في الثاني عشر من شهر رمضان المبارك زدتُ شرفاً بلقاء حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في قصر الصخير، بمعية الجمع الطيب من أهالي المحافظة الشمالية يتقدمهم سعادة محافظ المحافظة الشمالية السيد علي بن الشيخ عبدالحسين العصفور، وقد تشرفنا بالسلام على جلالته، في لقاء حمل كل معاني المحبة والمودة والتآخي والتراحم والتآلف واللحمة الوطنية، حيث يحرص جلالته-أيده الله- على الالتقاء بالمواطنين خلال شهر رمضان المبارك والتواصل المستمر مع أطياف المجتمع كافة، وهذا هو تراثنا الغني والزاخر والأصيل؛ فالبحرين على مر التاريخ معروفة بالنهج الحكيم لحكامها

«آل خليفة» الكرام، ومجالسهم العامرة التي تحمل المعنى الحقيقي والرفيع للحمة الوطنية وتبعث الهمم في السواعد للبناء.

لقد أضحى لقاء جلالة الملك المعظم الرمضاني السنوي مع أهالي محافظة الشمالية موعداً تتلهف إليه القلوب مع مقدم الشهر الفضيل، في مشهد وطني تمتزج فيه مشاعر المحبة والتكاتف والانتماء والولاء والعرفان، وصورة تختزل معاني الوفاء والتلاحم بين قائد مسيرتنا المباركة وأبناء شعبه الأوفياء بمختلف فئاته وطوائفه ومستوياته، ليستمع جلالته -حفظه الله ورعاه- بكل رحابة صدر وبقلب مفتوح يتسع الجميع لهمومهم وآمالهم وتطلعاتهم، ويتجاذب أطراف الحديث معهم حول قضايا الساعة بكل أريحية ودون أي حواجز.

لقد أثلجتم الصدور وأسعدتم الأنفس وأفرحتم القلوب يا صاحب الجلالة -أيدكم الله ورعاكم- بهذا اللقاء السنوي الميمون في هذه الأيام المباركة الذي تجلت فيه كل معاني المحبة والسعادة الغامرة، ونعتبر من هذا اللقاء الأغر أسمى معاني المحبة والتسامح والألفة والتآخي التي كانت ومازالت نهجاً ومنهاجاً لحكم جلالتكم الحكيم، نعم، هو كذلك .. هذا النهج الذي وعدتم وأوفيتم به جلالتكم فكان مفتاح تحقيق نواحي التطور والتنمية المستدامة التي يعيشها المواطن والمجتمع البحريني في مختلف مجالات الحياة. بل تجسد عظمة هذا النهج كذلك في إعلاء وإرساء القيم والمبادئ الإنسانية، وترسيخ السلام وقيم التسامح والتعايش على امتداد هذه الأرض الطيبة التي ستبقى وطن الأسرة الواحدة بين كافة أبنائها.

إن سمة الترابط والتلاحم القوي التي تجمع الحاكم بأفراد شعبه تجلت في لقاء جلالتكم بأبناء وأهالي المحافظة، وقد عبرت عنه بجلاء صور الفرح والسعادة، وحرارة اللقاء، ومشاهد الحب التي سادت أجواء اللقاء. كما أن إشادة جلالتكم بجهود سعادة المفكر الدكتور علي فخرو وعمله الدؤوب على مدار سنوات طويلة منذ بدايات مجلس الدولة، أمام أبناء شعبكم من أهالي المحافظة الشمالية حملت عبارات خالدة من الوفاء والحب والتقدير تعكس عظمة هذا البلد والتلاحم بين القيادة والشعب والعمل لرفعة وتقدم وازدهار الوطن.

ختاماً، هكذا دائماً هي لحمتنا الوطنية وصورتنا النابضة بالحب المتبادل بين القيادة وأبناء أرض البحرين الغالية، تلك الأرض الطيبة المباركة التي لا تنبت إلا طيباً زكياً، فالتواصل نهجٌ راسخ تعلمناهُ من جلالتكُم. ونسأل الله سبحانهُ وتعالى أن يديم على جلالتكم-حفظكم الله- وعلى بلادنا مملكة البحرين العزيزة الأمن والرخاء، وأن يُعيدَ على جلالتكم هذه المناسبة أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.