تتميز الأزياء التي يعتمدها الملك تشارلز الثالث بأسلوب فريد، أكسبه لقب صاحب أفضل إطلالات في العالم، فهو عكس والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، لا ينوّع في ألوان الملابس التي يختارها.

ويتولى أفضل المصممين البريطانيين تصميم ملابس الملك تشارلز الذي يظهر بأناقة مطلقة، مستخدمين أجود الأقمشة، فيما ينتعل الملك أحذية من تصميم أبرز صانعي الأحذية في المملكة المتحدة. وتختلف الأزياء التي يرتديها العاهل البريطاني الجديد بحسب كل مناسبة، فمن بين الملابس التي يعتمدها مثلاً بزة بثلاث قطع.



وأُسند إلى فريق كبير من المساعدين في القصر مهمة اختيار ملابس الملك، أحياناً لمرات عدة في اليوم الواحد. وتذكر سيرة ذاتية نُشرت حديثاً أن أحد أعضاء هذا الفريق مسؤول حتى عن ربط أحذية تشارلز.

وسنة 2009، أعطته مجلة "إسكواير" لقب صاحب أفضل إطلالات في العالم، إلا أن ردة فعل الملك أتت ممازحة قائلاً إن هذا التصنيف اعتمدته المجلة لتزيد نسبة مبيعاتها.

وفي إحدى الحفلات ضمن فعاليات أسبوع الموضة في لندن عام 2012، وصف أسلوبه في الأزياء بأنه "من زمن غابر"، ما جعله يتحول "من الرجل الأكثر أناقة إلى الرجل ذي الإطلالات الأسوأ". لكنه أشار من ناحية أخرى إلى أنه "يولي اهتماماً بتفاصيل إطلالاته وتنسيق الألوان فيها".



وبعدما كان أسلوبه لسنوات لا يتماشى مع الموضة، أصبح تشارلز يعتمد أزياء تتميز بمجاراتها كل العصور.

جوارب قصيرة وربطة عنق

ويظهر تشارلز في صور تعود إلى طفولته مرتدياً سروالاً قصيراً مع ربطة عنق مرفقة أحياناً بسترة. وفي اسكتلندا، كانت العائلة المالكة تعتمد الإزار الاسكتلندي الذي أضافه تشارلز إلى إطلالاته منذ أن كان في ريعان شبابه.

ولجأ تشارلز مع بلوغه الثامنة عشرة إلى أسلوب رياضي معتمداً قمصان البولو، وهو ما لاقى استحسان الشابات حينها.

ويحب الملك تشارلز إضافة الإكسسوارات إلى إطلالاته، كالنظارات الشمسية وأزرار الأكمام، وحتى إضافة ربطة عنق ضخمة على شكل فراشة.

ويضع الملك تشارلز في أحد إصبعيه الصغيرين خاتماً، فيما يعتمد منذ عقود تسريحة الشعر نفسها التي لا تشوبها شائبة.



ولا يمانع تشارلز عندما يسافر في اعتماد التقاليد الخاصة بكل بلد. فسنة 2014، ارتدى خلال زيارته السعودية زيها التقليدي عندما كان يحاول أن يؤدي العرضة.

وسنة 1977، ارتدى خلال زيارة إلى غانا غلالة طويلة مخططة، فيما ظهر في رحلة إلى أفغانستان في مارس 2010 متربعاً على سجادة ويرتدي زي التمويه العسكري.



إلا أن الملك يمانع بشكل قاطع ارتداء الملابس الخاصة بركوب الدرجات الهوائية والمصنوعة من القماش المطاطي في إنجلترا. وفي حدث خيري نُظم في يونيو 2021، ظهر تشارلز على دراجة هوائية قديمة مرتدياً بزة وربطة عنق وحذاءً رسمياً. وقال إن اعتماد "بزة من القماش المطاطي هو بمثابة كابوس".

وفي سن الـ73، يعتمد الملك تشارلز بزات مزدوجة الصدر بألوان فاتحة مع منديل حريري يختلف دائماً عن ربطة العنق. وعندما يكون في أراضيه، يظهر بصورة صاحب الأرض النبيل، واضعاً يديه في الجيوب الضخمة لستراته القطنية من نوع "باربور".



أما في المناسبات المهمة، فينبغي رسمياً ارتداء الزي العسكري، على غرار ما اعتمده الملك خلال ظهور أفراد العائلة المالكة على شرفة قصر باكنغهام أو عند التقاط صورة رسمية له لمناسبة بلوغه سنواته الستين، إذ ارتدى آنذاك الزي الاحتفالي الأحمر لحرس ويلز مع ميداليات على صدره وسيف ذهبي على الحزام.

ويملك تشارلز الذي لطالما واجه انتقادات بسبب إنفاقه الزائد، مئات البزات، وقد صممت عدداً كبيراً منها علامة "أندرسون أند شيبرد" في لندن. ويُعتبر التصميم الذي تصنّعه هذه العلامة التجارية مريحاً وأنيقاً في آن، وتشير مجلة "جي كيو" للأزياء الرجالية إلى أنّ من يرتدي هذه البزات "يشعر براحة كبيرة وكأنه في ملابس النوم".

وخلال السنوات الأخيرة، أولى تشارلز، وهو مدافع بارز عن البيئة، اهتماماً لتحسين صورته كشخص مسؤول بيئياً، مؤكداً أنه لا يحبّذ رمي أي من أغراضه.

وفي حفلة زفاف نجله هاري وميغن ماركل عام 2018، ارتدى معطفاً بلون رمادي فاتح يعود إلى عام 1984.



وقال في حديث إلى مجلة "فوغ": "ما دام المعطف مناسباً لقياسي.. أرتديه بضع مرات فقط خلال السنة"، مضيفاً أنه لا يتخيل كيف لمعطف جديد يرتديه في هذه السنّ أن يكون "مختلفاً تماماً".

ويظهر الملك منذ سنوات بمعطفين لا ثالث لهما، واحد مزدوج الصدر مصنوع من قماش التويد، والثاني بلون الكراميل.



ويقول ميشال فور، وهو مؤلف كتاب يتناول سيرة الملك تشارلز، إن "خياطي الملك يحتفظون بقطع قماش كبيرة ربما لإصلاح ملابسه إن احتاجت لذلك".

وفي السنة الماضية، عقد الملك شراكة في عالم الأزياء المستدامة، في مشروع هو عبارة عن مجموعة من الأزياء الراقية بيعت إلكترونياً بعدما صممها ستة طلاب يدرسون تصميم الأزياء في إيطاليا وتولى تنفيذها في اسكتلندا ستة شبان تلقوا تدريبات على التقنيات التقليدية في جمعيته الخيرية التعليمية "ذي برينسس فاوندايشن".