سماهر سيف اليزل

أكد الشيخ عبدالله المناعي أن للعشر الأواخر من رمضان خصائص وفضائل كثيرة، أولها نزول القرآن في العشر الأواخر من رمضان، وهذا من أعظم فضائل العشر أن الله أنزل هذا النور المبين، فأخرج به من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى نور العلم والإيمان، وهذا القرآن العظيم شفاءٌ وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين، وموعظة وشفاء لما في الصدور، بالإضافة إلى اجتهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- في قيامها، والأعمال الصالحة فيها اجتهاداً عظيماً، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله، وجدَّ وشدَّ المئزر".

وأضاف: "يشمل الإحياء جميع أنواع العبادات: من صلاة، وقرآنٍ، وذكرٍ، ودعاء، وصدقة، وغيرها، ومما يدل على فضل العشر: إيقاظ الأهل للصلاة والذكر، ومن الحرمان العظيم أن ترى كثيراً من الناس يُضيِّعون الأوقات في الأسواق، وغيرها، ويسهرون، فإذا جاء وقت القيام ناموا، وهذه خسارة عظيمة، فعلى المسلم الصادق أن يجتهد في هذه العشر المباركة، فلعله لا يدركها مرة أخرى باختطاف هادم اللذات، ولعله يجتهد فتصيبه نفحة من نفحات الله تعالى فيكون سعيداً في الدنيا والآخرة".



وأشار المناعي إلى أن "للعشر الأواخر من رمضان برنامجاً يختلف عن برنامجه في أول الشهر، لقول عائشة رضي: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره". وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم"، والمؤمن الذي تزود من الطاعة في رمضان، واستزاد من الإيمان مع القرآن، يجب أن يسير الشريعة حيث سارت ركائبهم، ويستقر مع السنة متى استقرت مصارفها ويستظل بظلها أينما كانت مشاربها، كيف؟ يكون مصلياً مع المصلين، ومزكيا مع المزكين، وصائما مع الصائمين، وحج بيت الله تعالى إذا استطاع إلى ذلك سبيلا مع الحاجين، هذا هو مسلم رمضان وغير رمضان".

وتابع: "جعل الله رمضان درة العام والعشر الأواخر درة رمضان وليال الوتر درة العشر وليلة القدر درة الأوتار؛ والصلاة والسلام على من جعل للعشر الأواخر برنامجاً يختلف عن برنامجه في أول الشهر، هذه الليلة الشريفة لم يزنها الله سبحانه بميزان الليالي ولا ميزان الأسابيع بل وزنها بميزان الشهور فعجزت عنها عشرات الشهور ومئات الشهور بل زاد فضلها وعلا قدرها حتى تجاوزت في فضلها أعمار عامة أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر) وألف شهر تزيد على ثلاث وثمانين سنة".

وختم المناعي قائلا: "مطلوب من الإنسان في هذه الأيام والليالي الإكثار من الحمد والشكر على ما أنعم به من مهلة العمر والاستزادة من العمل الصالح قال تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"، والتوبة، فطوبى للذين يفتتحون شهرهم بالإحسان وينهونه بالقيام".