بقلم: بدر علي قمبر



محبة الله

فتشت في ملامح الأفق القريب عن معان أخرى لسكينة النفس والتي نستطيع أن نعيش بأجوائها البسيطة بلا تكلف طيلة حياتنا في هذه البسيطة.. فتشت فوجدت أهم ميدان يجمع كل قطوف السكينة السابقة واللاحقة.. هو ميدان محبة الله تعالى الذي يحرك أحاسيسنا ومشاعرنا من أجل تحقيق الغاية المنشودة في الحياة.. وهي طاعة الله تعالى والاستغراق في أعمال الخير التي تولد إحساسا مغايرا عن بقية الأحاسيس..

هي المحبة التي تجعلنا نسلم بقضاء الله وقدره في أحداث الدنيا.. محبة تجعل نفوسنا تزداد شوقاً للجنان بالجد والاجتهاد والتشمير للعبادة أسوة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.. محبة غامرة ليس كأي محبة أخرى للبشر، تولد في نفوسنا رغائب معلقة بأستار الآخرة.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان.. ومنها: "من كان اللّه ورسوله أحب إليه مما سواهما..". ويقول عليه الصلاة والسلام: "أتاني ربي عز وجل - يعني في المنام - فقال يا محمد قل اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك". ويقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: (فمحبة الله ورسوله وعباده المتقين تقتضي فعل محبوباته وترك مكروهاته والناس يتفاضلون في هذا تفاضلا عظيما فمن كان أعظم نصيبا من ذلك كان أعظم درجة عند الله). ففي أيام رمضان ترتمي النفوس طمأنينة وشوقا في أحضان العبادة والتذلل عند عتبات المولى الكريم حبا له وطمعا في جناته ورغبة في الظفر بأجور ليلة القدر المباركة.. فما أروع النفوس في هذه الأيام تسكن في رحاب الكريم المنان لتعمق إيمانها، وتطهر أفئدتها، وتستزيد بما يقربها إلى مدارج الخيرات.. إنه الانقياد التام لأوامر المولى الكريم، والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يجد ويجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها لما فيها من الأجور الخالدة في ليلة عظيمة القدر.. إنه موسم إيماني وتربوي للمسلم عليه أن لا يدعه ينصرف عنه دون أن يحقق المقصود.. تعميق محبة الله تعالى في سلوكه وكافة شؤونه الحياتية.. حتى ينعم بالسكينة والاستقرار مهما تبدلت ظروف حياته فيما بعد.

لمحة:



هي محبة الخالق الرحيم، التي تمسح على قلوبنا، وتحفز إيماننا لفعل الخير.