بهذه الكلمات اختصر رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، دوارتي باتشيكو، طبيعة اجتماع الاتحاد الذي يعقد أعماله في مملكة البحرين، وهي إشارة واضحة على أهمية هذا اللقاء الدولي، وما يتضمنه من جدول أعمال تناقش واحدة من أهم القضايا العالمية المتمثلة في شعار الاجتماع «تعزيز التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة: مكافحة التعصب».

إشارة باتشيكو تؤكد أن البحرين أصبحت اليوم محور اهتمام العالم أجمع، ليس بسبب احتضانها الاجتماع الدولي فحسب، بل أيضاً بأنها البلد الذي استطاع أن يحتضن الجميع من مختلف الثقافات والأديان للعيش معاً في مجتمع مسالم، ما يمثل صورة مثالية وحقيقية، لذلك فإن البحرين هي المكان المناسب لمناقشة هذه القضية ومشاركة رسالتها مع العالم بأسره.

في اجتماعات البرلمان الدولي ولقاءاته ونقاشاته في مملكة البحرين لا تلتقي بأفراد وأشخاص فحسب، وإنما تتناغم مع عشرات الأفكار والتوجهات، تعكس ثقافات متنوعة من حول العالم، وهو ما يعطي لهذا اللقاء أهميته ونكهته الخاصة، والتي تؤكد على حتمية اللقاء والتعايش بين جميع البشر من مختلف الجنسيات والقوميات والأديان.

لقاء المنامة لم يكن الأول، ولن يكون الأخير، فقد سبقه بأيام اجتماع رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي خرج بمجموعة من التوصيات التي تؤكد أهمية الحوار والسلام الدولي، والدعوة إلى إنهاء الصراعات والنزاعات حول العالم بالطرق الدبلوماسية، لما لها من تأثير سلبي على مجمل دول العالم، خصوصاً الفقيرة منها.

في المنامة صور حية تعكس بشكل واضح شعار المؤتمر وأهدافه، حيث تتجلى قيم التعايش السلمي في المجتمع، والتي تأتي انعكاساً لثقافة المجتمع الممتدة لمئات السنين، وانعكست بصورتها الأوضح خلال العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم، وترجمت بقوانين وتشريعات وطنية راقية وضعت الإنسان في مكانته المستحقة، وحافظت على حريته وكرامته الإنسانية.

البحرين كانت على الدوام المحطة الجامعة للقيم الإنسانية، والأقدر على توفير البيئة الحاضنة لمناقشة مختلف القضايا وصولاً إلى تحقيق توافق يساهم في تعزيز روح التسامح والتعايش السلمي، وتعميق الشراكة الدولية في تحقيق الأمن والسلام وإنهاء الحروب والأزمات بالطرق السلمية، حسب ما أشار جلالة الملك في كلمة الافتتاح.

كل الطرق تؤدي إلى البحرين، وها هي البحرين تشرع أبوابها لممثلي شعوب العالم، سعياً لعالم أكثر أمناً وسلاماً وخالياً من التعصب والكراهية.

إضاءة

«نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون التشريعي والتقني في إقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية بجميع صورها، ومنع إساءة استغلال الحريات والمنصات الإعلامية والرقمية في ازدراء الأديان أو التحريض على التعصب والتطرف والإرهاب، والعمل الجماعي على نشر ثقافة السلام والتفاهم وقبول الآخر». «جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه».