أثار العدد الأخير الذي صدر الأربعاء من مجلة الأزهر، جدلاً في مصر، حيث احتوى الغلاف على 30 صورة لسيدات مصريات، بينهن ناشطات وحقوقيات وأستاذات جامعات، شكلن "بطلات" العدد، حيث كتبن قصصهن مع ظاهرة التحرش، واستغرب الناس لرؤيتهم صور نساء غير محجبات لأول مرة في غلاف مجلة الأزهر.

وفي افتتاحية الغلاف دشن هاشتاغ "الإمام السند"، في إشارة إلى دعم شيخ الأزهر لحملة التصدي للتحرش الجنسي، وحالة الجدل التي اشتعلت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أتت بسبب انقسام المتابعين بين مؤيد لما حمله الغلاف ومعارض لما حدث، خاصة وأن الجريدة لم يسبق لها التطرق لمثل تلك المواضيع أو حتى الصور.

وقد علمت "العربية.نت" أن الجريدة انتهجت قبل فترة أسلوبا جديدا في النمط التحريري، وذلك بعد أن تولى رئاسة تحريرها الكاتب الصحافي أحمد الصاوي، حيث بدأت تنشر صوراً لسيدات غير محجبات، بعد أن كانت صور الوزيرات المصريات لا تنشر في المجلة بحجة عدم ارتدائهن الحجاب، كما أصبحت المرأة متواجدة بقوة بين صفحات الجريدة، وتشارك في كتابة المقالات.

وفي هذا السياق، أكد الكاتب الصحافي أحمد الصاوي، رئيس تحرير الجريدة في تصريحات خاصة لـ "العربية.نت" أن صدور الغلاف بهذا الشكل جاء دعماً لبيان الإمام الأكبر ضد ظاهرة التحرش، خاصة وأن البيان لم يصنف المرأة بناء على الزي الذي ترتديه أو الديانة، إذ اعتبر أن كل امرأة أياً كان لباسها معنية بتلك الظاهرة، لذا جاء الغلاف تجسيداً لتلك الفكرة.



كما أشار الصاوي إلى أنه لم يجد من مؤسسة الأزهر سوى الدعم، ولم يكن هناك أي اعتراض على ما نشر، خاصة وأن هناك تفاهما وثقة، مؤكداً أنه منذ بدأ عمله كرئيس تحرير للجريدة لم يجد أية تحفظات.

إلى ذلك، كشف رئيس التحرير أن هذا الغلاف لم يكن الأول من نوعه، فقد نشرت سابقاً صور سيدات على الصفحة الأولى للجريدة، وحول ردود الأفعال التي تلقاها بعد صدور العدد، أكد الصاوي أن ردة الفعل من داخل مؤسسة الأزهر كانت مشجعة ومتفهمة، بعد أن رأوا أن العدد جاء انعكاساً لبيان الإمام الأكبر ضد التحرش.

كما أوضح أن العدد ناقش قضية التحرش ولم يتطرق إلى قضية الحجاب، وبالتالي فالمشكلة تتمثل فيمن يتعاملون معه على أنه فتوى وليس ممارسة صحافية مهنية، واعتبر أن الفكرة تكمن في المضمون، حيث جاء العدد الخاص بالجريدة ليترجم بيان الأزهر الذي لم يصنف النساء في مصر، وهو ما جعلهم يعتبرون أن كل امرأة في مصر مسلمة أو غير مسلمة معنيه بالبيان.



وفي النهاية أوضح الصاوي أن بعض المعترضين خلطوا بين مجلة الأزهر وجريدة "صوت الأزهر"، موضحاً أن الجريدة تصدر منذ ما يقارب الـ 20 عاماً، وتختص بالتعاطي الصحافي مع أخبار الأزهر والقضايا التي يكون طرفا فيها، فيما تعرض المجلة بحوثاً فقهية وفتاوى.