بوابة الأهرام


بعد تزايد حالات الطلاق وعدم قدرة الأهالي والأقارب في الحد من الأزمة وعدم معالجة التشريعات القانونية بشكل عادل بين الزوج والزوجة ومن بينهم الأولاد، زاد الجدل الدائر بين المنظمات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني حول أسباب الأزمة وطرق علاجها.

وخرجت بعض الدراسات المتخصصة التي بحثت في أصول الأزمة ودراسة أبعادها المختلفة وصولا إلى اقتراح حلول لتكون أقرب إلى الواقع وقابلة للتحقيق، ستستعرضها "بوابة الأهرام" متمثلة في دراسة للدكتور حمدي عرفة أستاذ الإدارة الحكومية بكلية الإدارة بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا وخبير استشاري البلديات الدولية.

في البداية يقول الدكتور حمدي عرفة، إن معدلات الطلاق انتشرت بشكل مقلق بحسب البيان الصادر من جهاز التعبئة العامة والإحصاء الذي أشار إلى وجود حالة طلاق كل دقيقتين وحالتي زواج كل دقيقة، موضحا أن عقود الزواج في عام 2020 وصلت إلى 876 ألف حالة زواج وحالات الخلع كانت 10 آلاف في 2019 وتناقصت في 2020 بنحو3600 حالة ويمثل ارتفاعًا بمعدل 8% سنويا.


وأشارت الدراسة البحثية إلى انتشار حالات الطلاق في 22 دوله عربيه يقطن بها ٤١٠ ملايين عربي؛ حيث أصبحت ظاهره ترصدها جهات حكومية رسمية كل دقيقة، سجلت السعودية 7 حالات طلاق تقع كل ساعة بمعدل 162 حالة يوميا ومن أسباب الطلاق في السعودية تعدد الزوجات، والغيرة الزائدة من جانب الزوجة، وفي تونس، يتم تسجيل 940 حالة طلاق شهريا بمعدل 4 حالات كل 3 ساعات، وأسبابه ارتفاع نسبة البطالة، والمشكلات الاقتصادية، وأسباب خاصة بعدم التوافق فى العلاقة الحميمة وفى العراق 62 ألف حالة طلاق سنويا وفى الجزائر ارتفعت حالات الطلاق إلى 64 ألف حالة سنويا أي بمعدل حالة كل 12 دقيقه وفى الأردن14 ألف حالة طلاق سنويا.

وأضاف عرفه، أن أغلب حالات الطلاق تتم في المدن وتقل بطريق ملحوظة في المناطق الريفية في الدول العربية وهنا يقع الدور على المنظمات الحكومية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني كل في اختصاصه والقيام بدوره في تلبية احتياجات المواطن.

أسباب الطلاق

وأشار الدكتور حمدي عرفة، إلى أن من أهم أسباب الطلاق في العالم العربي الخيانة الزوجية وعدم التفاهم وغياب الحوار، والظروف المالية، وعدم الامتثال للتوجهات الدينية وإقبال الرجال على الارتباط بزوجة أخرى، والعنف بين الأزواج، وتدخل أقارب الزوجين، وعدم الإنجاب، واختلاف الثقافة والعادات والطباع، وعدم احترام أحدهما للآخر وعدم الاهتمام واللامبالاة، وغياب التواصل بين الزوجين.

وأشار إلى أن السبب الرئيسي لمعظم الخلافات هو المشكلات المادية؛ لأنها تندرج تحت كثير من المتطلبات في الحياة، منها ما هو ضروري، ومنها ما هو كمالي، فتختلط الحال بين الأمرين وتكون النتيجة خلافاً بلا رجعة.

الطلاق المبكر

وكانت دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية العام الماضي، قد كشفت عن أسباب طلاق المبكر، وجاء في طليعتها تدخل الأهل في الزواج سواء بالإجبار على الزواج أو التدخل في الطباع بين الزوجين أو الخلافات المالية وقضاء أوقات طويلة على الإنترنت، باعتبارها تفتح الباب أما الخيانة الزوجية والانفصال العاطفي بين الزوجين.

غياب الحوار

وأضاف عرفه، أن أبرز حالات الطلاق تكمن في الخيانة الزوجية، وعدم التفاهم وغياب الحوار، والضائقة المالية لبعض الأزواج التي تمنع الزوج من تلبية الواجبات الأسرية، وهذا هو السبب الأقوى الذي تكثر بسببه حالات طلب الطلاق؛ حيث تشهد المحاكم ذلك؛ بسبب عدم النفقة وعدم توفير مسكن، وعدم توفير الكثير من الاحتياجات الخاصة بالأسرة، التي يستحيل استمرار الحياة بدونها؛ حيث لوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد حالات طلب الزوجات للطلاق؛ بسبب ارتباط أزواجهن بزوجة أخرى، كما لوحظ ارتفاع حالات طلب الأزواج للطلاق، بسبب تقصير بعض الزوجات وعدم الاهتمام بواجباتها كزوجة وكأم، ولا ننسى العنف الواقع بين الأزواج، ويعد سبباً رئيسياً؛ لوقوع حالات الطلاق وانعدام الحياة الزوجية، فضلاً عن حالات تدخل الأقارب.

وأضاف عرفه، أنه طبقا لما موجود في المحاكم العربية وذكره الخبراء قد تكون الأسباب المادية وراء وقوع حالات الطلاق لأسباب عدة، فقد يبخل الزوج على أسرته ولا ينفق عليها، حينها يكون طلب الطلاق مقنعاً، لأن من واجبات الزوج على زوجته وأبنائه الإنفاق عليهم وسد حاجاتهم المادية بالمعتدل، وقد يمر الزوج في ظروف مادية تتسبب في وقوع الطلاق، كأن يفقد عمله لسبب ما، وقد يدخل في مشروعات تجارية، فيخسر وتتراكم عليه الديون، فيقع حينها في مأزق مالي، ما تضطر معه الزوجة لطلب الطلاق.

وأشار الدكتور حمدي عرفة، إلى أن هناك أسبابًا مادية أخرى، وهي أن تطلب الزوجة مبالغ ومتطلبات تفوق القدرة المادية للزوج، على الرغم من علمها بذلك، ولكنها تصرّ على الكماليات لما تراه عند صديقاتها أو أخواتها أو زميلاتها في العمل أو الجامعة أو حتى ما يفعله مشاهير منصات التواصل؛ حيث ترغب الكثير من النساء في تقليدهن، في الملابس والجواهر والماركات والسفر وعمليات التجميل، فيقع الزوج حينها ضحية، فإما أن يوفر كل ذلك، أو أن تطلب زوجته الطلاق، ليدخل بعدها في دوامة المحاكم.

حلول للحد من الطلاق

وأكد الدكتور عرفه، أن الحلول تتمثل بتكثيف حملات توعيه للمقبلين على الزواج، وعمل دورة للمقبلين على الزواج قبل عقد القران يجب أن يحضرها الشاب والفتاة يتم شرح فيها أهمية الحياة الزوجية وتماسك الأسرة وتأثير الطلاق على الأبناء وتفكك المجتمع، وتثقيفهم في طريقة حل الخلافات الزوجية وأن يكون هناك طبيب مختص في العلاقات الأسرية يتم اللجوء له في حالة المشكلات الكبيرة قبل قرار الطلاق، مشيرا إلى دور التوعية من خلال البرامج الدينية والمسلسلات الاجتماعية التي تحث على تماسك الأسرة.

وتابع عرفه أنه، في حال طلب أحد الزوجين الطلاق؛ يجب أن يخضع لحلقات دينيه ومحاضرات تنويرية قبل تسجيل دعوى في التوجيه الأسري، واستحداث مناهج دراسية مبسطة للمرحلة الثانوية؛ هدفها غرس قدسية الترابط الأسري، والتفاهم والمصارحة والاستماع للآخر، والتوقف عن المكابرة والعناد، وتوقف العروسين عن المجاملات أثناء الخطوبة، وبعد الزواج تبادل الاحترام، ومراعاة ظروف الآخر، والصبر عليها، والمصارحة، والتنازلات المنطقية، وهناك حالات قليله يكون سبب الطلاق فيها عدم الإنجاب.