاملة للمواصلات والاتصالات، والتي اكتسبت زخماً كبيراً بتنفيذ مشروع توسعة مطار البحرين الدولي بكلفة 1.1 مليار دولار لرفع طاقته ‏الاستيعابية من 8 ملايين مسافر إلى 14 مليوناً سنوياً، ومشروع إنشاء جسر الملك حمد للربط مع السعودية، بموازاة جسر الملك فهد، الذي استقبل أكثر من 400 مليون مسافر منذ افتتاحه رسمياً في 25 نوفمبر 1986 حتى نهاية العام الماضي، وما يقدمه ميناء خليفة بن سلمان من خدمات.

وتتمتع المملكة بثروة متنوعة من سياحة تاريخية وأثرية، في ظل إدراج ثلاثة مواقع بحرينية، هي: "قلعة ‏البحرين" و"طريق اللؤلؤ" و"تلال مدافن دلمون" على قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة ‏اليونسكو، وغيرها من القلاع والمتاحف والمواقع الأثرية، وتنظيمها مهرجانات ثقافية وفنية مثل: ربيع الثقافة، وصيف البحرين، والأنشطة الفنية على مسرح البحرين الوطني، ورقي خدماتها الفندقية، وتقدم السياحة البيئية والبحرية والترفيهية فيها.

واكتسبت البحرين سمعة عالمية في السياحة الرياضية، بعد إنشاء حلبة ‏البحرين الدولية في عام 2004، واستضافتها سنوياً سباقات جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا1، وتحفيزها للرياضات المائية والبطولات الدولية لسباقات القدرة والفروسية والرجل الحديدي والقتال، وغيرها من الألعاب الفردية والجماعية، إلى جانب قدراتها التنظيمية المتميزة في سياحة المعارض والمؤتمرات المتخصصة في شؤون الطيران والدفاع والاقتصاد والتجارة والحدائق والفنون، ومتابعتها إنشاء مركز دولي جديد للمعارض والمؤتمرات، على أرض مساحتها 309,000 متر مربع، إلى جانب توافر العديد من المجمعات التجارية ومراكز الترفيه.