نشهد خلال هذه الأيام لحظات التخرّج الدراسية سواء من المراحل الثانوية أو من المراحل الجامعية عبر الدراسات العليا، وهذه المرحلة تعتبر من أخطر المراحل التي يمر بها الطالب الذي يمنّي النفس باقتطاف ثمرة الجهد والتعب بعد سنوات الدراسة والتحصيل العلمي، فمن الطبيعي أن يكون هم هذا الطالب هو البحث عن عمل والوظيفة التي تتناسب مع التخصص الذي قضى من خلاله سنوات الدراسة والجد والاجتهاد، وهنا يكمن دور ولي الأمر في دعم أبنائه وتوجيههم بعدم الاستعجال في اتخاذ القرار وكذلك عدم الشعور بالإحباط بسبب عدم وجود الشواغر أو حتى الوظيفة والتخصص الذي يحلم به الطالب المتخرج.
من الطبيعي عدم حصول الإنسان على كل ما يتمناه ويأمله، ولكن الطبيعي أن يستمر في البحث ومواصلة الجد في إيجاد الشاغر الذي يتناسب مع مؤهله وتخصصه عبر القطاعين العام والخاص، ولن يكون ذلك إلا بالدعم والتوجيه وكذلك المؤازة من قبل الوالدين والأسرة، مع ضرورة التحلي بالصبر في حال عدم توفر الوظائف، فزرع ثقافة عدم الاستعجال هي ثقافة وأسلوب من أساليب التربية، فأغلبنا لم يحصل على كل ما كان يتمناه، ومعظمنا لم يوفق بتحقيق الأحلام التي زرعناها في داخلنا أثناء سنوات الدراسة، ولكن الإصرار والجهد والرغبة يكفلون جميعهم تحقيق الأمنيات، والقبول بما هو متوفر في بعض الأحيان يكون بداية سلم وطريق النجاح الذي لن يكون مفروشاً بالورود بالتأكيد.
هناك تطور وازدهار في مجال العمل الخاص والمشاريع الشخصية، وهناك أدوات يمكن استغلالها لتحقيق النجاح بعيداً عن الوظائف وغيرها من الأساليب التقليدية، ولكن بحاجة إلى استغلال وبحاجة إلى توجيه ونضج ومعرفة بكافة الفرص المتاحة، فعلى سبيل المثال يمكن الاستفادة من خدمات تمكين التي تعمل على تمكين البحرينيين ليكونوا محركاً للنمو الاقتصادي للمملكة وإحداث التغيير في مؤسساتهم، وهي تفتح الأبواب أمام الأفراد المفعمين بالشغف سعياً وراء المشاريع الريادية التي يمكن أن تعزز من الابتكار والقدرة التنافسية والمرونة في السوق، فخدماتها تعتبر بداية الطريق نحو تحقيق النجاح ليكون الخريج صاحب عمل وليس موظفاً أو تابعاً لجهة ما، مما يتيح له الفرصة للتطور والنمو وقصص النجاح الدالة على ذلك كثيرة ومعبرة وملهمة.
«تمكين» جزء من الفرص المتاحة، وإن أمعنا النظر سنجد العديد من الفرص الأخرى، ولكن يبقى طريق استغلالها هي الثقافة التي يجب أن يتحلى بها الخريج وولي أمره، لذلك وسعوا مدارككم ولا تجعلوا ندرة الفرص سبيلاً إلى الإحباط، بل باباً على النجاح وتغيير الفكر العام والوصول إلى الغاية المنشودة بعد سنوات الدراسة والكفاح والتفوق.