تؤكد مملكة البحرين دائماً ريادتها العالمية في تعزيز التسامح الديني والتعايش السلمي، والحوار البنّاء بين الثقافات والحضارات المختلفة، واحترام الآخر، ولعل تدشين مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي «إعلان مملكة البحرين» في أوروبا من العاصمة الإيطالية روما بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين والمسؤولين والمهتمين بالإضافة إلى 100 طالب من منتسبي كرسي الملك حمد لحوار الأديان والتعايش السلمي، لهو خير دليل على رسالة الخير والسلام والمحبة التي تبعث بها مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وبرعاية ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه.

لقد استطاعت مملكة البحرين عبر تاريخها أن تؤسس وتؤصّل لقيم سامية وحضارية تنعم بها نابعة من أصل الإنسان البحريني والمجتمع الراقي في الفكر والأخلاق والتعامل وقبول واستيعاب الآخر، والنهوض بالمجتمعات من خلال الأفراد، وهو ما يجعل لمملكة البحرين مكانة عالمية في تلك الجوانب الإنسانية الفريدة التي ترسّخ حقيقة ما يدور في خَلَد كل بحريني، من خلال قيم أصيلة وحضارية وراسخة ومتجذرة في داخله، كما أنها في الوقت ذاته تعزّز قيمة الانتماء والولاء من جانب كل مقيم ووافد على تلك الأرض الطيبة المباركة.

وإذا كان «إعلان مملكة البحرين» يحظى بالإشادة العالمية من قادة ورؤساء حول العالم، فإنه لابد من الإشارة إلى أن ذلك الإعلان القيّم يُعد هو الوثيقة التأسيسية لجميع أعمال مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، بالإضافة إلى أنه كانت لمملكة البحرين مبادرات متميزة في إطار تعزيز التسامح والتعايش ومنها، إطلاق «برنامج جلالة الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي» في جامعة سابيانزا الإيطالية بالعاصمة روما، وإنشاء جائزة الملك حمد الدولية للحوار والتعايش السلمي، وغيرها العديد من المبادرات الإنسانية العالمية.

إن إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، بمرسوم ملكي، وإطلاق تلك المبادرات الإنسانية التي تدعو إلى الخير والسلام والحوار بين الأديان لهو تأكيد حقيقي على حرص واهتمام حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم على نشر الخير والأمن والسلام في ربوع المعمورة، فضلاً عن أن مملكة البحرين بتلك المبادرات تُبرز تجربتها الفريدة والمتميزة والحضارية في التعايش السلمي والتسامح الديني والحوار البنّاء بين الثقافات والأديان للمجتمع الدولي، حيث تؤكد مملكة البحرين دائماً أنها في هذا الإطار تعد نموذجاً للعالم أجمع لابد أن يُتحذى به.

إن «إعلان مملكة البحرين» يعبّر عن مدى احترام وتقدير وحرص مملكة الخير والسلام على حقوق الإنسان، كما أنه يُبرز سمو الأخلاق والفكر والعقيدة لدى المجتمع البحريني الأصيل، والذي ينعكس بدوره على مكانة البحرين العالمية، في وقت ينعم فيه أتباع كافة الديانات في المملكة، بالأمن والأمان وهم يمارسون عباداتهم في أجواء من الطمأنينة والسكينة.

لذلك حينما نتحدث عن الريادة البحرينية في تلك الجوانب فإننا نؤكد على حقائق دامغة تتفوق فيها مملكة البحرين على دول متقدمة تزعم فيها الأخيرة احترامها لحقوق الإنسان وحرية الفكر والرأي والتعبير بينما في المقابل تسمح بتدنيس وتمزيق وحرق القرآن الكريم على مرأى ومسمع من سلطاتها في سلوك متطرّف واستفزازي يؤجج للكراهية والعنف والعنصرية، لذلك فإن مملكة البحرين سوف تبقى دائماً منارةً للفكر الراقي المعتدل، والتسامح الديني، والتعايش السلمي، لتكون قدوة ومثالاً وأنموذجاً للاقتداء به من كافة دول العالم.