إرم نيوز

اعتبرت مجلة بريطانية متخصصة بشؤون النفط والغاز، أن الدول الأوروبية "فعلت ما تستطيع" لتجنب أسوء أزمة طاقة في تاريخها بعد قطع روسيا إمدادات الغاز، وأن ما عليها الآن سوى التمني بأن يكون فصل الشتاء المقبل معتدلا حتى لا تتفاقم المشكلة.

وأشارت مجلة "أويل برايس" في تقرير الثلاثاء، إلى أن "تلك الخطوات قد لا تكون كافية لأن فترة البرد الطويلة والرياح هذا الشتاء، من شأنها أن تهدد بتقويض كل الجهود وتجبر تلك الدول على اللجوء للتقنين أو الانقطاعات المتدرجة".

وقالت المجلة: "الحقيقة أن كل ما يمكن القيام به بشكل عملي لضمان إمدادات غاز بديلة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا ووقف موسكو لتدفق الغاز إلى جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقريبًا، قد تم إنجازه".

ولفتت إلى أن "ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا التي كانت أكبر مستورد للغاز من روسيا، رفعت مخزونها الكامل من الطاقة إلى 95% قبل أسبوعين من الموعد المحدد، وسط ملء بأعلى من المعتاد لمواقع تخزين الغاز في جميع أنحاء أوروبا".

وبشكل عام في الاتحاد الأوروبي، كان مخزون الغاز ممتلئًا بنسبة 92.37% اعتبارًا من الثلاثاء، مع امتلاء التخزين في ألمانيا بنسبة تزيد عن 96%، وهو هدف من المتوقع أن تصل إليه برلين بحلول بداية الشهر المقبل وفقا للمجلة.

الأخبار السيئة

وأضافت "أويل برايس": "سيكون الطقس هو العامل المحدد في مدى سرعة استنفاد الغاز في المخزون، لذلك تأمل أوروبا في الأفضل وتصلي من أجل شتاء أكثر اعتدالًا".

ونقلت عن وزير انتقال الطاقة الإيطالي روبرتو سينجولاني قوله: "باستثناء الكوارث، مثل الطقس شديد البرودة، إذا أبقينا الاستهلاك تحت السيطرة، فسنجتاز الشتاء بشكل عادي.. علينا فقط أن نأمل في ألا يحدث أي خطأ".

وأضاف الوزير: "لسوء الحظ بالنسبة لأوروبا، يمكن أن تسوء أشياء كثيرة، الشتاء شديد البرودة هو مجرد واحد من هذه الأشياء".

بدوره، أوضح أليكسي ميللر الرئيس التنفيذي لشركة "جازبروم" الأسبوع الجاري، أن روسيا قد تعلق صادرات الغاز إذا طبق الاتحاد الأوروبي حدًا أقصى لسعر الغاز الروسي.

وأشارت المجلة في تقريرها إلى أن "روسيا لا تزال تصدر الغاز إلى أوروبا عبر رابط واحد عبر أوكرانيا وعبر TurkStream".

ورأت أن حالة عدم اليقين الأخرى يمكن أن تأتي في الإمدادات من الصين، التي قيل إن مستورديها من الغاز الطبيعي المسال يجب أن يتوقفوا عن إعادة بيع شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا المتعطشة للغاز، في ما يمكن أن يكون ضربة للآمال الأوروبية في استمرار التدفقات العالية للغاز الطبيعي المسال مع اقتراب فصل الشتاء.

توفير الطاقة

ومن ناحية الطلب، من غير المؤكد كيف سيكون رد فعل المستهلكين الأوروبيين على الدعوات المستمرة لتوفير الطاقة عندما تنخفض درجات الحرارة وتقدم الحكومات مساعدات للأسر لمساعدتها على دفع فواتيرها المرتفعة، بحسب المجلة.

وقالت: "يرى بعض المحللين أن خطط دعم الفواتير المدعومة من الحكومة قد تثني المستهلكين عن التوفير في استهلاك الغاز والكهرباء".

وذكرت "أويل برايس" أن الأسبوع الأول من الشهر الجاري الذي كان أكثر برودة من المعتاد هذا الخريف أظهر فشل ألمانيا في اختبار توفير الطاقة.

وقال رئيس وكالة تنظيم الطاقة الألمانية كلاوس مولر: "دون مدخرات كبيرة، أيضًا في القطاع الخاص، سيكون من الصعب تجنب نقص الغاز في الشتاء".

واعتبرت المجلة، أن "تراجع الطلب بسبب ارتفاع أسعار الغاز، يساعد إلى حد ما في تحقيق وفورات في استهلاك الطاقة، لكنه يأتي على حساب تراجع التصنيع حيث اضطرت العديد من المصانع والصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة إلى تقليص الإنتاج أو إيقافه أو نقله".

وبسبب الأسعار المرتفعة للغاية وسوق الغاز الضيق للغاية، من المتوقع أن ينخفض استخدام الغاز الطبيعي في قطاع توليد الطاقة في أوروبا بنحو 3% هذا العام.

ونقلت المجلة عن تقرير وكالة الطاقة الدولية حول سوق الغاز الشهر الجاري، توقعه أن ينخفض الطلب على الغاز الصناعي بنسبة تصل إلى 20%.

وحذرت الوكالة والمحللون من أن شتاء 2023/2024 قد يكون أكثر صعوبة بالنسبة لمشتريات الغاز في أوروبا لأن أزمة الطاقة لن تكون "قصة شتاء واحد".