الشرق الأوسط

صدمت حادثة جديدة المجتمعَ الياباني، إذ طُعنت فتاة مراهقة حتى الموت على يد جدها المسن.

ففي محكمة بغرب اليابان الشهر الماضي، اعترف سوسومو توميزاوا (88 عاماً) بقتل حفيدته تومومي (16 عاماً) منذ ما يقرب من عامين، لكنه، كما قال، لا يتذكر قيامه بذلك.



يعاني توميزاوا من مرض ألزهايمر، وهو اضطراب عصبي يدمر الخلايا العصبية ويقلص مناطق في الدماغ. وفي المحكمة، قال محاموه إنه لا ينبغي تحميله المسؤولية الجنائية لأن مرضه يسبب الخرف، وهي حالة تتسم بالعجز الإدراكي المتعدد مثل فقدان الذاكرة. وقالوا: «كان مجنوناً في ذلك الوقت بسبب الخرف وتعاطي الكحول... وبالتالي فهو غير مذنب».

لكنّ المحكمة في مدينة فوكوي اختلفت مع ذلك، ففي 31 مايو (أيار)، حُكم على توميزاوا بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف بتهمة القتل العمد.

صدمت هذه القضية الكثيرين في اليابان -وهي دولة يرتفع فيها عدد مرضى الخرف المسنين، حسبما ذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

واستمعت المحكمة إلى أن توميزاوا الذي كان يعيش مع تومومي في منزله بمدينة فوكوي، وذكرت الشبكة الأميركية تفاصيل الحادث، إذ إنه في ليلة 9 سبتمبر (أيلول) 2020، دخل الجد وحفيدته في جدال انتهى بقتله المراهقة طعناً بسكين، وفور الانتهاء من الجريمة اتصل الجد بشقيق الضحية وأخبره أنه وجد جثتها ملطخة بالدماء.

وكانت حالة توميزاوا العقلية محل جدل خلال المحاكمة، حيث أشار الفريق الذي يمثل القتيلة إلى أنه كان واعياً عندما ارتكب جريمته وارتكبها قصداً وعن عمد.

وأصدر أطباء أخضعوا توميزاوا للتقييم تقريراً أكدوا فيه أنه قادر على التحكم في أفعاله، ولديه القدرة للحكم على الصواب والخطأ، وبعد ذلك، أصدر القاضي يوشينوبو كاوامورا حكمه الذي أقر بأن توميزاوا يعاني ألزهايمر، لكنه قادر على تقييم أفعاله، وبالتالي فهو مسؤول عنها.

وعقب إصدار الحكم، انقسمت آراء المجتمع الياباني وخصوصا الأطباء بين مؤيد ومعارض، حيث أكد فريق أن توميزاوا مسؤول عن أفعاله، بينما عدّ آخرون الحكم غير عادل نظراً لمعاناة القاتل مرضاً عقلياً.

وتشير الأرقام الحكومية إلى أن هناك أكثر من 4.6 مليون شخص في اليابان يعانون الخرف. وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن ربع السكان في اليابان أعمارهم فوق الـ65 عاماً.

وتعد الجرائم العنيفة التي يرتكبها اليابانيون المصابون بالخرف نادرة، لكن عام 2014 خنق رجل يبلغ من العمر 72 عاماً مصاباً بالخرف، امرأة تبلغ من العمر 82 عاماً، وحُكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات مخففة بسبب وضعه الصحي.