عام جديد وبداية مفعمة بالصحة والسلامة بمناسبة العام الدراسي الجديد، الحمد لله على سلامة الجميع بعد سنتي انقطاع عن الحضور للمدارس، غمة انزاحت بإذن الله، فالتعليم عن بُعد تجربة جديرة بأن توثق بعد الجهود الكبيرة من فريق البحرين للحفاظ على استمرارية التعليم في المملكة رغم التحديات والعقبات التي توالت علينا ولكنها الحكمة والصبر والإصرار والاجتهاد جعلت من المملكة أنموذجاً رائعاً في التعليم عن بُعد يشهد لها التاريخ والعالم.

مدارسنا أبوابها مشرعة «مفتوحة» الحمد لله، وإن شاء الله سعة صدر وزير التربية والتعليم والطاقم الإداري والتعليمي مشرعة أيضاً لاستقبال المقترحات والشكاوى والنقد البناء من أولياء الأمور والطلبة والمجتمع بأسره فهذه الملاحظات بالتأكيد تصب في مصلحة الطالب والتعليم في المملكة، فالانقطاع الطويل عن المدرسة ليست «بهينة» قطعاً لها إيجابيات وسلبيات ستنعكس على الحالة النفسية والسلوكية والذهنية لدى الطالب خاصة في المرحلة الابتدائية، ولربما تتوالد مشاكل جديدة في المدرسة لم تبرز سابقاً في المجتمع أو لم تكن تشكل ظاهرة بين الطالب وأقرانه في المدرسة وهذا يدعو الجميع إلى احتضان أي مشكلة من البداية حتى يتم التعامل معها من البداية وعدم تجاهلها حتى وإن كانت صغيرة خاصة في هذه الفترة.

التنمر من المشاكل المنتشرة بصورة مزعجة ليس في مدارس البحرين فحسب وإنما في كثير من الدول منها الدول الكبرى فبغض النظر عن الأسباب المؤدية للتنمر هناك ضحايا وقد يكون المتنمر نفسه ضحية أيضاً فمن المهم أن ترصد إدارة المدرسة مشاكل التنمر وأن تبادر بسرعة حلها، فقد يكون التنمر بين الطلاب أو بين المعلم والطالب وهذا وجب التركيز عليه عندما يحاول المدرس تقليل شأن التلميذ في الفصل بالتنمر اللفظي، فلربما تكون مشكلة التلميذ عند الامتناع عن الذهاب إلى المدرسة ليست بسبب التعليم وإنما بسبب التنمر الذي يواجه من تنمر جسدياً أو لفظياً أو نفسياً قد يكون من زميل له في المدرسة أو المعلم أو إدارة المدرسة نفسها عندما تمارس أساليب السيطرة والتخويف ظناً من المتنمر بأن الذي أمامهم طفل قد ينسى أو قد لا يصدقه أحد عندما يشتكي لولي أمره أو لإدارة المدرسة أو لوزارة التربية والتعليم.

المدرسة تعد المؤسسة الاجتماعية والتعليمية الثانية بعد المنزل والساعات التي يقضيها التلميذ في المدرسة طويلة وكل سلوك أو معرفة في المدرسة تشكل حتماً من شخصيته وتنمي مداركه ويمكن أيضاً أن تكسبه سلوكاً جديداً من المهم أن تكون المدرسة طاقة إيجابية من المهم الاهتمام بالمتغيرات النفسية والسلوكية لدى الأطفال بعد الجائحة، صحيح أن على الوزارة عاتقاً ومسؤولية عظيمة إلا أن الاهتمام بصحة الطفل ونفسيته لا تقل أهمية من مخرجات التعليم. كل عام وأنتم بخير