بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية، استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، هذا اليوم في قصر الصافرية، الشاعر محمد هادي الحلواجي، الذي تشرف بتقديم ديوانه الشعري (الحمديات) إلى جلالته، حيث تضمن الديوان جميع القصائد الشعرية التي ألقاها في جلالة الملك المفدى في مختلف المناسبات.

وأعرب حضرة صاحب الجلالة عن شكره وتقديره للشاعر محمد الحلواجي، وأشاد بالجهد الذي بذله في إعداد هذا الديوان الشعري القيم وما احتواه من قصائد وطنية مميزة، كما أثنى جلالته على قدراته في مجال الشعر وتفاعله مع كافة المناسبات، وعلى تجربته الشعرية الثرية باعتباره من الشعراء المتميزين بقصائده الوطنية المعبرة، متمنياً جلالته له دوام التوفيق في أعماله الشعرية القادمة.

معرباً أيده الله عن فخره واعتزازه بأبناء البحرين من الشعراء والأدباء وعطائهم وإسهاماتهم في إثراء حركة الشعر والأدب في مملكة البحرين.



ورفع الشاعر محمد هادي الحلواجي أسمى آيات التهاني والتبريك الى المقام السامي الكريم لجلالة الملك المفدى بمناسبة العيد الوطني المجيد وذكرى تولي جلالته مقاليد الحكم، وعظيم الشكر والامتنان على ما يحظى به من ثناء وتقدير من لدن جلالته، سائلاً المولى العلي القدير أن يحفظ جلالته ويرعاه ويمتعه بموفور الصحة والسعادة.

وأهدى الشاعر محمد الحلواجي جلالة الملك قصيدة بمناسبة تقديم ديوان ( الحمديات ) لجلالته أيّده الله هذا نصها .

زيْن الحروف وزين الشعر والكلمِ

غنّيتُ باسمك أبياتا مضمّخةً

إيّاك أعني بقولٍ لستُ أكتمهُ

أحلى من الشهْد عِندي حيث أنّ بهِ

لولا مهابتكم عندي لما اقتصرتْ

ولا اكتفيت ببحر الشعر منبسطا

أطلعتَ شمس حروفي من دجنّتها

ودَبَّتْ الروح في أرجاء قافيتي

أنتَ الذي في المعالي حُزتَ ذروتها

وأنت من لم تَجُدْ إلّا بمكرمةٍ

ولا تأخّرتَ يوما عند مسألةٍ

أحيَيْتَ بالجود ربْعا أنت عاهلهُ

تعوّدتْ كفّك المعطاء إنْ قُصِدتْ

كأنّها وهي تهمي ديمةٌ هطلتْ

تعطي القريب كما تعطي البعيد ولم

يا سيّدي إنَّ عندي بعض قافيةٍ

وقد علمتَ بأنّي غير مكترثٍ

هذي عَصايَ التي ما زلتُ أحملها

من يوم جدحفص والأيام شاهدة

ولي مآرب أخرى غير خافيةٍ

أمشي بها وهي عندي ليس متكأً

لمْ أسعَ فيها سوى بالخير مُحْتَسِبا

حتّى إذا ضاق بي أمرٌ لجأتُ إلى

فلمْ أجد منك إلّا فيض مكرمةٍ

أمّا عصايَ فقدْ ألقيتها ليرَوْا

ألقيتها لا لكي تأتي الذي صنعوا

وها أنا اليوم والخمسون قد ذهبتْ

أمشي الهوينا وئيدا غير مضطربٍ

ولمْ أزل أتباهى باسمكم أبدا

أنتم ربيع حروفي وهي دائمة الـ

ما شاب شِعري ولا شاخت حروفي إذْ

أنتم سناها وأنتم نور بهجتها

ولا تحرّكْتُ فيها قيد أنملةٍ

تزداد بُشرا إذا حطّتْ بساحتكمْ

يا سيّد الشعر إنّ الشعر مفخرةٌ

وإنْ بقى دعوةً للخير صادقةً

وذكر كلّ جميل منكمُ سمةٌ

تجمّلَ الشعر منكم إذ نطقتُ بهِ

ولن أصيخ سوى للخير متبعا

فاسمع فدتك أبا سلمان قافيةً

دانت لكم بجميلٍ منك متصلٍ

كأنّها وهي تُتلى في محافلكمْ

وما تكلفت فيها لحظة أبدا

عفو البيان يجىءُ الشعر منتظما

إليك يا سيدي جاءتك صادعة

دمتم ودامت بك البحرين آمنةً

ودمت يا سيدي عنوان نهضتها
وزين كلّ جميلٍ خطّه ُ قلمي

بالطيب إذْ حرفها للمكرمات نُمي

فطيب ذكرك عبق الورد في الأكمِ

خمر الحروف التي أجلو بها ألمي

هذي الحروف على الإيقاع والنغمِ

به البسيط الذي يحلو بكلّ فمِ

فأشرقت باسمكمْ كالنار في علمِ

كما يدبُّ دَبيبُ البرءِ في السقمِ

متوّجٌ بالعلى الموسوم بالكرمِ

ولمْ تقلْ غير خير القول والحِكَمِ

من طالبٍ حاجةٍ أو مُمْلقٍ وظمي

ومنْ أتاك بأمرٍ قطّ لم يُضمِ

ألّا تجود سوى بالعارض العرِمِ

بوابل الخير من هطّالة الديَمِ

تزددْ سوى بعطاءٍ غير منصرمِ

أكاد أكتمها خوفا من التّهمِ

إلا برأيكَ في بعدٍ في أمَمِ

منْ أوّل الشعر قبل الشيب والهرمِ

بأنّ لي مأْربٌ في الخير لم يُلمِ

على اللبيب الذكيِّ العاقلِ الفهِمِ

لكنْ بها أحتمي من زلّة القدمِ

ولمْ أهشّ بها يوما على غنَمي

حياض جودك كي أُروى من الشبِمِ

فنفحةٌ منك تروي غُلّة النسمِ

بأنّ سحرهمُ ضربٌ من الوهَمِ

لكنْ أميز بها دُرّي من الفحمِ

وأُلحقتْ أربعا تمشي بلا قدمِ

ولمْ تشبْ من حروفي نغمة الحُلِمِ

في كلّ محتفلٍ ، في كلّ مزدحمِ

إزهار في القرِّ أو في حمئةِ الضّرمِ

إكسيرها ذكركمْ في غيهب الظلمِ

والله لولاك لم تنطقْ ولمْ تَدُمِ

في لُجّة الحرف أو في مهمه الهممِ

وترتقي كارتقاء النّجم في السُدُمِ

للمرء إنْ لمْ يُحِدْ عنْ خُطّةِ القِيَمِ

وحافظا لعهود الناس والذمَمِ

بها يفاخر شعري كلّ متّهمِ

ولمْ أُصخْ لكلام الحاسد البَرِمِ

فيها خطاك التي تفضي إلى السلمِ

قد طاولت في ذراها أرفع القممِ

وبادرتْ للعلى تسعى بلا سأمِ

ضربٌ من السحر لا ضرب من الكلمِ

ليس التكلّف من طبعي ولا شيمي

كأنّه اللؤلؤ المنضود في النظمِ

بالحبّ لمْ تقترف شيئا من اللممِ

يرفّ فيها لواء الشكر والنعمِ

ودمت بيرقها المنصور في الأمَمِ