في سعي الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لتمثيل مملكة البحرين في المحافل الدولية، شاركت الهيئة ممثلة بسعادة رئيسها التنفيذي الدكتور محمد إبراهيم العسيري، وسعادة المستشار الدكتور محمد جاسم العثمان في منتدى الإيسيسكو العالمي لعلوم الفضاء والذي نظمته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) والذي عقد في مدينة الرباط بالمملكة المغربية تحت شعار “معا من أجل استكشاف مستقبل علوم الفضاء”، حيث قام نخبة من المسؤولين والخبراء وصناع السياسات في مجال الفضاء، باستعراض الجديد في هذا المجال، مؤكدين أنه علم المستقبل، الذي يجب أن تستثمر فيه البشرية لتواجه التحديات الحالية والمستقبلية.

انطلق المنتدى بكلمة للدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، دعا فيها إلى ضرورة تعزيز الاستثمار في علوم وتكنولوجيا الفضاء، وأهمية إذكاء الوعي الجماعي، وبناء قدرات الشباب والنساء والفتيات لتعزيز مشاركتهم في أنشطة علوم الفضاء المتنامية، من أجل دعم جهود تحقيق الأهداف المشتركة للتنمية المستدامة على كوكب الأرض. وأوضح أن التقدم التكنولوجي الذي حققته الإنسانية في العقود الماضية، والذي أدى إلى طفرة في الاقتصاد العالمي، يتطلب مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، منوها بمحورية الدور الذي تعلبه تكنولوجيا علوم الفضاء في هذا المجال.

خلال الجلسة الرئيسية للمنتدى قدم سعادة الدكتور محمد جاسم العثمان، محاضرة بعنوان (رسم خارطة البحرين في الفضاء)، تناول من خلالها تجربة المملكة في مجال الفضاء ومراحل إنشاء الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، مرورا بإصدار السياسة العامة للفضاء للمملكة والخطة الاستراتيجية للهيئة والتي أقرهما مجلس الوزراء الموقر، شارحا السياسة العامة وأركانها الخمسة وهي الاستفادة من علوم وتقنية الفضاء لدعم التنمية وتواجد المملكة في الفضاء وتحقيق الريادة للمملكة في مجال الفضاء وخلق قطاع فضائي مستدام والمساهمة في استقرار وسلامة واستدامة بيئة الفضاء، كما تم استعراض الأهداف المتمثلة في بناء القدرات الوطنية والمبادرات التي تم تنفيذها ونشر الوعي من خلال الورش التقنية التعريفية والتدريبية والمسابقات وبناء بنية تحتية سليمة تشجع على قيام قطاع فضائي مستدام والاستثمار فيه وتلبية الاحتياجات الوطنية عن طريق توفير الصور والبيانات الفضائية وتنفيذ الدراسات والتحليل والتدريب، كذلك تأسيس علاقات دولية مع وكالات الفضاء العالمية والمنظمات الدولية والدخول في مشاريع مشتركة، والانضمام إلى المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تشجع على انخراط الدول في استكشاف الفضاء واستخدامه للأغراض السلمية.

من جانبه أشاد سعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري بحسن التنظيم وبالمشاركات المتنوعة والقيمة التي قدمها ممثلي الوفود المشاركة ومثمنا التوصيات التي صدرت عن المنتدى والتي تصب في اتجاه تعزيز الاستثمار البشري والمالي والتقني في مجال علوم الفضاء، مستشهدا بكلمة لسيد توماس زيليبر، المدير التنفيذي لمؤسسة الفضاء الأمريكية، المؤكدة على محورية علوم الفضاء لفهم التغيرات المناخية والمخاطر الطبيعية وتأثيراتها، والدور الأساسي لمبادرات جميع الفاعلين والشركاء والمؤسسات للمشاركة في الدفع بعجلة الابتكار والتكنولوجيا. وأضاف العسيري ان الدكتورة سيمونيتا دي بيبو، مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، قد أكدت في كلمتها على أهمية الاستثمار في علوم الفضاء للتغلب على التحديات، وتحسين مستوى الحياة البشرية، منوهة بمبادرات المجتمع الدولي في هذا المجال، وضرورة دعم جهود توظيف تكنولوجيا الفضاء من أجل ازدهار البشرية وتقدمها.

شارك في المنتدى وفود من 18 دولة وممثلين عن عدة منظمات دولية، وتناول المنتدى خلال جلساته دور وكالات الفضاء في بناء المعارف القائمة على تطبيقات علوم الفضاء، وأهمية علوم الفضاء في الحد من مخاطر الكوارث والأزمات الإنسانية والقضاء على الفقر. وقد تميزت النقاشات بفتح آفاق واسعة للتفكير في مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل للبشرية، عبر تعاون حقيقي في مجال علوم الفضاء وتطبيقاته والصناعات المرتبطة به.