أكدت كلمات ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في كل اللقاءات الدبلوماسية والسياسية، على ضرورة مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية، لتعزيز الأمن والاستقرار، ومنذ انعقاد القمة السعودية الصينية وما قبلها من لقاءات دولية وعربية وخليجية، ونحن نشهد مبادرات إنسانية مستمرة، تخفف من وطأة الصراعات الإقليمية، والدولية، والخليجية التي اشتدت حدتها مؤخراً، حيث الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وحرب اليمن، والأزمة اللبنانية، والعراق، وسوريا، وإيران، وغيرها التي أثرت على اقتصاديات الدول والعلاقات السياسية وصلة الجوار، ولغة الحوار، وزادت من حدة المشاحنات والانشقاقات.

مبادرات تاريخية سعودية مدروسة، منطلقة من النهج الإسلامي في تعزيز لغة الحوار، توجت بالذهب لمصداقيتها، انطلقت من كلمة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قمة العلا 2021 والتي قال فيها «إن هذه القمة ستكون جامعة للكلمة، وموحدة للصف، ومعززة لمسيرة الخير والازدهار، وإن هذه القمة ستترجم تطلعات خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإخوانه قادة دول المجلس في لم الشمل، والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا».

وتوالت بعدها اللقاءات الدبلوماسية للسعودية والتحركات السياسية المبشرة بالخير للتخفيف من حدة الصراعات في المنطقة الإقليمية والدولية ومنها: مبادرة عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران التي كانت جادة لتؤسس محوراً إقليمياً مرتكزاً للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والعالم أجمع كخطوة مهمة في الاتجاه الصحيح للعرب ودول المنطقة، وتحقيقاً لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإٍسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية، وذلك من أجل مصلحة كل إنسان في المنطقة والتي انطلقت برايات سلام من القمة العربية الخليجية الصينية معالجة ملفات طال الأمد فيها، لإعادة خارطة التحالفات في المنطقة، وإحباط الدول التي تاجرت في هذه الأزمة والقضية لسنوات طوال.

إن الصين تلعب اليوم دوراً محورياً وتعد قوة دعم وضمانة لهذا الصلح الذي قلب الموازين والمبني على لغة الحوار والشراكة والكسب المشترك لتمثل فرقاً جوهرياً مع الرؤية الأمريكية المتمثلة في بناء مستقبل من خلال المنافسة والصراع.

فهل سيعزز هذا الصلح موقف المملكة العربية السعودية لمواجهتها للضغوط الأمريكية؟ وما موقف أمريكا والمنافس الشرس للصين وعدتها السياسية في ظل عودة العلاقات الدبلوماسية؟ وهل ستحمل إيران مصداقية هذا الصلح دون عواقب أو خداع مبني على ما مضى من كراهية، وحقد وكيد، وعدم خذلان الدعم الصيني وجهوده الساعية للسلام؟

وقفة

نتمنى أن تتبع قرار عودة العلاقات الدبلوماسية جهود تصب في البناء والتنمية، وللقيادة السعودية كل الشكر والتقدير على خطواتها الساعية للأمن والاستقرار.