أحد مطاعم الوجبات السريعة الشهيرة رفع أسعاره فجأة منذ بداية العام والنتيجة أن كثيراً من زبائنه انتقلوا إلى منافسه الذي حافظ على أسعاره دون تغير. ويتضح ذلك جلياً من عدد السيارات التي تصطف أمامه للطلبات مقارنة بالمطعم المنافس. وحتى وقت قريب كان هذا المطعم يتفوق على منافسه لكن اليوم انقلب الحال وأصبح المنافس هو الذي يحظى بالإقبال.

والخطوة التي اتخذها هذا المطعم المتمثلة في رفع الأسعار قد تكون لها مبرراتها لكن المستهلك اليوم لا يمكن ضمان ولاءه لعلامة تجارية معينة إذا ارتفعت أسعار منتجاتها خاصة إذا كانت هذه المنتجات من غير الضروريات.

من جانب آخر ومن خلال جولة في عدد من الهايبرماركت تبين أن أسعار مواد النظافة الشخصية مثل صابون الاستحمام السائل والشامبو ومعجون الأسنان ارتفعت بدرجة كبيرة وتحتاج إلى انتباه. فالنظافة الشخصية ضرورة وليست أمراً يستطيع المرء أن يستغني عنه، وللأسف أن البدائل في هذا الجانب محدودة ورديئة الجودة. وفي اعتقادي أن سلع النظافة الشخصية تحتاج أن تنضم لقائمة السلع المعفية من ضريبة القيمة المضافة إلا إذا تم اعتبار النظافة الشخصية من الكماليات!

الغلاء أمر مزعج حقاً ولا يمكن معالجته إلا بأساليب التسوق الذكي مثل البحث عن العروض الترويجية لبعض السلع وشراء كمية محدودة لسد الحاجة فقط والانتظار حتى موسم التخفيضات لشراء الكماليات. وللعلم فإن الكثير من الأوروبيين وحتى قبل التضخم الذي يواجهونه هذه الأيام كانوا يلجؤون لهذا الأسلوب من التسوق وكانوا يتفاخرون فيما بينهم عندما يحصلون على سلعة ما بسعر مخفض. ويبدو أن بعد فترة طويلة جدا من ملء عربة التسوق حتى آخرها بكميات كبيرة من كل شيء نحتاج اليوم إلى تغير هذا النمط من التسوق خاصة وأن رمضان على الأبواب.

ومع المطالبة بمراقبة الأسعار والتفتيش على المحلات يجب أن يسعى المواطن في نفس الوقت إلى ضبط نفقاته الشهرية واللجوء إلى تقنين مشترياته وإلا تبخر مدخوله كله. والحمدلله أن السلع متوفرة وبكميات كبيرة ولكن ليس بالضرورة أن نشتريها كلها.