قال سعادة وزير العمل والتنمية الاجتماعية، السيد جميل بن محمد علي حميدان، أنه على الرغم من تأثر الوضع الاقتصادي لمملكة البحرين بسبب انخفاض أسعار النفط خلال الفترة الماضية، إلا أن الاقتصاد البحريني لا يزال يحتفظ بقدرته على توليد فرص العمل المناسبة للمواطنين وذلك بفضل سياسات جذب الاستثمارات واستمرار المشاريع التنموية التي أثرت على مؤشرات سوق العمل بشكل إيجابي، والتي كان من أبرزها بقاء معدلات البطالة في حدودها الآمنة والمستقرة.

وأكد الوزير حميدان ان الفضل وراء تحقيق تلك النتائج الايجابية يعود الى تنفيذ السياسات الحكيمة للقيادة الرشيدة فقد شهد العام 2016 سلسلة من الخطوات والبرامج الداعمة للمحافظة على معدلات البطالة في الحدود الطبيعية المتعارف عليها دوليا، كان من أهمها تفضل مجلس الوزراء الموقر باعتماد "مشروع توظيف وتأهيل 15 الف بحريني" وذلك في 22 فبراير 2016، حيث شكل هذا المشروع المرحلة الثانية من "مشروع توظيف وتأهيل البحرينيين2"، الذي استهدف توظيف وتأهيل عشرة آلاف بحريني وحقق نتائج إيجابية مشجعة.

جاء ذلك بمناسبة صدور التقرير الاحصائي الفصلي لوزارة العمل و التنمية الاجتماعية حول مؤشرات التوظيف والتأمين ضد التعطل والتدريب للعام2016، واعتمده مجلس الوزراء الموقر في جلسته الاسبوعية يوم الاثنين الماضي.



وأضاف سعادة وزير العمل و التنمية الاجتماعية، موضحاً انه منذ صدور هذا التقرير الاحصائي لأول مرة وحتى اختتام العام 2016، تعززت القناعة بأهمية اعداد ونشر احصاءات ومؤشرات سوق العمل في مملكة البحرين و اطلاع كافة المسئولين والمهتمين عليها، سواء داخل المملكة أو خارجها، وبصورة منتظمة وشفافة.

وقال الوزير حميدان ان الوزارة قد قامت في العام 2016 بانتهاج سياسة جديدة متطورة في عمليات التوظيف عبر تنظيم معارض التوظيف المتخصصة، والتي تستهدف توفير فرص نوعية ووظائف ذات جودة وقيمة مضافة وذات مردود مالي مجزي لتحقيق الاستقرار الوظيفي للعامل البحريني، حيث توفر المعارض فرصة مناسبة لأصحاب المنشآت المتشابهة في النشاط للتنافس فيما بينها لعرض الشواغر المطلوبة لديها تحت سقف واحد، والاستفادة من الخدمات التنظيمية وبرامج الدعم المقدمة من الوزارة، كما تتيح المطابقة المباشرة بين الشواغر المعروضة والباحثين حسب تخصصاتهم، وتوفير الفرصة للباحث عن عمل وصاحب العمل لاختيار ما يناسبه، حيث تم تنظيم اربعة من معارض التوظيف النوعية المتخصصة، تمثلت في معرض التــــــوظيف في قطاع السيارات (23 - 24 فبراير)، ومعرض التوظيف في القطاع الإداري والاشرافي (8 - 9 مايو)، ومعرض التوظيف لذوي الإعاقة (20 سبتمبر) ومعرض التوظيف في القطاع التعليمي (28-29 سبتمبر)، خاصة و ان هذه المعارض تعتبر من أهم الأنشطة التي توفر فرص العمل المناسبة للمواطنين من خلال اللقاء المباشر بين ممثلي مؤسسات القطاع الخاص و الباحثين عن عمل.

وحول بيانات التوظيف التفصيلية، قال سعادة الوزير ان إجمالي المتوظفين قد بلغ 22117 مواطنا خلال العام 2016، وبلغت نسبة توظيف الاناث من إجمالي المتوظفين خلال العام 2016 عند 37%، بارتفاع ملحوظ بمقارنة بنسبة 20% في العام 2014 ونسبة 25% في العام 2015م، وبخصوص المتوظفين الجدد (يعملون لأول مرة) من إجمالي المتوظفين في القطاع الخاص في العام 2016 فقد بلغ عددهم 6328 متوظفاً، ونسبة الإناث شكلت 45% من إجمالي الموظفين الجدد.

كما تجدر الاشارة الى انه ضمن توجه الوزارة لإيجاد الحلول المناسبة لزيادة إدماج المرأة في سوق العمل عبر برنامج العمل الجزئي للإناث، فقد تم خلال الفترة من يونيو 2015 إلى ديسمبر 2016 تم توظيف 1719 مواطنة ضمن برنامج العمل الجزئي للباحثات عن عمل في 767 منشأة.

ويشير التقرير الى أن المعدل السنوي العام للبطالة في العام 2016 قد بلغ نسبة 4.0%، ويعتبر هذا المعدل مستقراً وضمن الحدود الطبيعية والآمنة، مقارنة بمعدل البطالة في العامين 2015 و2014، وذلك بفضل استمرار قدرة سوق العمل في المملكة على توليد فرص العمل المناسبة للمواطنين.

وإضافة الى مؤشرات التوظيف الايجابية، يشير التقرير الى أن معدل العاطلين الشهري في الاعوام الثـــــــلاثة المذكورة ظل في المستويات المعتادة.فقد بلغ معدل العاطلين 7414 باحثاً عن عمل في العام 2014، ومعدل 6946 باحثاً عن عمل في العام 2015، ومعدل 7942 باحثاً عن عمل في العام 2016م. كما يلاحظ ان حوالي ثلثي العاطلين تتراوح اعمارهم بين 20-29 سنة.

وأوضح سعادة وزير العمل والتنمية الاجتماعية انه بالنسبة لتصنيف المهن الرئيسية التي حصل عليها المتوظفون في العام 2016 ، فيلاحظ أن مجموعة المهن الحرفية والإنتاجية والنقل والمواصلات (مثل مراقبو ومشرفو العمل والعاملون في الإنتاج كالنجارة والكهرباء ومشغلو الآلات وسائقو المركبات والعمال) استحوذت على النسبة الأكبر من المتوظفين. فقد شكلت هذه المجموعة نسبة 26% من مجموع المهن، تلتها مجموعة المهن الكتابية (مثل كتبة الحسابات وأمناء الصندوق والسكرتارية وكتبة الاستقبال ومهنة المخلص الجمركي) بنسبة 23%، ثم المهن العلمية والفنية (مثل العاملون في مجال الطب والتعليم والقانون والاخصائيون والفنيون في مجال الهندسة والمحاسبة) بنسبة 17 %.

وفيما يتعلق بالشواغر الوظيفية المتوفرة في بنك الشواغر بالوزارة فقد بلغ عدد الشواغر الوظيفية 5885 وظيفة شاغرة في العام 2016. وفي حين شكلت الشواغر المخصصة للإناث نسبة 14% من اجمالي الشواغر في العام 2016، وبلغت النسبة المخصصة للجنسين 42%، وحصل الذكور على نسبة 44% المتبقية، ما يعني ان 56% من الشواغر متاحة للإناث.

وبالنسبة للشواغر المعروضة حسب المؤهلات المطلوبة فيلاحظ أن نسبة 53% منها مخصصة لحملة الشهادة الثانوية، تليها البكالوريوس بنسبة 32%، تليها الدبلوم بنسبة 8% وأخيراً خصصت 7% من الشواغر للمؤهلات الأقل من الثانوية وذلك في العام 2016.

وتشير البيانات المتعلقة بأجور المتوظفين خلال الاعوام 2014 و 2015 و 2016 الى ارتفاع المتوسط العام للأجر الشهري للمتوظفين في القطاع الخاص خلال العام 2016 إلى 433 ديناراً مقارنة بمبلغ 419 دينارا في العام 2015 و363 دينارا في العام 2014، كما تظهر البيانات ارتفاع الأجر الشهري بحسب المؤهل الذي يحمله الباحث عن عمل، ففي 2016، بلغ متوسط الأجر الشهري 747 دينارا بحرينيا للمتوظفين من فئة حاملي البكالوريوس واكثر، بينما انخفض الى 303 دنانير بحرينية لذوي المؤهلات الأقل من الثانوية، وهذا دلالة على ان جهود الوزارة في ضمان ان لا يقل أجر الجامعي عن 400 دينار في الشهر قد اتت ثمارها وساهمت في رفع متوسط الرواتب الشهرية لإجمالي البحرينيين المؤمن عليهم في القطاع الخاص، حيث تشير بيانات الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي إلى ارتفاع متوسط الراتب الشهري للبحرينيين في القطاع الخاص في العام 2016 إلى 690 ديناراً مقارنة 674 ديناراً في العام 2015 و663 ديناراً في العام 2014م.

وفي مجال التدريب فقد بلغ إجمالي عدد المستفيدين من الباحثين عن عمل من البرامج التدريبية التي تقدم بشكل مباشر من قبل الوزارة، عدد 2208 مستفيداً خلال عام 2016، مصنفين من حيث الجنس الى 803 ذكور و 1405 اناث، ووصل عدد المتدربين الذين انهوا التدريب إلى 1450 متدرب، في حين بلغ عدد الداخلين الجدد 758 متدرب. وشهد عام 2016 انخفاضاً في أعداد المتدربين الذين يتدربون تحت إشراف الوزارة وذلك بعد انتقال مسئوليات المجلس الأعلى للتدريب المهني الى صندوق العمل (تمكين) في العام 2015م. لكن اعداد المتدربين ارتفعت خلال الربع الرابع من العام 2016 بعد التوصل إلى برامج وآليات مشتركة بين الوزارة وصندوق العمل تمكين حول برامج التدريب، وسوف تظهر نتائج ذلك في الفترات القادمة.

وفيما يتعلق بإعانة التأمين ضد التعطل، التي تدفع للباحثين عن عمل ممن لم يسبق لهم العمل، فقد بلغ إجمالي عدد مستحقي إعانة التأمين ضد التعطل 10040 مستحقا خلال عام 2016، وبنسبة انخفاض تبلغ 9% مقارنة بعدد 11083 في العام 2015 وبنسبة انخفاض تبلغ 20% بالمقارنة مع عدد 12584 فرداً في العام 2014م.

وبالنسبة لمستحقي تعويض التعطل، الذي يدفع للذين يفقدون أعمالهم لأسباب خارجة عن إرادتهم، فقد شهد العدد انخفاضاً طفيفاً في العام 2016 مقارنة بالأعوام الماضية، حيث بلغ عدد المستحقين في العام 2016 عدد 1671 فرداً يشكلون نسبة تقل عن 1% من إجمالي القوى العاملة الوطنية، مقارنة بعدد 1682 فرداً في العام 2015 وعدد 1719 فرداً في العام 2014م، وذلك يعد مؤشرا على استقرار سوق العمل في المملكة وتراجع معدلات الفصل من العمل، فضلا عن الانخفاض الملموس عن المعدل الشهري الذي كان سائداً في السنوات السابقة، في حدود 600 حالة شهرياً، مما يعكس مدى تحسن الامن الوظيفي واستقرار العمالة الوطنية.

واختتم سعادة وزير العمل والتنمية الاجتماعية السيد جميل بن محمد علي حميدان تصريحه قائلاً ان إجمالي القوى العاملة الوطنية 196666 مواطناً في العام 2016، وهو حاصل جمع إجمالي عدد العاملين البحرينيين في العام 2013 والبالغ 188724 مـــواطناً بحسب بيانات الجهاز المركزي للمعلومات (والذي يتضمن بدوره عدد العاملين البحرينيين طبقاً لبيانات هيئة تنظيم سوق العمل، المستندة إلى بيانات الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، إضافة إلى باقي العاملين غير المؤمن عليهم لدى الهيئة مثل العاملين لحسابهم الخاص وسواق الأجرة وأصحاب رخص الصيد والمزارعين)، مضافاً إليه معدل عدد العاطلين الشهري خلال العام 2016 والبالغ 7942 باحثاً عن عمل. وعليه فقد بلغ المعدل السنوي العام للبطالة 4.0% في العام 2016.