نظم مركز عبد الرحمن كانو الثقافي في يومي الأحد والثلاثاء الماضي وتزامنا مع يوم الشباب البحريني الملتقى الشبابي الأول بعنوان (الطالب الجامعي في زمن الجائحة) وشهدت حضور كوكبة من طلبة جامعة البحرين والجامعات الخاصة، وتبعتها محاضرة بعنوان (مخرجات الملتقى الشبابي الأول: الطالب الجامعي في زمن الجائحة) للأستاذة فاطمة الشاعر والأستاذ حمد الحسوني وأدار الحوار الأستاذ سلمان الحوطي.

وفي بداية اللقاء الأول طرح الأستاذ حمد الحسوني المحاور التي تمت مناقشتها في الملتقى وهي الطالب الجامعي أثناء الجائحة وما بعد الجائحة وماهي المعوقات والصعوبات التي واجهها الطلبة أكاديميا وصحيا ونفسيا. وقد تم في هذا اللقاء التحاور الفعلي وطرح أراء وأفكار الطلبة المشاركين بشكل فعال، حيث أثرى المشاركين في الملتقى من طلبة وأكاديميين اللقاء بالعديد من الأفكار ووجهات النظر التي واجهتهم على أرض الواقع. وقد أضاف الأستاذ الحسوني من واقع خبرته العملية العديد من التجارب والمعوقات التي واجهت الطلبة على أرض الواقع بعد انتهاء الجائحة وانتظام الحضور الفعلي. كما أضافت الأستاذة الشاعر في طرحها للعديد من الأنشطة التفاعلية الطريقة المثلى للتعامل مع المشاكل والمعوقات التي يواجها الطالب، حيث شارك الطلبة المشاركين في الملتقى في بناء نموذج أولى لطرح المشاكل الحقيقة والنجاحات الحقيقة والحلول والمرئيات المقترحة.

وفيما يخص مخرجات الملتقى التي تم طرحها في محاضرة المخرجات، استهلت الأستاذة الشاعر حديثها بذكر المنهجية التي تم اتباعها في الملتقى وهي منهجية التفكير التصميمي لأجل جمع البيانات والمعلومات التي تم استخدامها للطرح. حيث ذكرت أن منهجية التفكير التصميمي منهجية مستحدثة تتألف من أربع مراحل تبدأ بالتعاطف، تعريف المشكلة، ابتكار الأفكار، اعداد النموذج والتجربة، حيث تم عرض ما طرحه الطلبة المشاركين بالملتقى في كل مرحلة من مراحل المنهجية.



ثم ذكر الأستاذ الحسوني المحاور الأربعة التي تم العمل عليها في الملتقى ابتداء من التحديات والمشكلات المتعلقة بالدراسة عن بعد والحدود الفاصلة بين المنزل والبيئة الدراسية، حيث تم طرح المعوقات التي قد كانت تواجه بعض الطلبة ما قبل الجائحة من عدم توافر مواصلات مناسبة وصعوبة تنظيم الوقت. وأضاف الحسوني في خضم حديثه إلى الأمور التي سهلت تفعيل عملية التعلم عن بعد من تقديم شروحات مباشرة، تقديم شروحات مسجلة، انشاء مجموعات تفاعلية، اعداد المحتوى الخاص المعد مسبقا ومتابعة ومراسلة المعلمين للاستفسارات وغيرها الكثير. كما تم طرح العديد من المعوقات التي كانت في أصل عملية التعلم عن بعد مما واجهه الطلبة على أرض الواقع ومنها غياب التنسيق بين أعضاء المؤسسة التعليمية، تهيئة المعلمين للتعامل مع النطاق الالكتروني، صعوبة تأقلم البعض من الطلبة وتنظيم الوقت، صعوبة توفير بيئة مهيئة في المنزل للتعلم، كسر الخجل للتفاعل بين الطلبة في المراحل الأولى بالجامعة، وغيرها من الأمور التي واجهها بعض الطلبة. كما تم عرض استفتاء تم طرحه على مجموعة من طلبة الجامعة في بداية الجائحة يبين طريقة التعليم المفضلة حيث أجاب 73 بالمئة من الطلبة بتفضيل طريقة التعلم عن بعد و28 بالمئة أجاب بتفضيل التعليم المباشر، ليختلف الوضع عند طرح نفس الاستفتاء في الربع الأول من بداية العام 2022 فكانت النسبة 38 بالمئة فقط يفضلون خيار التعلم عن بعد.

وفي ختام حديثها أضافت الأستاذة الشاعر أن من أبرز التحديات المتعلقة بالتعلم والدراسة عن بعد واكتساب المهارات الاجتماعية في البيئة الجامعية التي تم التوصل اليها من الملتقى الشبابي كانت القصور في اكتساب المعرفة والمهارات التي تتطلبها بعض المقررات كالتمريض والهندسة، افتقار الطالب لبيئة التعلم الاجتماعية التي يتم من خلالها اكتساب مهارات التواصل والعمل والتعاون الاجتماعي، عدم القدرة على الانخراط في الأنشطة والمهمات والنقاشات الجماعية اثناء المحاضرات الافتراضية. وقد كانت أبرز التوصيات التي تم تلخيصها من الملتقى الشبابي هي دعوة الطالب الجامعي للتحلي بعادات النجاح والمسؤولية تجاه تعلمه واولوياته، دعوة الطالب الجامعي الى تطوير الذات من خلال التعلم الذاتي عبر الالتحاق بالورشات والدورات. وفيما يخص القائمين على التعليم فقد خلص الملتقى الى دعوة المختصين بالتعليم عن بعد لتطوير منهجيات وطرق التعليم والتعلم عن بعد فيتم ادماج المنهجيات المستحدثة في عملية التعليم مما يتمحور حول الطالب، والتركيز على بناء مهارات جاهزية العمل والتفكير الناقد، كما دعا الطالب الجامعي الى مشاركة قطاع الاعمال لخلق الفرص للطلبة الجامعيين للتدرب الفعلي لسد الفجوة، كما تمت دعوة المؤسسات التعليمية بإنشاء بشكل موازي دورات تدريبية لسد الفجوات التعليمية.

كما اختتم الأستاذ الحسوني حديثه بأهم التوصيات التي خلص اليها الملتقى الشبابي فيما يخص الصحة النفسية والجسدية للطالب الجامعي اثناء الجائحة حيث أوصى الملتقى بزيادة وقت الراحة بين المحاضرات، زيادة الأنشطة التفاعلية والحركية، التنظيم المسبق للمنهج وزيادة الانشطة النقاشية.