أكد الباحث راشد عيسى الجاسم رئيس البحوث بمركز الوثائق التاريخية أن « الحلقة الأولى من سلسلة الحلقات الوثائقية الذي بثتها صحيفة «الوطن» عن تاريخ سيادة حكم آل خليفة على شبه جزيرة قطر وجزر البحرين، يكشف النهضة العمرانية وما شملتها من تأسيس المنشآت العسكرية، وعلى رأسها قلعة «صبحا»، حيث كانت رؤية المؤسس الشيخ محمد بن خليفة الكبير بأن تكون قلعته بمواصفات برية بحرية في آن واحد»، مضيفاً أنها «تعد فكرة ملهمة تعدت حدود الزمان وجغرافيا المكان، فبدأ مشروعه الضخم بتحصين الإمارة بالأسوار، مع وجود أبواب للمدينة للتحكم فيها أمنياً، وربط القلعة بأسوار مع بوابات المدينة، وجعل قلعته تبعد بمسافة ميل إلى ميلين عن البحر، وأمر بحفر قناة من البحر إلى بوابة القلعة».

ونوه إلى أن «مجرد فكرة تأسيس قناة مائية من البحر إلى بوابة القلعة تحتاج لعمل مقارنات ومقاربات بحثية لهذا التطور في الهندسة المعمارية في تلك الحقبة التاريخية».

وقال: إن «القناة المائية كانت محاطة بالأبراج من بداية البحر وصولاً إلى القلعة، لكي يمنع المعتدي من الوصول إلى القلعة متى ما استدعت الحاجة، فأصبحت القلعة معدة للدفاع عن الإمارة براً وبحراً، وأما عن حجم قلعة صبحا فكانت بحد ذاتها أشبه بمدينة داخل الإمارة، والأمر الملفت بأن أساس القلعة كان عرضه خمسة أذرع، وهذا الأمر يوضح بأنها قلعة لها مواصفات متقدمة عن نظريتها في المنطقة».



في سياق متصل، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس النواب النائب محمد السيسي البوعينين أن «الفيلم الوثائقي الذي بثته صحيفة «الوطن» عن تاريخ سيادة حكم آل خليفة على شبه جزيرة قطر وجزر البحرين، يوثق الحقيقة التاريخية للزبارة وكيف حولها حكم آل خليفة إلى منارة علمية وتجارية شامخة»، مشيراً إلى أن «الشواهد التاريخية ثابتة رغم المحاولات العديدة لطمسها لإخفاء تلك الحقيقة».

وأضاف أن «الانطلاقة العمرانية والحضارية الأولى بدأت مع حكم آل خليفة لشبه جزيرة قطر وأي وجود أو عمران حالي هو نتيجة لحكم آل خليفة في المنطقة وتأسيسه للبنى التحتية للعلم والتجارة ناهيك عن القبول الكبير الذي وجده حكم آل خليفة من كبار القبائل والعشائر والعوائل وكسب ولاءاتهم، مع وجود العديد من الشواهد والوثائق التي تؤكد ذلك».

وأضاف السيسي أن «من أهم الشواهد بعد تأسيس الزبارة هو ما بثته صحيفة الوطن في الفيلم الوثائقي والذي تحدث عن تأسيس قلعة «صبحا»، والتي هي أحد مظاهر تعزيز استقلالية الدولة، ناهيك عن الأسلوب المتطور في بنائها وتحصينها لتكون حصناً منيعاً برياً-بحرياً».

وأكد «أن بقايا تلك القلعة تم طمسها وتسويتها بالأرض بأمر سياسي حيث كانت موجودة حتى ستينيات القرن الماضي، بشهادة الكثير من البحرينيين والقطريين الذين كانوا يزورون الزبارة في ذلك الوقت».

إلى ذلك شهد الفيلم الوثائقي الذي بثته الوطن أمس حول سيادة حكم آل خليفة على شبه جزيرة قطر وجزر البحرين انتشاراً واسعاً وحقق مشاهدات تخطت 5 آلاف مشاهدة في الساعات الأولى.