كشفت واقعة مأساوية كيف استمر رجل أسترالي في البحث عن والدته المفقودة لسنوات بعد أن رفضت السلطات البحث عنها، حتى انتهى بحثه بالعثور على بقاياها مدفونة تحت الأنقاض في موقع بناء ماليزي.

اختفت الأسترالية آنا جينكينز (65 عامًا)، من شوارع ماليزيا أثناء رحلة إلى بينانغ في عام 2017، ولكن عندما أبلغت عائلتها الشرطة الماليزية باحتمال اختطافها وطلبوا المساعدة في العثور عليها، رفضت الشرطة البحث عنها.

بعد سنوات من اختفائها، قادته معلومة إلى المكان الذي عثر فيه عامل بناء على بعض ممتلكاتها، بما في ذلك بطاقة موعد طبيب الأسنان، وما يُعتقد أنه عظمة بشرية



على الرغم من الرد المحبط والمسافة بين أستراليا وماليزيا، رفض جريج نجل آنا الاستسلام وبدأ رحلته للبحث عن والدته.

وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنفق جريج أكثر من 300 ألف دولار خلال 34 رحلة إلى ماليزيا، حيث كان يزحف عبر المجاري الموبوءة بالفئران وأنفاق التسونامي في عملية بحث مضنية امتدت 80 ألف كيلومتر عبر البلاد بحثًا عن أي أثر لوالدته.

وأخيرًا، وبعد سنوات من اختفائها، قادته معلومة إلى المكان الذي عثر فيه عامل بناء على بعض ممتلكاتها، بما في ذلك بطاقة موعد طبيب الأسنان، وما يُعتقد أنه عظمة بشرية.

ومع ذلك عجز جريج عن السفر للبلاد في ذلك الوقت بسبب قيود إغلاق جائحة كورونا، وكان عليه الانتظار لـ 5 أسابيع، وعندما أبلغ الشرطة المحلية رفضت التحرك، واستغرق الأمر 10 أيام قبل أن يتمكن من إقناعهم بالذهاب إلى الموقع والتحقق من مزاعم العامل.

وعندما تمكن جريج أخيرًا من الوصول إلى بينانغ، أكدت له السلطات أنها فعلت كل ما في وسعها لتفتيش المنطقة ولكن لم يتم العثور على أي شيء آخر.

كشف البحث الشامل في النهاية عن عشرات العظام الأخرى وشظايا العظام الموجودة تحت سطح التربة مباشرة

مع ذلك أصر جريج على الذهاب إلى الموقع المجاور للغابة، وفي غضون لحظات من وصوله، اكتشف حذاء والدته ملقى على سطح الأنقاض، على الرغم من إصرار الشرطة أنها فحصت المنطقة بدقة.

وقال جريج: "طلبت من حارس أمن موقع البناء أن يصورني وأنا أرفع الحجارة وأفتش، ورأيت فراشات زرقاء وسوداء تملأ المكان، وعندما نظرت إلى الأسفل لاحظت فقرات أمي".

كشف البحث الشامل في النهاية عن عشرات العظام الأخرى وشظايا العظام الموجودة تحت سطح التربة مباشرة.

اكتشف جريج لاحقًا أن بقايا والدته قد تم اكتشافها في الأصل قبل 6 أشهر من قبل العمال في مشروع البناء الذي تبلغ تكلفته 107 ملايين دولار، لكن بدلاً من إبلاغ الشرطة، أُمر العمال بنقل العظام من الموقع الرئيس وإلقائها وسط الأنقاض القريبة حيث تم اكتشافها في النهاية.

وشرح جريج: "أعتقد أن والدتي قد اُختطفت من الشارع، وسُرقت وقُتلت، ثم أُلقيت جثتها فيما كان آنذاك غابة، كما علمت أنه قد تم العثور على بقايا رجل وطفل هناك من قبل، لذلك أعتقد أنها كانت مكب نفايات للقتلة".

وأوضح: "يستهدف مشروع البناء المشترين الصينيين الأثرياء، والذين يرفضون في العادة شراء أي منزل به بقايا بشرية، لذلك أراد الجميع التكتم على الأمر لحماية المشروع الذي قد تبلغ قيمته النهائية مليار دولار".