شارك الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا رئيس هيئة الطاقة المستدامة في أعمال افتتاح الدورة الثانية عشر للجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA والتي عقدت عن بعد في نسختها الافتراضية الثانية بتنظيم من إمارة أبوظبي بدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، وذلك اتساقا مع الجهود العالمية للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد COVID-19 مع الحفاظ على وتيرة المسيرة التنموية الشاملة والجهود العالمية لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، خاصةً الهدف السابع منها المتعلق بالطاقة المستدامة والذي يشكل محور أساسي لأعمال الوكالة الدولية للطاقة المتجددةIRENA بالإضافة الى جهود التصدي للتغير المناخي.

ويأتي هذا الاجتماع ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة ويحضره عدد كبير من الوزراء وصناع القرار في مجال الطاقة المتجددة وما يفوق 1000 مشارك من اكثر و 167 من الدول الاعضاء في الوكالة من جميع انحاء العالم، بالإضافة الى حضور واسع لجلسات الجمعية العمومية واجتماعات الدورة من خلال قناة اليوتيوب التابعة للوكالة، ومملكة البحرين هي عضو دائم في هذه الوكالة الدولية منذ تأسيسها في عام 2009م، هذا وتم تعيين مملكة البحرين عضواً في لجنة المراجعة والتدقيق في الدورة المنعقدة، وهي إحدى اللجان الإدارية التي تتبع سكرتارية الوكالة وترفع تقريرها لرئيس الدورة للاعتماد.



وقد شارك الدكتور ميرزا بمداخلة في هذا الاجتماع تحدث فيها عن اعلان مملكة البحرين خلال مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف للتصدي للتغير المناخي COP26 والذي عُقِد في جلاسكو نوفمبر الماضي، عن اعتماد الهدف الوطني للوصول الى الحياد الصفري الكربوني بحلول 2060، وتبني المملكة مجموعة من الأهداف المرحلية والقصيرة المدى لتحقيق هذا الهدف الهام، ومن هذه الأهداف المرحلية هو هدف تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 30% بحلول عام 2035، وذلك من خلال العمل على مبادرات إزالة الكربون والاستثمار في مـبـادرات تعزيز كفاءة الطاقة، ومضاعفة الهدف الوطني لزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في المزيج الكلي للطاقة لتكون 20% بحلول عام 2035، وزيادة أشجار نبات القرم إلى أربعة أضعاف العدد الحالي، ومضاعفة عدد الأشجار بشكل عام في البحرين، بالإضافة إلى الاستثمار المباشر في تقنيات احتجاز الكربون، مؤكداً بأن هذه التوجهات إنما تعكس للعالم أجمع جدية الخطوات الحثيثة التي تتخذها القيادة الرشيدة لمملكة البحرين في مسيرة تحقيق التنمية المستدامة على المستوى الوطني والإقليمي والالتزام تجاه تفعيل دور المملكة في منظومة المجتمع الدولي في التصدي للتغير المناخي.

كما اعلن الدكتور ميرزا في مداخلاته بان مملكة البحرين استطاعت في نهاية العام 2021من تحقيق الاهداف الوطنية للطاقة المتجددة المقرر تحقيقها في عام 2025 والذي هو زيادة نصيب موارد الطاقة المتجددة في المزيج الكلي للطاقة بنسبة 5% أي قبل الموعد المحدد بأربع سنوات، واستعرض الشوط الكبير الذي قطعته مملكة البحرين في تحقيق مختلف جوانب استراتيجياتها المتعلقة باستدامة موارد الطاقة، وأبرز المبادرات والجهود التي تم إطلاقها على المستوى الوطني لتشجيع الاستثمارات في مشاريع الطاقة المتجددة وزيادة نصيب موارد الطاقة المتجددة في المزيج الكلي للطاقة، وضمَّن في كلمته الجوانب المميزة لهذه المبادرات التي تمكِّن مملكة البحرين من التغلب على التحديات الرئيسية في تبني مشاريع الطاقة المتجددة مثل محدودية المساحة، حيث تتوجه المملكة خلال العام 2022 للتوسع في مشاريع الطاقة الشمسية العائمة ومشاريع الطاقة الشمسية الموزعة على أسطح المباني كخيارات بالإضافة الى المشاريع المركزية الكبرى، بالإضافة الى الجهود المبذولة لمواكبة احدث التكنولوجيات العالمية في تقنيات الهيدروجين الأخضر وحلول التنقل المستدام بما فيها تشجيع استخدام المركبات الكهربائية والهجينة ومشاريع طاقة الرياح في المياه الساحلية والعميقة، بالإضافة الى إنشاء شراكات هامة مع القطاع الخاص على النطاق الوطني والإقليمي وذلك عن طريق مناقصات عامة واتفاقيات لجذب الاستثمارات الأجنبية، واستعرض كذلك جهود هيئة الطاقة المستدامة في أول سنتين تأسيسيتين لها كأول هيئة في مملكة البحرين تختص بالطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.

وأشار ميرزا في كلمته الى أهم المناقصات التي تم طرحها خلال العام الماضي لمشاريع الطاقة المتجددة، وعدد من المبادرات التجريبية لتوسعة حزمة استخدامات الطاقة المتجددة وتقنياتها في المشاريع البنية التحتية والمشاريع المدنية التطويرية التي تعتزم حكومة مملكة البحرين إعداد برامج وإستراتيجيات لتبنيها على مستوى وطني، بالإضافة الى المشاريع التطويرية للقطاع الزراعي، متطرقاً الى الالتفاف الوطني من كافة الجهات الحكومية حول تحقيق الأهداف المرجوة من خطط مملكة البحرين للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وبذلك تحقيق التزامات مملكة البحرين الوطنية والإقليمية والدولية المتعلقة بالطاقة واستدامة مواردها.

كما تضمنت كلمة الدكتور ميرزا في الافتتاح لمحة حول أهمية الطاقة المتجددة لدعم جهود التصدي للكوارث والمحافظة على الجهود التنموية، وذلك كما عكسته التجربة العالمية في مكافحة فايروس كورونا المستجد COVID-19 من حاجة لتكثيف الجهود وتسريع زيادة نصيب موارد الطاقة المتجددة والنظيفة لدعم إسهام الطاقة في الدفع بالقطاعات الأساسية الهامة الأخرى ومن دون التأثير سلباً على البيئة، منتهزاً الفرصة للوقوف عند الجهود الجبارة للفريق الوطني لمكافحة فايروس كورونا المستجد COVID-19 برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ورئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه والتي كانت موضع إشادة عالمية.