يبادلني تحية العيد، فأرد بأن الحمدلله أننا نعيش جديداً في ظل البحرين الآمنة، البحرين التي حفظها الله بحفظه، ومنع عنها الأطماع ومحاولات الاختطاف.

فيسألني مستغرباً: أحد عشر عاماً مضت، أولا تنسى أنت؟!

فأرد عليه: وهل تنسى ولو بعد سنوات محاولة من ظننتهم جيراناً سرقة بيتك وقتلك وأهلك؟! والسؤال الأهم: ألا تراهم لا ينسون هزيمتهم، ألا تراهم يوماً بعد يوم يهاجمون البحرين ويخططون ضدها. اسمع جيداً: ما حصل «لخبط» العديد من الأوراق، تفاجأت الدولة والمخلصون من مواطنيها، في حين سقطت أقنعة، واكتشفنا من يسهل عليه بيع تراب وطنه ويخونها ويشوه صورتها في الخارج والداخل.

كل ما حصل لا يفترض بأي حال من الأحوال أن يمر مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن. نعم ندرك تماماً بأن النسيان نعمة، لكنه يتحول لنقمة إن كان يستدعي ترك الأمور على الغارب مجدداً، ومنح مساحة تحرك لمن يضمر الشر حتى يلملم صفوفه ويعاود الضرب مرة أخرى.

ليست الدولة ولا الجهات المخلصة التي دافعت عن تراب هذه الأرض هي المعنية بتقديم مبادرات، وليست هي المطلوب منها إصدار بيانات حسن النوايا، وتقديم صكوك غفران ومصالحة، وكأنها هي التي تقف في موضع الخطأ.

نعم الدولة قامت بخطوات عديدة تُحسب لها لا عليها في اتجاه الحفاظ على البلد، وفي اتجاه المحافظة على ما تبقى من تلاحم شعبها بكل طوائفه، وفي سبيل التصدي للمزيد من محاولات الفرقة والتشرذم، لكن الدولة ترتكب خطأ لو قامت بكل ذلك لوحدها في حين وقفت الأطراف التي سعت لتنفيذ محاولة انقلابية صريحة في موقف المتفرج، وفي موضع المنتظر لهدية تقدم لها على طبق من ذهب.

من خان البلد عليه أن يعلن التوبة، وحتى عندما يقدمها فالناس المخلصة حرة في تصديق إعلان حسن النوايا هذا من عدمه.

هؤلاء هم المطلوب منهم أن يقدموا اعتذاراً واسعاً للشعب البحريني بكل طوائفه، بالأخص لمن تضرر منهم ممن حسبوه عليهم و»بهدلوا» عيشتهم بسبب تنصيبهم أنفسهم متحدثين باسمه.

هؤلاء ينتظرون مبادرات من الدولة، ينتظرون «دعوات مفتوحة» ليعودوا في مركز اللاعبين في الساحة السياسية، وهذا إن حدث ليس إلا تنازلاً من الدولة عن حقها وعن حق المواطنين المخلصين لها في جانب المحاسبة والمساءلة وتطبيق القانون، ومن حق المواطنين بالتالي محاسبة الدولة على التفريط بحقوقهم.

من يتعين عليه تقديم المبادرات وإعلان حسن النوايا والاعتذار والتحرك باتجاه حل الوضع المتأزم هم من تسببوا بهذا الوضع ومن أوصلوا البلاد لمنزلق خطير، لا الجهات التي كانت هي السبب في بقاء البحرين دولة خليجية عربية.

اتجاه معاكس

من يأمن الثعبان عليه أن يجهز كميات كبيرة من اللقاح الذي يعالج به السم الذي سينتشر في جسده جراء اللسعات الغادرة.