أعلن نادي روتاري المنامة مؤخرًا عن توقيع مذكّرة تفاهم مع جمعية البحرين للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل، وذلك لدعم برنامج التدريب الوظيفي الذي يهدف لتطوير مهارات الأطفال المُصابين بمرض التوحُّد. ويأتي هذا الدعم في إطار دعم النادي المستمر لأطفال مرض التوحد وانطلاقاً من مبدأه بترسيخ التكافل الاجتماعي بين النادي ومختلف فئات المجتمع.

هذا والتقى أعضاء مجلس الإدارة من كلا المؤسستين اليوم في مركز عالية للتدخل المبكر لمناقشة دعم نادي روتاري المنامة للبرنامج. كما قام الطرفان بالتوقيع على مذكّرة التفاهم الخاصّة بهذا الأمر، حيثُ يدعم النادي صف خاص للعلاج المهني للطلبة، والذي ياتي ضمن عدد من البرامج الأخرى التي سيتم عقدها من قبل مركز عالية للتوحد الشامل.

وسيقدم نادي روتاري المنامة الدعم والرعاية لهذا الصف عبر تزويده بالإحتياجات الأساسية اللازمة وتأثيثه. وسيركز صف العلاج المهني في مركز عالية للتوحد الشامل على مجموعة من المهارات الهامّة والتعلُّم عن طريق المُمارسة، وذلك في بيئة تعليميّة تمّ تصميمها لتحاكي بيئة العمل، بما يسمح للمشاركين المصابين بالتوحد أن يطوّروا مجموعةً من المهارات التي يمكن استخدامها في بيئة العمل لاحقاً. بالإضافة إلى ذلك، سيعمل البرنامج على إعداد الطلاب لمجال تجاري أو مهني معين يركز على التعلم العملي وتطبيق المعرفة.



ويأتي البرنامج ضمن مجموعة من البرامج والخدمات الفردية لتحليل السلوك التطبيقي (ABA) التي سيوفّرها المركز للأطفال والعائلات في جميع أنحاء البحرين. ولقد تم تصميم هذه البرامج، التي تستهدف الأطفال الصغار والشباب، ليتعلّموا من خلالها المهارات الأساسية التي يحتاجونها ليعيشوا حياةً مُنتجةً وسعيدة.

ويقوم مركز عالية للتدخل المبكّر بتطوير برامجه بشكل مستمرّ، ليتمكّن من الوصول إلى أعلى مستوى من الخدمات المُقدّمة. ويقومُ المركز بتقديم عدد من برامج العلاج المبنيّة على علاجات تحليل السلوك التطبيقي. وتُعتبر هذه العلاجات عنصراً مهمّاً في تطوير مهارات المشاركين المصابين بالتوحّد في مختلف النواحي العمليّة والاجتماعيّة.

وفي هذا السياق، علّقت الدكتورة الشيخة رانيا بنت علي آل خليفة، أمين عام جمعية البحرين للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل، قائلةً: "نود أن نعرب عن شكرنا وتقديرنا لنادي روتاري المنامة على مبادرتهم لدعم مهمتنا ورؤيتنا. ومن جانبنا، فإننا نبذل كلّ جهدنا لمساعدة المجتمع من خلال توفير مختلف الوسائل لتعليم الأطفال الصغار والشباب، ولتدريبهم حتى يتم دمجهم في المجتمع، وليتمكّنوا من أن يعيشوا حياةً مُنتجةً وسعيدة. إن التحدي الذي نواجهه اليوم هو تقديم أفضل تدريب ممكن لأكبر عدد من المصابين بالتوحُّد في مملكة البحرين، كما أننا نعمل بكلّ جهدنا لنتغلّب على القيود في الموارد، سواء كانت موارد بشريّة (المدرّبين) أو مالية. إن بناء الوعي هو نقطة الانطلاق بالنسبة لنا، وإننا نتطلّع لإقامة مثل هذه الفعاليّة في العام المُقبل."

وصرحت السيدة رؤيا باقر، رئيسة نادي روتاري المنامة، بالقول: “نود أن نشكر الدكتورة الشيخة رانيا بنت علي آل خليفة لمنح نادي روتاري المنامة الفرصة لأن نكون جزءاً من مركز التدريب الذي سيساعد الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة كالتوحد والصعوبات السلوكية في الحصول على فرصة لتعزيز مهاراتهم المهنية والاستعداد لسوق العمل في المستقبل. إننا سُعداء بالمساهمة في مثل هذا المشروع الرائع والمؤثّر."

وتهدف جمعية البحرين للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل لتوفير الفُرص لجميع الأفراد الذين يُعانون من مشاكل سلوكيّة ومشاكل في التواصل، بالإضافة لتقديم الدعم لعائلاتهم، ليتم دمجهم في المجتمع. كما أن الجمعيّة تهتمّ بشؤون التعليم، ومُراعاة مصالح هذه الفئات على جميع المستويات، بالإضافة إلى اهتمامها برفع مستوى الوعي المجتمعي، وقيامها بتطوير البحوث في هذا الشأن. وتعتبر الجمعيّة بأن هذه العناصر هي أهمّ ما تضطلع به وتسعى لتحقيقه.

ويُعتبر نادي روتاري المنامة جزءاً من روتاري العالميّة، وهو أوّل نادي عالمي للخدمة، ويضمّ أكثر من 1.2 مليون عضوًا من أنحاء العالم. ومنذ تأسيسه في عام 1965، حرص أعضاء نادي روتاري المنامة على المُشاركة في تقديم الدعم للمشاريع المجتمعيّة في المملكة، ويطمح النادي للمُساهمة في تلبية الاحتياجات المُجتمعيّة، وتقديم إضافة نوعيّة لأعمال التطوير المجتمعي.