استغل البعض، إقبال المصريين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الكبير، وشهرة تطبيق "تيك توك"، ليقوم بالنصب باسمه.

ومع رغبة أغلب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، في الربح السريع من التفاعل، أو المشاركة بهذه المنصات، أصبح من السهل استخدام هذا الولع لتحقيق أهداف بعض المجرمين، معتمدين على صعوبة الإمساك بهم، وخاصة عند استخدام وسيلة الرسائل المجهولة.



رسائل مجهولة

وعلى مدار الأيام الماضية، يتم ترويج رسائل الكترونية مجهولة، للترويج لتطبيق الفيديوهات الصيني "تيك توك"، يحقق من يرسلها ربح فوري، بمجرد دعوة الآخرين لتحميل التطبيق.

وشكلت هذه الرسائل، هوساً على مواقع التواصل الاجتماعي في أكثر من من دولة، وخاصة مصر، التي تحول فيها الموضوع لتريند.

ودعت رسائل إلكترونية ، رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، لترويج لتحميل تطبيق "تيك توك"، مقابل الحصول على ربح قيمته 900 جنيه مصري عند إعادة نشر هذه الرسالة على عدد من المستخدمين، رغم أن هذه الرسائل مجهولة، ولا تروجها الشركة رسميا، أو تحمل شعارها.

وتبادل عشرات الآف في مصر، هذه الرسائل الإلكترونية على ماسنجر الـ "فيسبوك"، دون توضيح الجهة التي تمنح هذا الربح، أو كيفية الحصول عليه.

"تيك توك" غير ملزمة

ومن جانبه، يرى محمد الحارثي خبير الاتصالات، واستشاري تطوير الأعمال والإعلام الرقمي، أن تطبيق "تيك توك" الصيني، غير باقي التطبيقات، في وسائل الترويج، أذ أنه لم يعلن منذ إنشائه عن منحه أموال لصالح المتفاعلين أو المشتركين فيه بشكل مباشر، وهذا عكس ما تطبقه عشرات التطبيقات الأخرى.

وأضاف الحارثي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن شركة "تيك توك" لم تعلن رسميا، عن تقديم أموال لمن تصلهم أي رسائل في هذا الصدد ولهذا فإنها غير ملزمة أمام الجماهير بدفع هذه الجوائز، ومن الوارد أن يكون هناك شركات أو قراصنة الكترونيين"هاكرز" تروج لهذه الرسائل بغرض اختراق البيانات.

وكلاء الترويج ومكاسبهم

وأوضح، أن أغلب التطبيقات، تلجأ لزيادة عدد مستخدميها، عبر منح أموال لوكلاء يقومون بدورهم باستقطاب أكبر قدر ممكن من الشرائح المختلفة.

باكستان تحظر "تيك توك" وتطبيق المواعدة "تيندر".. لماذا؟

وتابع: ويقدم التطبيق للوكلاء أموالاً باهظة، وفي المقابل يعطي الوكلاء من يسوقون لهم أجزاء من تلك الأرباح، وهو ما تم في الترويج لتطبيق" لايكي" في مصر، والذي تم القبض على بعض وكلائه بتهمة الترويج للفسق، والدعارة، والاتجار بالبشر.

مكاسب التطبيقات من زيادة عدد المستخدمين

وأوضح الحارثي، أن أي تطبيق على منصات مواقع التواصل الاجتماعي يتم تحميله يعمل في المقام الأول على الاستفادة من البيانات، والمعلومات لأغرا ض ربيحة، وتسويقية تخصه، وينجح في تحقيق ذلك من خلال تدوير الدعاية له بشكل مكثف.

وأضاف، أن كافة المنصات الرقمية مثل "فيس بوك"، و"يوتيوب"، و"أنستقرام"، وغيرها، تحقق عائدات ضخمة بوسائل مختلفة، من خلال الإعلانات الممولة أو المدفوعة كما يفعل موقع "فيس بوك"، "يوتيوب".

وتابع: أن تطبيقي "فيسبوك"، ويوتيوب"، يحصلان على المقابل المادي نظير الإعلان لمنتج أو سلعة، ثم يقوم بدفع جزء من هذا العائد بشروط محددة، لأبرز المشاركين فيها، حسب عدد مشاهدات الإعلان على صفحاتهم، أو قنواتهم.

أسباب حظر "تيك توك"

وأكد الحارثي، أن تطبيق "تيك توك"، تحديدا نجح في استقطاب فئات عمرية مختلفة عن غيره من التطبيقات، كما أن المواد التي تنشر عليه مختلفة.

فيسبوك تفتح خزائنها لمواجهة تيك توك.. مليار دولار لصناع المحتوى

وتابع: أن "تيك توك" يوجه له في العديد من الدول عدة اتهامات، أهمهم هو تسريب واستغلال البيانات، والثاني هو عدم خضوعه للمعايير الأخلاقية في المحتوى الذي ينشره، لهذا حظرته عدد من الدول.

أرباح حلال

من جانبه يرى الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أنه لاحرج من الناحية الشرعية في المشاركة في أي نوع من أنواع الدعاية، طالما لا يوجد أى تعدي على حقوق الأفراد، والشركات، لأن هذا يعتبر مؤثم شرعاً ولا يجوز.

وشدد كريمة، على أن تحقيق الربح طالما كان حلالاً من خلال العمل في المنازل، أو من أي مكان، لا إثم فيه إذا لم يترتب عليه أي إثم، أو جريمة، أو شيء يرفضه الدين، أو القانون.