بتول خالد إبراهيم – طالبة إعلام بجامعة البحرين

الساحة الفنية بمملكة البحرين يزيد انتعاشها بين فترة وأخرى، وذلك لجهود الهامات الكبيرة من أعضائها العاملين بحرصهم الدائم لإضافة كل ما هو جديد ومميز، ليتقبله المتلقي بالاقتناع بفكرته أو الإعجاب بالأداء، ومن الشخصيات التي أثّرت في الساحة الفنية بالأعمال المتميزة، الممثل القدير المخرج المتألق الأستاذ جمعان الرويعي. وكان لنا معه هذا اللقاء:

عرفنا عن نفسك؟



- أنا جمعان صالح حسن الرويعي، من مواليد المنامة ونشأت بالمحرق، من مواليد 1969، لدي ابن اسمه صالح وابنة اسمها علياء، مجال التمثيل كان حلمي منذ الصغر ووصلت لمرحلة التواجد في الساحة باسمي كجمعان الرويعي ممثل أو مخرج.

متى بدأت مسيرتك الفنية؟

- في سنة 1981، كنت في الصف السادس الابتدائي، وفي مرحلة الإعدادية شاركت في مسرحية اسمها "باسمة والساحر"، هذه المسرحية أول انطلاقة لي وكانت بالصدفة، ولكنها صدفة جميلة، من يوم صعدت على خشبة المسرح لم أترك الفن والآن أتممت 42 سنة في مجال الفن.

من شجعك على خوض غمار الفن؟

- في البداية كان الحلم منذ الصغر لشدة حبي للتمثيل بحكم الأعمال الخليجية وسينما المحرق، كنت أشاهد الأفلام الهندية والأجنبية فكان حلمي أن أصبح ممثلاً. حتى جاءت الفرصة من الأستاذ صالح الفضل رحمه الله في مدرسة عثمان بن عفان حين اكتشف موهبتي في التمثيل وقام بترشيحي لمسرحية، الأستاذ صالح أخذ بيدي وكل من حولي رآني كممثل على المسرح، كطفل في تلك الفترة الجميع كان يذكر أنني ممثل جيد وتلقيت التشجيع من جميع الناس أن أستمر في هذا الوسط وكان من الممكن أن تكون هناك فرص تبعدني عن هذا المجال والفن، ولكن أينما أذهب الناس تخبرني. "أنت ممثل، أنت فنان، أنت طاقة"، وأيضاً الاحتكاك العملي هو أكبر منطقة لتعلم الكثير بها.

من هو أفضل المخرجين الذين تعاملت معهم؟

- كل مخرج له طريقته وأسلوبه وجميعهم لهم دور في إبراز طاقة جمعان الرويعي، عملت مع مخرجين من الخليج وفي الوطن العربي، تعلمت من الجميع والجميع أضاف لجمعان، لدي مراحل مميزه مثلاً مع المخرج أحمد يعقوب المقلة من خلال مسلسل فرجان الأول، ومسلسل البيت العود أيضاً إلى أن أصقلنا بالموهبة مع بعض في مسلسل سعدون، وله دور مهم في حياتي، نحن تربينا مع بعض في الفن هو كمخرج وأنا كممثل، كنت أمثل من قبل لكن هذا هو أول عمل تلفزيوني قام به وكانت هنا بداياته في الإخراج، فمشينا مع بعض رفقاء درب في هذا المجال فهو الأقرب لي، وأيضاً استفدت من الأستاذ مجدي أبو عميرة من كبار المخرجين في الوطن العربي في مصر عملت معه من خلال مسلسل أولاد بوجاسم ومسلسل شقة الحرية وبالفعل أخرج طاقتي بشكل سليم وأريحية تامة، وقاموا بتعليمي عالم الإخراج فالحمد لله علاقتي مع المخرجين في أحسن ما يكون.

عرفنا عن هواياتك وكيف تقضي وقتك؟

- لدي هوايات متعددة هي قراءة الأخبار أحياناً والذهاب للبحر لاصطياد السمك ولعبة كرة القدم هذه الهوايات الرئيسة بالإضافة إلى هوايات أخرى مثل الموسيقى، أحب قضاء وقتي في الهدوء واللقاءات والمشاريع والتفكير في الأعمال القادمة، أفكار جديدة.

ما هو أقرب دور لقلبك؟ ولماذا؟

- جميع الأدوار التي قمت بها قدمتها بجهد وإخلاص واهتمام وأعطيتها نفس القيمة سواءً كانت بطولة أو دوراً ثانوياً أو مشهداً كضيف شرف، جميعهم مقربون لي، ولكن بالتأكيد هنالك أدوار أثرت في الناس مثل شخصية سعدون بحيث يعاملونني كسعدون وليس كجمعان وهنالك شخصيات لها محطات مؤثرة في حياتي كشخصية سلمان في مسلسل نيران ومسلسل شقة الحرية الذي كان على مستوى الوطن العربي وهو أول إنتاج لمحطة إم بي سي ومن خلاله حصلت على جائزة تقديرية في مهرجان الإذاعة والتلفزيون في القاهرة. أيضاً شخصية جاسم في فيلم الشجرة النائمة من الشخصيات التي أحببتها وتقمصت الدور وكنت مرتاحاً في أدائه وهنالك أدوار مقربة لي لا أستطيع التمييز بينهم.

هل عانيت من التصاق شخصية مثلتها بشخصيتك الحقيقية؟

- بالتأكيد، هنالك شخصيات تؤثر وذلك يعتمد على طبيعة وتقنية الممثل وكيف يتعامل مع أي دور والتمثيل لا يعني أن تحفظ وتؤدي بل التمثيل عالم عميق ويحتاج لدراسة وتجارب وكممثل أي دور أقوم به أبدأ بدراسته، تحليله، وتقمصه وتحويل الشخصية إلى روح وإلى عالمها الخاص، فمثلاً شخصية جاسم في فيلم الشجرة النائمة تقمصتها إلى درجة أن المخرج ومن حولي حينما ينادونني باسمي لا أجيب وعندما ينادونني بجاسم أجيب ومن شدة التعايش رغم أن الشخصية سلبية وكئيبة وصامتة التصقت بي شهرين أو أكثر، وبعض الممثلين يكونون بحاجة للذهاب لطبيب نفسي ليخرج من الشخصية.

إلى أي مدرسة فنية ينتمي جمعان الرويعي؟

- مدرستي الفنية تتقبل كل الفنون، لا يوجد مدرسة معينة أنتمي لها وهذا ما يجعلني أكون مستمتعاً، ولكن يوجد طريق أو أسس معينة اكتسبتها والآن أتبعها وأكتشفها وأطورها، وأيضاً في المسرح أثناء التمثيل في بعض الأحيان أكون في المدرسة الطبيعية أو المدرسة التجريبية أوالعبثية أو السريالية، أحب روح المغامرة ولا أحب التقيد في مدرسة معينة فأتنقل من مدرسة إلى أخرى.

ما مقترحاتك لتطوير المجال الفني التمثيلي في البحرين؟

- نحتاج إلى جهات سواء جهات رسمية أو الجهات الأخرى مثل المؤسسات الخاصة أن تكون دعماً للمهرجانات سواء على المسرح أو السينما تفيد في دعم الشباب، وأيضاً نحتاج إلى ورش عملية بين فترة والأخرى، في نهاية موسم الصيف كان مسرح الصواري يقيم ورشة على مدة شهرين وكانت الورشة متنوعة كل أسبوع يتواجد لديهم مدرس أو مدرب، والكثير من الطلاب تقريباً من 35 - 40 طالباً وطالبة مروا في مراحل وكان بعضهم يجهلون المسرح، ولكن في النهاية الحمدلله كانت النتيجة مرضية للجميع ومسرح الصواري سوف يستمر على هذا الدعم لسنوات أكثر.

هل ابتعاد التلفزيونات الوطنية عن إنتاج المسلسلات مفيد أم مضر للحركة الفنية؟

- يؤسفني وأفتقد الطاقات الشبابية الجديدة وذلك يعود لعدم وجود حركة فنية، في فترة التسعينات كان هنالك جهة تدعمنا وتمولنا وأيضاً يوجد تنوع وفرص، والكلمة الطيبة كان لها أثر على نفوسنا أما الآن فلا يوجد عجلة إنتاجية مثل قبل ويفتقد الشباب للمكان الذي يفجر الطاقة الكامنة في داخله ويحاولون بجد من خلال المشاركة في المسرح وكلها اجتهادات شخصية. وبالتأكيد لا زلنا متفائلين برجوع الدراما البحرينية إلى الساحات وهذا ما نتأمله في القريب العاجل.

هل تجد نفسك في الأدوار الكوميدية أم الدرامية أكثر؟

- كانت مشكلتي في الفنون المسرحية سواء عندما كنت في الكويت أو القاهرة جميع الطلبة والدكاترة على مدار أربع سنوات كانوا يكلفونني بأعمال وشخصيات كوميدية ولكن بالطبع كنت أرغب في الأعمال الدرامية، على الرغم من إنني كنت أعمل بالكوميديا، نشأت على أيدي أساتذة قاموا بتعليمي، وعند ذهابي للمعهد كان لدي خبرة 6 سنوات مع أساتذة كبار، منذ الإعدادية إلى أن تخرجت من الثانوية كنت أقوم بأعمال سواء في التلفزيون وفي مسرح الطفل فترة الثمانينات عندما كان مزدهراً، وعملت على نفسي جاهداً، لو نعود غلى فترة الثمانينات نرى أنها أصقلت كثيراً من الناس وأوصلتهم إلى مراحل.

ما نصيحتك للممثلين الشباب؟

- أن لا يستعجلون على الشهرة، عليك أن تعمل وتركز على الهواية أو الشيء الذي تحب القيام به وتبحث، ابتدئ أصقل الموهبة وابتدئ ابحث عن التجارب الجديدة ولا تستعجل النجاح، ابنِ على قاعدة سليمة وجميع الأمور ستأتيك مع الأيام ما دمت تسعى وتحاول وتطور من نفسك وتتعلم من أخطائك جميعنا نخطئ ونتعلم، ما دمت صادقاً في عطائك الذي أنت مؤمن به تأكد أن هذا النجاح في يوم ما سوف يعود لك.

من هو فنانك المفضل عالمياً وعربياً؟

- الكثير من تعلمنا منهم الفن، الأستاذ عبد الحسين عبد الرضا رحمه الله هو الذي شجعني على التمثيل، وأيضاً اميتاب باتشان الممثل الهندي الذي كنت متأثراً جداً بطريقة تمثيله، أحمد زكي، أحب وأفضل أي ممثل يعطي ويجتهد لا أن يكون في قالب معين.